هناك مطالب يرفعها المصريون بالخارج، ورغبات تتعلق بما يساعدهم على إنهاء أوراقهم أو تقديم وعرض الفرص المتاحة لجذب الأموال أو المساهمات، وكثيرا ما يكون لدى المصريين بالخارج تساؤلات عما هو مطروح من فرص أو إمكانات، ليس فقط من باب التعامل معهم على أنهم مجرد جيوب وإنما أيضا كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات.
من بين مطالب المصريين بالخارج، هو تسهيل استخراج الوثائق والأوراق الرسمية، وهى مطالب بسيطة وممكنة مع تطور التكنولوجيا والرقمنة، ليس فقط فى استخراج الأوراق، ولكن أيضا فى إدارة الأعمال والاستثمارات عن بُعد، وهو أمر متاح من خلال تطبيقات مختلفة على الموبايل، ومعروفة فى العمل المالى والبنكى، وهى خطوات تسهل كثيرا فتح وإدارة الحسابات والاستثمارات، وهى نقاط تستحق الالتفات إليها ليس فقط فيما يتعلق بالخارج وإنما بشكل عام سواء بالخارج أو الداخل، وتتعلق بإزالة الروتين والبيروقراطية، وتسهيل الإجراءات وسد الثغرات بشكل يسهل أمام المواطنين الاستثمار والعمل ومتابعة أعمالهم من الخارج أو الداخل.
ومع أهمية الجلسات والندوات التى تتضمنها مؤتمرات المصريين فى الخارج، هناك أهمية للتوجه نحو التنفيذ والتعامل بجدية مع المطالب وما يتعلق بالاستثمار أو جذب رؤوس أموال، أمر بالفعل يتطلب إنهاء العراقيل المتعلقة بالبيروقراطية، وتطبيق نظام الشباك الواحد، وفصل جهة منح التراخيص عن جهة تلقى الرسوم، وربما يفضل إبعاد العنصر بالبشرى والاكتفاء بتطبيقات ومواقع يمكن التقديم فيها، وبعد الفحص يتم منح التراخيص، وهى طرق معروفة فى دول حولنا لا يستغرق التصريح أو الترخيص أكثر من ساعات، ويتعلق هذا بالإصلاح الإدارى المطلوب إنجازه على وجه السرعة.
وفيما يتعلق بالمصريين فى الخارج هناك حاجة لأن نستمع لهم ولآرائهم، التى يمكن أن تفيد وتمثل قيمة مضافة، باعتبارهم أصحاب تجارب عملية وإنسانية، وأن لكل منهم تجربته وطريقته فى الحياة، وبعضهم لهم وجهات نظر ومطالب فى الطريقة التى يريدون المساهمة بها فى مشروعات أو أعمال، ولديهم رغبة فى التعرف على مشروعات أو فرص تضمن لهم استفادة، وتراعى مصالحهم، ولا مانع من أن تكون هناك فرص أو مشروعات يتم إطلاقها بضمانات البنوك الكبرى حتى تكون هناك ثقة تشجع على الاكتتاب أو شركات مساهمة، قد تناسب رغبات الاستثمار لدى المواطنين، بنسب ربح معقولة، بعيدا عن الشركات أو الأفراد الذين يمارسون النصب باسم توظيف الأموال.
وقد أعلن تحالف المصريين بالخارج عن شركة مساهمة يفكرون فى إطلاقها، وهى فكرة تحتاج إلى دراسات وعناصر ثقة تشجع على المساهمة فيها، من خلال إطلاق شركات ومشروعات صناعية أو شركات من خلال طرق تضمن لهم عوائد وتحافظ على أموالهم، وفى نفس الوقت تمثل إضافة اقتصادية وليس تكرارا لأفكار ومشروعات لا تقدم جديدا، وتتيح التطورات التقنية والرقمنة تطبيقات وطرقا للاستثمار والعمل والمتابعة عن بُعد، من دون الحاجة لمغادرة المكان، وهى أنشطة فى العالم تتنافس ويتم تسويقها وتجذب المساهمات عبر العالم، وتجب دراستها والتعرف عليها، بما يسهل التعامل مع عالم جديد يتطور بشكل متسارع.
وبشكل عام ربما ما ينطبق على المصريين بالخارج، هو نفسه المطلوب بالداخل، حيث يفترض أن تكون الحكومة مستعدة للاستماع إلى مطالبهم بجدية وفتح المجال للتفاعل معهم بوصفهم مواطنين لهم مطالب ووجهات نظر، قد تسهم فى مضاعفة مساهماتهم بأكثر مما يتم طرحه أو التفكير فيه، ومن خلال تجارب المصريين بالخارج تكون لديهم أفكار واقتراحات، يمكن أن تكون ذات دور مهم فى صياغة خريطة الحاضر والمستقبل، من هنا يمكن توظيف التكنولوجيا فى خلق منصات للحوار يتم من خلالها تلقى ومناقشة الأفكار والمطالب والاقتراحات والتساؤلات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة