"ورثة العظماء".. الإعلامية أمنية مكرم محمد أحمد في حوار مع "اليوم السابع": والدى انضم للإخوان فى صغره.. فيلم ليلى مراد كان سبب انفصاله عن الإرهابية.. هيكل مكنه من دخول إسرائيل.. وركب كارو للوصول لغزة

الثلاثاء، 06 أغسطس 2024 10:00 م
"ورثة العظماء".. الإعلامية أمنية مكرم محمد أحمد في حوار مع "اليوم السابع": والدى انضم للإخوان فى صغره.. فيلم ليلى مراد كان سبب انفصاله عن الإرهابية.. هيكل مكنه من دخول إسرائيل.. وركب كارو للوصول لغزة مكرم محمد أحمد
حوار / أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

** محمد حسنين هيكل أعجب بوالدى بعد كتابته خبر عن جريمة قتل بالمتحف القبطي وقرر تعينه على الفور


** العلاقة بين أبي والسادات كان يشوبها القلق وهيكل ظل يصرف راتب والدي رغم قرار طرده من الأهرام

** مكرم محمد أحمد كان يتمنى رئاسة تحرير الأهرام لكن لم يكن يحسن الترويج لنفسه ويهتم فقط بعمله


** علاقة مكرم محمد أحمد بياسر عرفات امتدت لـ50 عاما وبدأت أعقاب نكسة 1967

 

"أبرز من كره الجلوس على المكاتب"، مغامر صحفي بمعنى الكلمة، لا يكتب كلمة إلا بعد أن يتحقق منها، سافر أغلب دول المنطقة لتغطية الأحداث الساخنة، قال عنه الكتاب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل إنه أجدر من يستحق أن يجلس مكانه في رئاسة تحرير الأهرام بعد أن اكتشف موهبته، كانت كتابة خبر بعنوان "جريمة قتل فى المتحف القبطى"، سببا في انتباه هيكل لموهبته ليقرر بعدها تعيينه فورا بالصحيفة، استلم مجلة المصور وتحيطها المشكلات من كل جانب ليستطيع أن يقفز بها ويعيد تاريخها العريق، وكان أبرز من قاد المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي، إنه الكاتب الراحل مكرم محمد أحمد.


قصة حب مكرم محمد أحمد للصحافة مثيرة للدهشة إلى حد كبير، فحبه للقراءة بدأ منذ صغره، عندما كان مالك الشركة التى كان يعمل فيها والده رئيسا لقسم الحسابات ليقرأ له الصحف، نظرا لأن مالك الشركة كان كفيفا، هنا بدأ تتسرب إلى قلبه حب الصحافة، وهو ما دفعه لترك العمل الأكاديمي بعد تخرجه فى قسم الفلسفة بكلية الآداب، لتأتي نصيحة زوج شقيقته الكاتب الصحفي محمد مصطفى البرادعي، بالتقدم للعمل فى الصحافة، ومن هنا بدأت الرحلة التي ستظل محفورة في تاريخ العمل الصحفي المصري.

حاورنا ابنته الإعلامية أمنية مكرم، والذي كشفت لنا عن تفاصيل حياة والدها منذ صغره في قرية منوف، وأسباب انضمامه لجماعة الإخوان الارهابية رغم صغر سنه ثم سبب تركه لها، وكيف كان تأثير الكاتب محمد حسنين هيكل في المشوار الصحفي لمكرم محمد أحمد، ودعمه بعد فصل الرئيس الراحل محمد أنور السادات له، ثم رحلة رئاسته لمجلة المصورة والنقلة النوعية التي أحدثها بالمجلة، بجانب قيادته للمراجعات الفكرية للجماعة، ثم العداء مع جماعة الإخوان الارهابية خلال فترة حكمهم وتوعد محمد مرسي له وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..

 

كيف كانت طفولة الكاتب مكرم محمد أحمد وكيف تعرف على الجماعة الارهابية في قريته؟

طفولة والدي التي قضاها في بلدته الصغيرة وهي منوف بمحافظة المنوفية، وحينها حاول بعض أعضاء الإخوان في القرية التأثير عليه وهو لا يزال طفلا لم يتعد عمره الـ 12 عاما فقط .

مكرم محمد أحمج وابنه أمنية
مكرم محمد أحمد وابنته أمنية

 

كيف انضم مكرم محمد أحمد للإخوان في قريته؟

في مدينة منوف حينها، كان للإخوان أذرع منتشرة تساعدها في التقاط صغار السن بشكل ممنهج ومدروس، وحينها كان هدفهم الأطفال الكبار كما ذكر والدي، ووالدى حينها مثل باقي الأطفال في تلك الفترة خلال مرحلة المراهقة المبكرة انضم للإخوان، وعمره كان صغيرا حوالي 12 عاما وهو سن لا يدرك كل شيء .

ما هي الأساليب التي كانت يتبعها الإخوان في جذب الأطفال حينها؟

حينها كانت تلتف حول الصغار والشباب، ولكن كانوا يلتفون أكثر على صغار السن نظرا لقلة وعيهم وخبرتهم، ويصطحبوهم في حلقات لتعليم الصلاة، ووالدى ذكر أنهم – أي الإخوان – كانوا يطرحون أفكار كان من المستحيل أن تخطر ببال طفل في مثل هذا العمر المبكر، وحينها كانوا يتعمدون اختيار الشخص الأضعف من الأعضاء ليجعلوه قائدا على أقرانه ويعلموه الخطابة لقيادة من حوله و ويرفعون من قدره كي يتمكن من قيادة المجموعة التي تحت يديه.

 

لماذا انفصل منهم فيما بعد؟

لأنه منذ صغره كان يرى أنه يقف موقف المناهض والرافض لفكر الإخوان الارهابي، حتى أنه انفصل عنهم وهو في سن مبكر أيضا كما دخلها، ولم ينتظر حتى يصل لسن الجامعة، فقط أدرك خطورة هذه الجماعة منذ أن كان صغيرا وتأكد أنها جماعة رجعية ضد أي تقدم وتحارب الفن والإبداع.

 

ذكرت أن مكرم محمد أحمد انفصل عن الإخون.. ما هي الواقعة التي دفعته لاتخاذ هذا القرار؟

في الحقيقة السبب كان مشاهدته فيلما للفنانة الراحلة ليلى مراد، فحينها حدثت واقعة جعلته يكتشف تلك الجماعة على حقيقتها، وحينها قرر الانفصال النهائي عنها، فحينها ذهب هو وعدد من أصدقائه لحضور افتتاح السينما الجديدة وكانت تعرض فيلم "ليلى بنت الأغنياء"، وشاهد والدي وأصدقائه الفيلم واستمعوا به للغاية ولكن خلال خروجهم من باب السينما انهالت علهما الحجارة من كل اتجاه من أعضاء الإخوان الارهابية الذين كانوا يعتبرون مشاهدة الأفلام والسينما خروج عن قواعد الجماعة وعصيان لقياداتها وأن من يفعل ذلك لابد من معاقبته، وحينها تأكد مكرم محمد أحمد أن تلك الجماعة تعادى الإبداع والفن وقرر أن ينفصل عن الجماعة.

 

مكرم محمد أحمد وأحد أحفاده
مكرم محمد أحمد وأحد أحفاده

 

تحدث مكرم محمد أحمد في وقت سابق أنه اكتشف أيضا  الإخوان على حقيقتهم عندما كان طالبا بالجامعة.. كيف ذلك؟

بالفعل.. لقد اكتشف والدي عندما كان طالبا بكلية الآداب بجامعة القاهرة حقيقة الجماعة، وكانت بدايات ثورة 23 يوليو 1952، وعرف عن قرب أن تلك الجماعة أصبحت راعية للإرهاب التي خرجت من عباءتها كل الجماعات المتطرفة، ورأى بعينه محاولات الجماعة احتضان ثورة 1952، ثم محاولة الركوب عليها وأن يكونون أوصياء على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من خلال اشتراط أن تخرج كل قرارات مجلس قيادة الثورة من خلالهم وحينها زاد الخلاف بين الإخوان وجمال عبد الناصر الذي وصل لأقصى اتساع له بعد واقعة محاولة اغتيال عبد الناصر في المنشية في عام 1954 لتبدأ الدولة المصرية حينها في محاربة الإخوان وقياداتهم.

 

كيف جاءت محاولة اغتياله على يد جماعات تابعة للإخوان؟

مكرم محمد أحمد كان من ضحايا حوادث الاغتيال في مصر من تلك الجماعات الإرهابية، ففي 3 يونيو 1987، تعرض والدي، أثناء توليه منصب رئيس تحرير مجلة المصور، لمحاولة اغتيال على يد تنظيم الناجون من النار، الذين استهدفوه بالرصاص الحي، لكنه نجا من الحادث بعدة إصابات هو و3 مواطنين آخرين، فالإخوان جماعة تعتنق الفكر الإرهابي منذ نشأتها.

لكن رغم ذلك كان لمكرم محمد أحمد دورا كبيرا في المراجعات للجماعات الإسلامية؟

نعم، مكرم محمد أحمد، أجرى في التسعينيات، حوارات موسعة مع عبود ‏الزمر الذي كان بقضي عقوبة السجن المؤبد كما أجرى حوارات مع ‏القيادات الآخرى داخل وخارج السجون المصرية، ساهم مكرم بمجهود كبير إعلاميا وسياسيا لإخراج المراجعات الفكرية عبر تلك الحوارات، وأذكر أن والدي ذكر في إحدى تصريحاته أن أغلبية الجماعات التي خاض معها المصالحات كانت تقصدها بالفعل، وكرم زهدي أحد قيادات الجماعة الإسلامية البارزين زاره بعد سقوط حكم جماعة الإخوان الارهابية وسأله أبي هل منكم من عاد إلى العنف ؟ فرد عليه بأن نسبتهم لم تتجاوز الـ7% من أتباع عاصم عبد الماجد .

مكرم محمد أحمد وأحفاده
مكرم محمد أحمد وأحفاده

 

علاقة مكرم محمد أحمد بالكاتب الراحل محمد حسنين هيكل شهدت الكثير من التحولات.. كيف تعرف هيكل على والدك؟

أول تواصل بين محمد حسنين هيكل ومكرم محمد أحمد كان من خلال خبر كتبه والدي في جريدة الأهرام عن جريمة قتل داخل المتحف القبطي، وحينها قرأه هيكل وأعجب به كثيرا، وطلب مقابلة والدي وقال له :" أعجبني جدا طريقة كتابتك للجريمة، فأنت من الممكن أن تكون مشروع مسرحي ناجح"، وحينها قرر هيكل تعيين مكرم محمد أحمد فورا، والذي كان رابته لا يزيد عن 12 جينها لأنه متدرب .

كيف أثر هيكل على مسيرة مكرم محمد أحمد؟

عندما اكتشف محمد حسنين هيكل موهبة والدي، أرسله إلى نتيجة لتغطية أحداث الوحدة مع سوريا، ثم جعله يغطي معركة تحرير أريتريا، وحرب الجزائر والحرب في اليمن، والمغرب، وكان يحرص على تكليف والدى بالأعمال الصحفية الخطيرة،

 

كيف جعل "هيكل" مكرم محمد أحمد أول صحفي يدخل إسرائيل وتغطيته لغزة؟

أذكر أن مكرم محمد أحمد حكى هذه الواقعة، حيث أرسل محمد حسنين هيكل، والدي إلى غزة لتغطية الحرب هناك، وقال له: "أنت لست موجودا ضمن خطط القوات المسلحة، لكنك ستكون أول شخص يمكن أن يدخل إسرائيل وتشهد دخول القوات المصرية إلى غزة".

 

كيف كانت سفرية مكرم محمد أحمد إلى غزة؟

عندما وصل إلى رفح، ركب عربة كارو إلى غزة، وحينها كانت نكسة 1967، وصور مكرم محمد أحمد حينها سقوط طائرة بريطانية، وظل داخل غرفة الفندق لمدة يومين حتى اكتشفت أن القوات الإسرائيلية اجتاحت قطاع غزة وقسمته إلى أحياء.

ماذا كانت تمثل الصحافة لمكرم محمد أحمد؟

لم تكن الصحافة بالنسبة لوالدي يوما مهنة أو وظيفة لأكل العيش، لكن الصحافة كانت بالنسبة له الحياة، ظل يعمل فيها اجتهاد من أجل البحث عن الخبر والمعلومة ويتابع التفاصيل ليعيد كتابتها بأسلوبه الصحفي ليبنى مدرسة صحفية باسمه وهي مدرسة مكرم محمد أحمد، وسيظل دائما عنوان للصحفي المناضل المحارب الشريف وأنا بنت هذا الرجل العظيم وافتخر.

مكرم محمد أحمد وأسرته
مكرم محمد أحمد وأسرته

 

هل كان محمد حسنين هيكل يدعم جلوس مكرم محمد أحمد مكانه في الأهرام؟

محمد حسنين هيكل دعم والدى كثيرا، بل إن مكرم محمد أحمد ذكر بنفسه أن هيكل كان من أبرز الداعمين له خلال محاكمته أثناء تغطيته الصحية في اليمن وقال حينها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر : "لا يكفيني فيه لواء"، وكان دائما مؤمنا بموهبة والدي وقال عن والدي: " الجدير الذي يستطيع أن يجلس على مقعدي هو مكرم محمد أحمد"

 

العلاقة بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومكرم محمد أحمد لم تكن على ما يرام ولكن كشف والدك أن هيكل دعمه في تلك الفترة كيف ذلك؟

العلاقة بين أبي والرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يشوبها القلق وفي حالة شد وجذب، بالفعل الرئيس الراحل محمد أنور السادات أصدر قرار بطرد والدي من جريدة الأهرام، ولكن محمد حسنين هيكل ظل يدعم أبي، وظل يصرف رابته رغم قرار طرد أبي من الأهرام.

كيف كان يرى مكرم محمد أحمد فترة حكم السادات؟

مكرم محمد أحمد وصف تجربته مع الرئاسة في فترة حكم محمد أنور السادات بأنها أشبه بدراما تراجيدية نهايتها مفجعة، حيث كان يرى السادات أهم زعيم حكم مصر بدهاء وقدرة سياسية ، حيث مهد الأرض وفتح نوافذ البلاد وخلق توازنات داخلية وخارجية تليق بدولة ذات تاريخ ومكانة.

كيف كانت ذكريات مكرم محمد أحمد خلال حرب أكتوبر 1973؟

حينها والدي كان يعمل كمدير تحرير جريدة الأهرام خلال حرب العبور، وخلالها كان يكتب قصة الحرب في 1973 يوما بيوم على صفحات جريدة الأهرام، ووصفها في ذلك الوقت بأنها سنفونية عسكرية متكاملة عزفها الجيش المصري ببراعة وتكامل بين كل قواته، فقد كان شاهد عيان لتطورات الجبهة المصرية خلال حربها مع العدو الإسرائيلي، رصد في ذلك الوقت الفرق بين استعداد الجيش المصري في عام 1967 وبين 1973.

كيف كان شعور مكرم محمد أحمد بعد تولى رئاسة تحرير مجلة المصور وهو من كان يحلم برئاسة تحرير الأهرام خاصة مع تأكيد محمد حسنين هيكل أنه لا أحج يستحق مكانه في الأهرام سوى مكرم محمد؟

مكرم محمد أحمد تحدث بالفعل عن تلك اللحظة، فهو كان يشعر بأنه لم يملك القوة الكافية للضغط من أجل بلوغ المكانة التي يستحقها وهي رئاسة تحرير جريدة عريقة مثل الأهرام لأنه لم يكن يحسن الترويج لنفسه بل فقط يهتم بعمله ويجتهد فيه وظل على هذا المبدأ طوال حياته.

ما هي أهم التجارب الصحفية التي عاشها مكرم محمد أحمد؟

تجربته الصحفية على صفحات مجلة المصور من أهم  التجارب التي خاضها في حياته، حيث ظل يرددها خلال أحاديثه باستفاضة.

 

ما هي أبرز التحديات التي واجهت مكرم محمد أحمد في بداية رئاسته لمجلس المصور؟

عندما تولى والدي رئاسة تحرير مجلة المصور في عام 1980، كانت دار الهلال حينها تعاني بشكل كبير من حالة ضعف وفقر في الموارد، بجانب التخلف في استخدام الورق والطباعة وتكنولوجيا التصوير، كما كانت تتخلف عن متابعة الأحداث المهمة التي تحدث في مصر، وكل المطبوعات التي تصدر عن المؤسسة كانت تعاني من حالة متردية.

مكرم محمد أحمد والعائلة
مكرم محمد أحمد والعائلة

 

كيف كانت تجرته في رسالة تحرير مجلة المصور وإعادتها لمكانتها الكبيرة بين المجلات والصحف المصرية؟

مكرم محمد أحمد عمل منذ أن تولى رئاسة تحرير المصور على جعلها مجلة صحفية بالدرجة الأولى والنهوض بها مرة أخرى لتستعيد مكانتها التي فقدتها وسط عالم الصحافة

 

مكرم محمد أحمد كان يتمتع بعلاقات قوية مع ياسر عرفات.. حديثنا عن ذكرياته مع الرئيس الفلسطيني الراحل؟

علاقة والدي بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات امتدت أكثر من خمسين عاما من خلال لقاءات متفرقة وحوارات صحفية معه، فبدايات العلاقة بينهما كانت مقابلة عندما كان أبي ما زال شابا متحمس للقضية الفلسطينية في أعقاب نكسة 1967، ثم رافق ياسر عرفات خلال محطات حياته النضالية من عمان إلى بيروت وتونس، كما رافقه خلال رحلة عودته إلى قطاع غزة، حيث كان مكرم محمد أحمد يرى ياسر عرفات قيادة فلسطينية غير متكررة.

احك لنا عن كيف كان يرى العام الذي حكمت فيه الإخوان مصر؟

خلال فترة حكم الإخوان لم يملك مكرم محمد أحمد سوى الجلوس داخل منزله والحزن لم يكن يفارقه لأن مصر تحكمها جماعة إرهابية جاهلة بحقيقة الشارع المصري، ولا تتطور، ولا ننسى الخطاب الأخير لمحمد مرسي الذي ذكر في ابي وإذا لم تحدث الثورة فالوضع سيكون صعبا للغاية، فكانت ثورة 30 يونيو هي طوق نجاه لمكرم محمد أحمد ولنا، حيث كنا نتلقى العديد من الاتصالات التي تحمل التهديد وأبشع الشتائم ولكن في الحقيقة أبي كان محاربا قويا للغاية لا يتخلي عن ضميره  أبدا، فهو محارب جسور في بلاط صاحبه الجلالة.

 

كيف كان يتعامل مكرم محمد أحمد مع أسرته وأبنائه ؟

والدى كان أب شديد للغاية ونحن صغيرين كانت والدتى دائما تضعنا هالة أن لابد أن نكون ملتزمين للغاية، وكان كل عاتق المسئولية على أمى من دراسة وتعليم وتربية، وكان بتوجيهه، وكانت قاعدة بليل كانت والدتى تحكى له كل شيء حدث خلال اليوم كله داخل المنزل، ووالدى كان حنين للغاية علينا رغم أنه كان شديد وقاسي في بعض الأحيان لكن كان حنين للغاية وكان يحب اسرته بشكل كبير وكان يرانا مشرفين له وحققنا له كل ما يريده، وارتباط والدى الأكبر كان بشقيقتي أمل وكانت بالنسبة له صاحبته وابنته وسره، ووانا لى شقيق كبير قنصل في الجامعة العربية، وكان والدى مرتبط به ويحبه وفخور به

مكرم محمد أحمد وسط العائلة
مكرم محمد أحمد وسط العائلة

 

كيف كانت علاقة مكرم محمد أحمد بعائلته؟

وكان مرتبط بأشقائه للغاية، وكان لابد أن يزورهم ويودهم وتعلمنا من أبى وأمى الارتباط العائلى، فأولادى مرتبطين بأولاد اختى وأولاد اخي وأولاد عمامى وذلك من البيت نفسه، الصلة الرئيسية في الترابط شيء مهم، وكنا أسرة ظريفة ونخرج مع بعض، ووالدتى كان يعشق أحفاده بشكل كبير وكان يعشق ابنى عمر وابنتى سلمى وكل أحفاده من باقي أبنائه وبناته ولكن أولادى كان لهم حالة خاصة لأننى ولدت وكنت ما زالت في الجامعة  فكنت أقيم معهم

كيف كانت طقوسه اليومية؟

طقوسه كانت حياته الصحافة، وكان قلمه تقريبا جزء من حياته بشكل كبير وكان يستيقظ قبل الفجر ويكتب مقالاته ويراجعها ويرسلها ، وغذا كان مكلفا بتغطية حدث يقرأ عنه لفترة طويلة جدا ويعيد للذاكرة بعض القراءات كي يلم بكل شيء، وكنت أحيانا أقول له انا لدي موضوع وأريد أتحدث عن نقط معينة كان مرجع لي، وكذلك كان يمارس رياضة المشي نصف ساعة في النادي قبل مرضه الأخير، وحياته أن يذهب لمكتبه والذهاب للنقابة وكبرنا على أن أبي إما في النقابة أو الأهرام أو دار الهلال أو سافر لتغطية حدث مع الرئاسة، فهذه كانت طقوسه قراءاته ومقالاته وقلمه وهذا الفنس الذي يتنفسه

من هم أقرب أصدقاء مكرم محمد أحمد من الجماعة الصحفية والإعلامية؟

والدى كان له صداقات كثيرة للغاية في الصحافة، الكاتب الساخر محمود السعدني كان صديقه ومحفوظ الأنصاري كان صديقه أيضا وأسماء أخرى، وكل مرحلة عمرية في حياته كلن له صداقات قوية وكان له أصدقاء من شباب الصحفيين مثل منصور حسن وزير الإعلام الأسبق، والصحفي محمد عبد المنعم، وتربينا في بيوتهم وكانت علاقتهم بأسرتنا قوية

لماذا كان يكره مكرم محمد أحمد الجلوس على المكاتب ويحب المغامرات الصحفية؟

كان دائما وجهة نظره أن الصحفي ليس مكتب بل ينزل ويبحث ويصل للحقيقة ووالدى بدأ حياته بالتحقيقات وهو ما دعمه في هذا الموضوع ، وكان لديه أجندة صغيرة يدون فيها النقاط التي يريد أن يتحدث فيها وأخر مقال كتبه كان سعيد للغاية عندما يصل إلى مصدر هو تعب كي يصل له ويجرى معاه حواراته، وحوار معظم الرؤساء وأجرى العديد من المقالات الهامة  وكان يتعامل مع كل مقال وكل تحقيق كأنه ما زال صحفي صغير  

هل الصحافة أخذت مكرم محمد أحمد من عائلته؟

الصحافة أخذت مكرم محمد أحمد من أولاده ، ومن استطاعت أن تحقق هذا التوازن هو أمي، والدى لم يكن يعرف تقريبا نحن في أي سنة تعليمية، بل والدتى هي من تتولى هذا الأمر، وهو كان يرى أنه يبنى لنا شيئا عندما يكون اسمه المهني شريف وصادق يدافع عن حقوق الصحفيين فهو يضع طوبة في حياتنا .

 

ما هي أبرز وصاياه لأسرته؟

عندما مرض أبي للغاية في أخر الأيام وهو في العناية المركزة قال لأولاده أنه فخور بنا وأننا أولاده وأنه يحبنا للغاية وقال لنا لا أريد أن تختلبوا على أي شيء وتظلون مرتبطين ببعض، واشترى لنا شاليه كي يجمع أسرته بالكامل بحيث لا ينفرد أحد بحياته بل نظل متجمعين، وكان دائما يجمعنا في العيد معه ونسافر، وفي كافة المناسبات، وكل يوم جمعة كنت نتغدى مع بعض ونذهب للمنتزهات مع بعضنا ونحن أسرة مرتبطة ووالدى ووالدتى خلقوا لدينا هذا الترابط، وكانت وصيته أن لا يوجد شيء في الدنيا يأثر فينا ونظل نحب بعضنا أخوات وهذا ما حدث لأنهم وضعوا الأساس السليم
 
 

ما هي أبرز النصائح التى كان يحرص على أن يقولها لأسرته؟

كان دائما ينصحنا أياكم والتعالى والناس سواسية والناس ستحترمنا لأنك مجتهد ولديك ضمير في شغلك وتؤدى عملك باحترام وتعامل الناس باحترام، والناس ستحبك عندما تكون مخلص للناس وتحبها وتتعامل مع الشخص الضعيف أكتر من الشخص القوي، ودائما ما ينصحنا ألا نعتمد على أحد، بل نعتمد على أنفسنا، وفي حياتنا لم نعتمد عليه، رغم ان مجال عملي مرتبط بمجاله لكن لم الجأ له في أي شيء وكان يجعلنا نصنع أسمنا بأنفسنا حتى لا يأتي أحد ويلوى ذراعنا في يوم من الأيام وهذا مبدأ عشنا به طوال حياتنا وعلمنا أن نتعايش مع الحياة بكل ظروفها ولا نغضب بل نقبل أي وضع كان لأنه مر بكثير من الصعوبات ونحن كنا معه فيها وكنا نتكيف مع كل حياه تعودنا عليها.
 

هل هناك كتابات كان يريد مكرم محمد أحمد كتابها ولكن لم يمهله العمر؟

والدى كان يتمنى أن يكتب كتابا مجمعا يتضمن كواليس لقاءاته الصحفية وأحداث من المراجعات التي أجراها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة