وزير الإسكان الفلسطيني عاهد بسيسو لـ"اليوم السابع": تكلفة إعمار غزة تفوق الـ60 مليار دولار.. لدينا خطة إغاثة وإيواء مدتها 3 سنوات بعد وقف الحرب.. الاحتلال دمر أكثر من300 ألف وحدة سكنية

الإثنين، 05 أغسطس 2024 09:00 م
وزير الإسكان الفلسطيني عاهد بسيسو لـ"اليوم السابع": تكلفة إعمار غزة تفوق الـ60 مليار دولار.. لدينا خطة إغاثة وإيواء مدتها 3 سنوات بعد وقف الحرب.. الاحتلال دمر أكثر من300 ألف وحدة سكنية عاهد بسيسو وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** لابد من عقد مؤتمر دولى لإعمار غزة ودول الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي أبدوا اهتماما بهذا الملف

** تدمير 75% من مرافق الصرف الصحي وشبكات المياه وأكثر من 50% من شبكات الطرق الرئيسية

** إسرائيل تسعى لجعل غزة غير قابلة للحياة بهدف تهجير أكبر عدد ممكن من أهالي القطاع

** الاحتلال دمر ما يقارب 200 منزل وهجير ساكنيه في طولكرم ونعمل على ترميم البيوت الموجودة داخل المخيم

** دور الشقيقة مصر محوري بشأن القضية الفلسطينية ونكن للشعب المصري رئيسا وحكومة كل الحب 

 


 

تولى عاهد بسيسو، حقيبة وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، في أصعب الفترات التي تعيشها القضية الفلسطينية، حيث عدوان غاشم يشنه الاحتلال على قطاع غزة هو الأكبر أدى إلى تدمير معظم البنية التحتية الفلسطينية، وهدم مئات الآلاف من الوحدات السكنية ومئات المؤسسات، وهدم كل سبل العيش في القطاع، بالتزامن مع اقتحامات متتالية لمدن الضفة وهدم العديد من المنازل

برنامج حكومة محمد مصطفى، الذي أعلنته في نهاية مارس الماضي، عقب حلف اليمين، تضمن العمل على إيلاء الوضع الإنساني أولوية قصوى بما يشمل وضع خطة شاملة للمساعدات الإنسانية والإغاثة الفورية لسكان قطاع غزة، والتعافي وإعادة الإعمار في كل من القطاع والضفة وتركيز الجهود الهادفة إلى تثبيت واستقرار الوضع المالي وانعكاسه على الاستقرار الاقتصادي.

وكان من أبرز أهداف تلك الحكومة الفلسطينية هو ملف إعادة الإعمار، خاصة مع الدمار الكبير الذي لحق بالمؤسسات والمنازل في قطاع غزة، مما يصعب كثيرا من عمليات الإعمار في القطاع عقب وقف الحرب، بجانب حصر الأضرار التي لحقت بالأراضي الفلسطينية، وملف تسكين الفلسطينيين الذين أصبحوا مشردين في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح، بعد هدم منازلهم.

كان لنا حوار مع وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني عاهد بسيسو، هو الأول مع صحيفة مصرية، للحديث عن كيف تتعامل الوزارة مع حجم الأضرار الهائلة التي تلاحق البنية التحتية الفلسطينية جراء جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، وملف إعادة الإعمار وتكلفته وخطط تنفيذه وحصر الأضرار، وخطط بناء البنية التحتية والإغاثة للفلسطينيين بعد وقف العدوان، بجانب الحديث عن حجم التراث الذي تم تدميره في غزة، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..

 

عاهد بسيسو
عاهد بسيسو

 

مهام عديدة تكلفت بها حكومة الوزير محمد مصطفى الجديدة وعلى رأسها ملف إعمار غزة.. ووزارة الإسكان لها النصيب الأكبر .. ما هي أبرز التحديات التى تواجهكم خلال الفترة الراهنة؟

وزارة الاشغال العامة والاسكان وبالتعاون مع جميع الوزارات والهيئات ذات الاختصاص أعدت خطة للتدخل في قطاع غزة حال توقف العدوان الاسرائيلي، وفي نفس الوقت شكلت الوزارة فرق عمل في رام الله، وكذلك قطاع غزة من أجل حصر الأضرار التي لحقت بقطاع الإسكان والطرق والمباني العامة، والتي هي من صلب عمل الوزارة بالإضافة إلى أعمال البنية التحتية .

هل هناك تعاون بين الوزارة ومؤسسات فلسطينية ودولية لتنفيذ هذه الخطط؟

نعم.. هناك تنسيق كامل مع جميع الوزارات والمؤسسات العاملة في القطاع، كذلك المنظمات الدولية من خلال خطة الإغاثة التي قُدمت للمجتمع الدولي.

هل لدى الوزارة إحصاء بحجم الوحدات السكنية التى دمرها الاحتلال بالقطاع؟

الحرب والعدوان الغاشم على القطاع لم ينتهِ إلى هذه اللحظة، والأرقام في تزايد ونحن نعتمد على صور الأقمار الصناعية وتقارير المؤسسات الدولية، بالإضافة إلى أطقم الوزارة على الأرض، الأرقام تتحدث على أكثر من 300,000 وحدة سكنية تم تدميرها ما بين تدمير كامل وتدمير جزئي وهى تشكل بحدود %80 من المباني السكنية في القطاع معدل الأسرة في قطاع غزة 6.2 فرد/ العائلة.

ما هو حجم التدمير الذي شهده قطاع غزة حتى الآن في البنية التحتية؟

التدمير الذي تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية هو تدمير ممنهج هدفه القضاء على جميع مقومات الحياة في القطاع من كهرباء ومياه وصرف صحي وطرق وأبنية عامة ومستشفيات ومدارس، وبالتالي جعل قطاع غزة غير قابل للحياة بهدف التهجير لأكبر عدد ممكن من أهالي القطاع وتقليص عدد قاطنيه، وتفيد التقارير أن ما يزيد عن 75% من مرافق الصرف الصحي وشبكات المياه قد دمرت، وأكثر من 50% من شبكات الطرق الرئيسية والفرعية بالإضافة إلى شبكات الكهرباء.

لماذا يسعى الاحتلال لتحويل غزة لمنطقة غير قابلة للحياة؟

كما ذكرت سابقاً القوات الاسرائيلية تتبع طريقة ممنهجة للتدمير في البشر والشجر والحجر حتى التراث، وكل ذلك يهدف محو الهوية الفلسطينية وجعل القطاع منطقة غير قابلة للحياة.

 

مدينة غزة مليئة بالمباني التراثية والتي تنتمى لحقب قديمة وتتمتع بطابع مميز إلا أن الاحتلال عمل على تدمير جزء كبير منها في محاولة لتدمير معالم المدينة وهويتها.. كيف ترى هذا الأمر؟

لقد مرت شهور عديدة على الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة لم يسلم منها البشر ولا الحجر ولا الشجر حتى التاريخ والجغرافيا، لقد ارتكب العدو جرائم ضد الإنسانية والتراث الثقافي العالمي في مخطط لمحو الذاكرة والتاريخ والهوية الفلسطينية، لقد تم تدمير ما يقارب من 220 موقعا تراثيا بالإضافة إلى المساجد والكنائس التي يعود تاريخها إلى ألفي عام.

ما هي أبرز المواقع الآثرية والتراثية التي دمرها الاحتلال؟

أبرز المناطق التراثية المدمرة، المسجد العمرى الكبير ومسجد السيد هاشم جد الرسول ومقام الخضر في دير البلح وأول دير مسيحي يبنى فى فلسطين على يد القديس هيلاربولس خلال الحقبة البيزنطية متحف قصر الباشا والمركز الثقافي في مدينة غزة، بالإضافة إلى مواقع أثرية  ذات قيمة في أماكن عدد من القطاع.

حال توقف هذه الحرب وإتمام هدنة .. هل لدى الوزارة خطة لإعادة إعمار القطاع؟

نعم.. هناك خطة أعدتها الوزارة للتدخل في اليوم الأول لتوقف الحرب وبالتنسيق مع باقي الوزارات وهي خطة تم اعتمادها من الحكومة للتدخل.

وما هي تفاصيل خطة إعادة الإعمار؟

الخطة تعتمد في البداية على عمليات الإغاثة ثم الإيواء مدتها 3 سنوات يرافقها خطة إعادة إعمار غزة بمراحلها المتعددة من إزالة الركام إلى إقامة التجمعات السكنية المؤقتة وما يرافقها من أعمال بنية تحتية لعدد من التجمعات على امتداد مناطق القطاع.

بتقديرك.. ما هى التكلفة الخاصة بإعادة إعمار غزة بعد التدمير الشامل الذي لحق بها؟

من الصعب التنبؤ بالأرقام الصحيحة لعدم حصر الأضرار بصورة دقيقة ولكن جميع المؤشرات والتقارير الدولية المعتمدة بشكل أساسي على صور الأقمار الصناعية تتحدث عن مبالغ تفوق 60 مليار دولار.

هل ستسعى الوزارة للحصول على شراكات دولية وتعاون من أجل المشاركة في إعادة إعمار غزة؟

بالطبع.. حجم الدمار الهائل والذي لم يسبق له مثيل في تاريخنا المعاصر يفرض علينا السعي للحصول على شراكات دولية لها التجربة والممارسة في إعادة الإعمار لنقل الخبرة وتوفير الإمكانيات والتمويل.

هل ترى أن هناك ضرورة لعقد مؤتمر دولى لإعمار غزة على غرار ما حدث مع العراق وسوريا؟

أعتقد أنه لابد من عقد مثل هذا المؤتمر وخصوصا للدول المانحة وبهدف التنسيق وحشد التمويل وخصوصا لدول الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي والتي جميعها أبدو الاهتمام بعملية إعادة الإعمار وهذا بالطبع إلى جانب الدول العربية والصناديق وبنوك التنمية الإسلامية والعربية.

وماذا عن حجم التدمير الذي شهدته مدن الضفة مع توالى اقتحام الاحتلال للمدن وحرق وتدمير العديد من المنازل السكنية؟

لقد بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بخطط ممنجهة لعمليات الاجتياحات في مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية كمدينة جنين وطولكرم ومخيم نور شمس وألحق أضرار بالغة في المباني السكنية والطرق والبنية التحتية وكان أخرها ما يحصل في مخيم نور شمس في مدينة طولكرم تدمير ما يقارب مائتي بيت وتهجير ساكنيه بالإضافة إلى تدمير المرافق الاقتصادية والبنية التحتية، ويعتبر هذا تحدٍ سافر وتخطي لكل الأعراف الدولية التي صنفت هذه المخيمات وفقا للقانون للدولي بأماكن آمنة لجأ إليها اللاجئين الفلسطينيين.

كيف عملت الوزارة على إزالة آثار عدوان الاحتلال على عدة مدن بالضفة؟

تعمل الوزارة بكافة أطقمها وألياتها في إزالة أثار العدوان لكل اجتياح وتعمل وبالتنسيق مع البلديات و وزارة الحكم المحلي في ترميم ما دمره الاحتلال وذلك حسب الإمكانيات المتاحة.

هل هناك خطة لإيواء الفلسطينيين الذين هدم الاحتلال منازلهم خلال الاقتحامات الأخيرة بالضفة؟

هناك خطط لإيواء من دمرت منازلهم وذلك لفترات مؤقتة خلال عمليات ترميم البيوت الموجودة داخل المخيم وحفاظاً على عدم تهجير سكان المخيمات إلى خارجها وهو الهدف الذي يسعى الاحتلال إلى تحقيقه.

ولماذا يسعى الاحتلال لتهجير سكان المخيمات؟

الاحتلال يهدف إلى إنهاء قضية اللاجئين وحق العودة، وهو نفس الهدف الذي تسعى إسرائيل لإنهاء عمل وكالة الغوث الدولية الأونروا بهدف إنهاء قضية اللاجئين.

هل تتوقع تعاون دولي لإعادة بناء ما دمره الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟

هناك التزام دولي من الاتحاد الاوروبي والبنك الدولي والدول المانحة والصناديق العربية والدولية في المشاركة الفاعلة في عملية إعادة إعمار غزة والذي يتطلب جهد دولي مكثف بسبب حجم الدمار الذي يتسبب به العدوان الاسرائيلي.

هل تتوقع أن يكون للمؤسسات والمنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة دورا في ترميم ما دمره الاحتلال؟

بالطبع هناك تعاون وثيق بين الحكومة وكافة المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP والذين يصرون على تنفيذ الخطط من خلال التنسيق المباشر وتحت إشراف الحكومة الفلسطينية.

خلال لقاء جمعك مع رئيس الوزراء محمد مصطفى ومهند هادي المنسق الأممي الجديد للشئون الإنسانية .. تحدث رئيس الحكومة عن بذل كل الجهود من أجل استعادة الخدمات الأساسية في قطاع غزة.. هل هناك خطوات تم اتخاذها في هذا الشأن؟

الحرب والعدوان على غزة لم ينته وبالتالي الجهود من أجل استعادة الخدمات الاساسية في قطاع غزة بحدود بسبب الأوضاع الأمنية والعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، حيث العمل على استعادة الخدمات المدمرة كلياً يلزمها فرق وآليات وتمويل يصعب توفيرها في ظل الاوضاع الامنية الحالية.

كيف ترى الدور المصرى بشأن القضية الفلسطينية؟

دور الشقيقة مصر محوري بشأن القضية الفلسطينية والتي تعتبرها قضيتها المركزية، وجهود جمهورية مصر العربية في دعم الشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة جهودة مقدرة من قبل الرئيس والحكومة والشعب الفلسطيني ونحن نكن للشعب المصري رئيسا وحكومة وشعب كل الحب والتقدير.

كيف ترى موقف المجتمع الدولي من الحرب الإسرائيلية على غزة؟

إسرائيل ترتكب جرائم تعتبرها المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية ومحكمة العدل الدولية إبادة جماعية والعالم لا يحرك ساكناً.

ما هي رسالتك للعالم؟

رسالتنا إلى العالم هو أن ينصف الشعب الفلسطيني من خلال بذل الجهد لإعطائه حقوقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن ينظر إلى العدوان على غزة بنظرة لا تعبر عن إزدواجية المعايير والتي أصبحت نسخة واضحة في السياسات الدولية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة