تمر اليوم، الذكرى التاسعة والسبعين على كارثة ضحايا أول قصف بالقنبلة الذرية فى تاريخ البشرية، حيث نفذته الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما، وهو الاسم المشفر الذى أطلق على أول قنبلة ذرية ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية فى 6 أغسطس 1945 من قاذفة القنابل بى-29 «إينولا جاى» والتي كان يقودها الكولينيل بول تيبيتس من السرب 393 من القوات الجوية الأمريكية. وتعتبر هذه القنبلة هي أول سلاح نووي يتم استخدامه، وبعد إلقاءها بثلاثة أيام تم إلقاء القنبلة الثانية «الرجل البدين» (فات مان بالأنجليزية:Fat Man) على مدينة ناجازاى.
يشير كتاب "الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا" لجوزيف إم سيراكوسا إلى أن الاقتصاد الياباني كان يعاني من تدمير شديد قبل إلقاء القنبلة النووية، وأن الحكومة اليابانية كانت تدرك ضرورة الاستسلام، ولكن بعض القادة المدنيين والإمبراطور هيروهيتو كانوا يرفضون الاستسلام ويفضلون التوصل إلى اتفاق سلام.
في ظل هذه المماطلة، كان الجيش الياباني يتكبد خسائر كبيرة، وقدرت هيئة الأركان الأمريكية أن الدخول البري إلى اليابان قد يتسبب في وفاة نحو مليون جندي من القوات الأمريكية ودول الحلفاء، وهو ما كان مصدر قلق كبير لقادة الولايات المتحدة. في تلك الأثناء، بحث الرئيس هاري إس ترومان، الذي تولى منصبه بعد وفاة فرانكلين ديلانو روزفلت في 12 أبريل 1945، عن بدائل، فكان الخيار هو القنبلة النووية.
أبلغ وزير الحربية الأمريكي في ذلك الوقت، هنري إل ستيمسون، ترومان بتفاصيل هذا السلاح الجديد المدمر الذي تم تطويره في مشروع مانهاتن السري. في 23 أبريل، قدم ستيمسون والجنرال ليزلي جروفز، مدير المشروع، تقريرًا شاملًا للرئيس الجديد عن القنبلة الذرية.
تحدث جروفز عن منشأ مشروع القنبلة الذرية وحالته الراهنة، وأشار إلى المخاطر المرتبطة بهذا السلاح وتحديات السيطرة عليه. رغم ذلك، لم يركز ترومان بشكل كبير على التبعات الجيوسياسية للقنبلة الذرية بقدر ما كان مشغولًا بالعبء الشخصي لاتخاذ قرار استخدام هذا السلاح الفتاك. يُروى أنه قال لموظف بالبيت الأبيض بعد مغادرته مكتب ستيمسون وجروفز: "سيكون عليَّ أن أتخذ قرارًا لم يضطر أي شخص آخر في التاريخ إلى اتخاذه. سأقوم باتخاذ القرار، لكن من الرهيب التفكير فيما سيكون عليَّ أن أقرره." ومع مرور الوقت، اتخذ ترومان قراره بناءً على خبرته الحربية والمعلومات المتاحة له، وبدأت حقبة جديدة من التدمير والدماء في تاريخ البشرية.