جيهان مديح

لا يدفع العرب وحدهم ثمن توسيع الصراع

الثلاثاء، 06 أغسطس 2024 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو المنطق المصرى - الذى تتعامل به الدولة بكل مؤسساتها - هو الأفضل فى المنطقة من ناحية العمل على تهدئة الصراعات من كل النواحى، واستضافة كل الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، وتكثيف الاتصالات الدولية للوصول إلى هدنة لوقف فورى لإطلاق النار.
وفى هذا التوقيت الأصعب التى تمر به المنطقة، لم تهدأ القيادة السياسية المصرية عن تدويل القضية الفلسطينية فى كل المحافل الدولية، فضلا عن التحذير بصفة مستمرة من توسيع هذه الحرب لتشمل دولا عدة فى المنطقة مثل لبنان.

وبدا جليا من التذكرة أن مصر دائما ما تبحث عن تهدئة الأجواء فى المنطقة، وتبريد جميع الأزمات ودورها الفعال فى تحقيق السلام والأمن فى المنطقة بأكملها، وأيضا دورها الرئيسى فى إيصال المساعدات إلى غزة بشكل مستدام، فضلا عن دورها الذى يتسم بالاتزان والحكمة للوصول إلى حل سياسى لهذه الأزمة.

قد يكون ما تقوم به مصر منذ بداية هجوم 7 أكتوبر 2023 خارج عن السياق، لكونها تدرك مخاطر هذا الصراع وتوسيع هذه الحرب لتشمل دولا أخرى بل والمنطقة بأكملها، وهذا ما حذرت منه الدولة المصرية مرارا وتكرارا.

بات واضحا أن الدولة المصرية هى من تمتلك مفاتيح «الحكمة والعقل» فى أزمة غزة بشكل عام، بعد فشل الوصول مفاوضات ومحادثات روما الأخيرة إلى هدنة ووقف فورى لإطلاق النار.
مرة ثانية نذكر بها العالم بأكمله، أن جميع الأطراف فى المنطقة أدركت أن القاهرة هى المكان الآمن فى استضافة أطراف الصراع، بعدما تم اختراق الخطوط الحمراء فى إيران والوصول إلى اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية فى قلب طهران، الأمر الذى أثار تساؤلات عديدة.. حتى الآن لا إجابات منطقية.

لن أسعى خلال هذه السطور إلى تفسير اختراق الحدود الإيراينية للوصول إلى إسماعيل هنية، رغم وجوده داخل مبنى تابع للحرس الثورى، بقدر ما أريد التركيز على فقدان الطرف الفلسطينى بأكمله الثقة فى دولة إيران، وما أثار هذه الحادثة من شكوك وراء اغتياله.

هنا سأركز فقط على ثقة المجتمع الدولى بأكمله وليس فقط الأطراف المتصارعة فيما تقوم به مصر بشأن الوصول إلى وقف فورى لإطلاق النار على أرض الواقع، لكونها أثبتت أنها الدولة الوحيدة القادرة على تأمين الرعايا الأجانب من معبر رفح منذ بداية هجوم أكتوبر 2023.
ولهذا وأكثر، يظهر تهافت جميع الدول المؤثرة وغير المؤثرة فى ضرورة الاعتماد على مصر، لكونها تؤمن بأن امتداد هذا الصراع سيأكل الأخضر واليابس وسيطال الدول الغربية قبل العربية.

تتمثل المعضلة حاليا فى ضرورة إنصات الدول الغربية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية لتحذيرات الدولة المصرية من مخاطر اتساع دائرة الحرب من غزة، ووصولها إلى لبنان، بل وإلى مناطق أخرى.

ليبقى السؤال الأبرز حاليا: «هل تعلم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بأكملها أن اغتيال إسماعيل هنية، هو توقف بل واغتيال للمفاوضات، وأن مصر يقع على عاتقها مسؤولية ضخمة فى إحياء هذه المفاوضات مرة أخرى؟».

على الغرب أن يدرك مخاطر هذا الصراع، وتأثيره على جميع مصالحهم فى المنطقة، بل والأخطر من ذلك قضية الهجرة غير الشرعية إذا امتد الصراع والمواجهات إلى لبنان والمنطقة بأكملها.

وما أود قوله فى الختام، أن عمليات توسيع الحروب فى المنطقة ربما يترتب عليها نتائج خطيرة تشمل الدول الغربية قبل العربية، وخير مثال كانت الأزمة السورية التى تضرر منها الغرب على كل المستويات وما زال يدفع ثمنها حتى الآن.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة