على الرغم من أن الشباب لا يدوم طويلاً، فإن عملية الشيخوخة لدينا تتأثر بشكل كبير بالأطعمة التي نستهلكها، وفى هذا الشأن، يُبرز نظامان غذائيان - النظام الغذائي الشامل الذى يجمع الأطعمة النباتية والحيوانية، والنظام الغذائي النباتي فقط – وذلك من بين مجموعة متنوعة من الخيارات، وإليك كل ما تحتاج إلى معرفته عن أيهما قد يكون أكثر فائدة للحفاظ على الصحة وإبطاء الشيخوخة المبكرة، وفقًا لموقع "تايمز أوف إنديا".
النظام الغذائي النباتى
يستبعد النظام الغذائي النباتي جميع المنتجات الحيوانية، ويركز فقط على الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والحبوب والمكسرات والبذور، ومن ناحية أخرى، يشتمل النظام الغذائي الشامل على الأطعمة النباتية والحيوانية، مما يوفر مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، ولكل نظام غذائي مزاياه وعيوبه، ولكن عندما يتعلق الأمر بإبطاء الشيخوخة، يقدم العلم بعض الإجابات المفيدة.
كيف يساعد كلًا من النظام الغذائي النباتي أو المتنوع في إبطاء الشيخوخة؟
غالبًا ما يتم تقدير الأنظمة الغذائية النباتية لمحتواها العالي من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن، والتي تعد ضرورية لمكافحة الإجهاد التأكسدي، وهو عامل رئيسي في عملية إبطاء الشيخوخة، ويحدث الإجهاد التأكسدي عندما يكون هناك خلل بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة في الجسم، مما يؤدي إلى تلف الخلايا والشيخوخة.
وقد أبرزت دراسة نُشرت في مجلة Nutrients في عام 2019 أن الأنظمة الغذائية النباتية غنية بمضادات الأكسدة مثل فيتامينات C وE، والتي تحمي الجلد والخلايا من التلف، وفي عام 2021، وجدت دراسة في Frontiers in Nutrition أن الأفراد الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا لديهم مستويات أعلى من مضادات الأكسدة في البلازما مقارنة بأولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا شاملاً.
وتعتبر العناية بصحة القلب والأوعية الدموية مهمة جدًا في عملية إبطاء الشيخوخة، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن النظام الغذائي النباتي يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب، ووفقًا لمجلة جمعية القلب الأمريكية (2020)، فإن الأفراد الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا لديهم مستويات كوليسترول وضغط دم أقل، وهي عوامل مهمة في الوقاية من أمراض القلب.
يمكن أن تدعم الأنظمة الغذائية الشاملة أيضًا صحة القلب إذا كانت تتضمن اللحوم الخالية من الدهون مثل الدجاج منزوع الجلد والأسماك والكثير من الخضروات، وذكرت المجلة الأوروبية للتغذية السريرية (2018) أن آكلي اللحوم الذين يتناولون نظامًا غذائيًا متوازنًا مع تناول كميات كبيرة من الفاكهة والخضروات يتمتعون أيضًا بفوائد وقائية ضد أمراض القلب.
يلعب ميكروبيوم الأمعاء، دورًا مهمًا في الصحة العامة وإبطاء الشيخوخة، ويعزز النظام الغذائي النباتي ميكروبيوم الأمعاء المتنوع والصحي بسبب محتواه العالي من الألياف، وقد وجدت المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (2019) أن النباتيين لديهم ميكروبات معوية أكثر تنوعًا، وهو ما يرتبط بصحة أفضل.
يمكن أن تدعم الأنظمة الغذائية الشاملة أيضًا صحة الأمعاء إذا كانت تتضمن أطعمة مخمرة وبريبايوتكس ومجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية، وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2020 أن النظام الغذائي الغني بمجموعات غذائية متنوعة، بما في ذلك المنتجات النباتية والحيوانية، يمكن أن يبني ميكروبيوم معوي متوازن وصحي.
يعد الحفاظ على كتلة العضلات وصحة العظام أمرًا حيويًا للوقاية من الشيخوخة، فالبروتين ضروري لحماية العضلات، وبينما البروتينات النباتية وفيرة، إلا أنها يمكن امتصاصها بسهولة أقل مقارنة بالبروتينات الحيوانية، وأشارت دراسة في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (2018) إلى أنه في حين يحتاج النباتيون إلى أن يكونوا أكثر وعيًا بتناولهم للبروتين، إلا أنهم يستطيعون الحفاظ على كتلة العضلات بشكل فعال باتباع نظام غذائي مخطط جيدًا.
صحة العظام هي مجال آخر مثير للقلق بالنسبة للنظام النباتى
أظهرت مجلة أبحاث العظام والمعادن (2020) أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة لانخفاض كثافة المعادن في العظام بسبب نقص الكالسيوم وفيتامين د المحتمل، وهما متاحان بسهولة أكبر في المنتجات الحيوانية التي يضمنه النظام الغذائي الشامل، ويمكن للنباتيين استكمال هذه العناصر الغذائية أو الحصول عليها من خلال الأطعمة المدعمة والتعرض لأشعة الشمس للحصول على فيتامين د من مصدره الطبيعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة