شيريهان المنيرى

توصيات إعلامية وطنية تليق بمصر إعلامًا وشعبًا

السبت، 31 أغسطس 2024 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعرض الإعلام المصرى لكثير من التقلبات والتغييرات فى مشهده بسبب الأحداث المختلفة التى مرت بمصر، والتى ازدادت وتيرتها منذ أحداث ثورة يناير فى عام 2011، ولذلك شهدت بعض جوانب الإعلام نوعًا من الفوضى، فبطبيعة الحال الإعلام هو مرآة للواقع، يعكسه بمختلف جوانبه، وبالطبع يتأثر به كما يُمكنه التأثير فيه.

ولعل ثورة يناير وفترة حُكم جماعة الإخوان كانت الأبرز بمتغيراتها، حيث ظهر عدد من الإعلاميين على الساحة، الغالبية منهم غير مؤهلين لهذه المُهمة، ولكن اعتمدت شهرتهم فقط إما على توجُهاتهم وانتماءاتهم السياسية غير الوطنية أو قدرتهم على تأليب الرأى العام ضد الدولة المصرية، وظهر عدد من القنوات الفوضوية والتى كان من الطبيعى أن يتم إغلاقها فيما بعد.


ولعبت برامج التوك شو دورًا كبيرًا فى هذه الفترة، فبعد أن كانت فيما قبل الثورة ساحة لعرض مشاكل المواطنين ومتابعة ومراقبة الجهات الخدمية التى تعنى بالتعامل المباشر مع المواطنين، تحولت إلى ساحة للحرب ضد الدولة وأركانها الرئيسية، ذلك الأمر الذى تطلب فور بداية مرحلة استقرار الأوضاع السياسية إلى التنظيم لإدارة المشهد الإعلامى بشكل احترافى، وهو ما يحققه بالفعل القائمون على ملف الإعلام بمصر على مراحل متتالية منذ ذلك الوقت.


ولعل فكرة «التوك شو» فى حد ذاتها لدى الإعلاميين المصريين، كانت بالفعل فى حاجة إلى التقويم ربما منذ بداية ظهورها، فكنت قد وصفتها فى ذاك الوقت بـ«إعلام النظارة السوداء»، الذى لا يهتم بمشكلة المواطن فى حد ذاتها، قدرّ تحقيق الشهرة والمشاهدات من خلال التركيز فقط على السلبيات بجرعات ونسب مرتفعة، من شأنها التأثير السلبى على المُتلقى، أيضًا تحول الإعلام الرياضى إلى الفكرة ذاتها، وامتهن عدد من اللاعبين المشهورين أو من الرياضيين المُعتزلين مهنة الإعلام، على الرغم من عدم تأهيلهم أو تدريبهم على ذلك الأمر، ما سبب فوضى كبيرة فى ساحة الإعلام الرياضى.


ومع الوقت تحول «التوك شو» إلى فكرة وليس مضمونا، بمعنى أن يظهر الإعلامى فى دور الضيف والمُستضيف، يظل متحدثًا على مدار ساعة أو أكثر، مُبديًا رأيه ووجهة نظره، وربما مُستعرضًا لثقافته، بشكل تسبب فى مللّ المشاهد إلى حد كبير، حتى وصل الأمر به إلى العزوف عن مشاهدة مثل هذه البرامج، بما انعكس على نسب المشاهدات، والتى تراجعت ليس فقط للبرنامج، وإنما للقناة الفضائية التى باتت تعتمد على هذه النوعية من البرامج خلال السنوات الماضية لجذب عدد كبير من المشاهدين، اعتمادًا على ما حققته من بريق من خلال إثارة الجدل فقط.


لذلك تأتى توصيات «الأعلى للإعلام» والتى من أبرزها تنظيم الوقت بالبرامج الحوارية وتنظيم الإعلام الرياضى، وتأهيل وتدريب وتطوير العاملين بمجال الإعلام بشكل عام، بتوافق عدد من خبراء الإعلام ممن لهم كل الاحترام والتقدير من أساتذة أكاديميين وعدد من المخضرمين فى المجال الإعلامى؛ حاملة لشعلة يستنير بها شباب الإعلام الجُدد فى أداء مهمتهم، والتى تحمل الكثير من المعانى السامية والمُهمة فى نفس الوقت، فالإعلامى كالجندى فى ساحة المعركة، يحمل هموم وطنه وشعبه ويُحارب من أجل أمنه واستقراره بالكلمة سواء المنطوقة أو المكتوبة، خاصة فى ظل فترة من الأحداث السياسية التى تشهدها المنطقة؛ تتطلب الوقوف كالبنيان المرصوص فى وجه التحديات التى تحاول النيلّ من استقرار مصر وشعبها، دون بحث عن شهرة أو مصلحة خاصة.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة