جدري القرود في أفريقيا.. شلل الأطفال في غزة.. كوليرا وإيبولا وملاريا وتيفود في السودان.. العديد من الأمراض والأوبئة ظهرت مجددًا في بعض الدول، ويرجع السبب لها في الحصار والحروب، فنقص العلاجات والعيش في بيئة غير صحية ومليئة بالمولوثات المختلفة خاصة إذا كانت في الماء والطعام، تزيد من فرص انتشار الأمراض والأوبئة علي مستوى العالم.
ووفقًا لـ الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، والذي أوضح ضرورة قيام العالم باتباع بعض المراحل التي تساعد في الحماية وتقليل فرص الإصابة والتعرض للأوبئة، ومنها:
- التفادى
أن يكون النظام الصحى لديه القدرة على التنبؤ والاستعداد لظهور وباء محتمل، ويعد هذا من أعلى درجات السياسة الصحية فى المطلق سواء من جاهزية البنية التحتية للصحة والموارد، المالية والبشرية والآليات من رقمنة وميكنة، وبحث علمى التى تجعله لا يتعرض للوباء.
- الاستعداد
إذا لم تكن دولة ما قادرة على التفادى وعدم حدوث الكارثة من الأساس فيجب على الأقل الاستعداد لمواجهتها بنظام صحى وإعلامى ومعلوماتى قوى، وهنا اختلفت بلاد عن أخرى فى مدى استعدادها، ومن موجة وبائية للموجة اللاحقة، فمثلاً فى الموجة الأولى لكورونا انهارت المنظومة الإيطالية إلى مدى كبير ثم استعادت سيطرتها فى الموجة الثانية وأيضا شهدنا انهيار جزئى للنظام الصحى فى الهند فى الموجة الوبائية لمتحور دلتا، ولذا يجب أن تكون دول العام مستعدة لمواجهة أى فيروس.
- رد الفعل
فإذا لم تكن دولة ما مؤهلة بسياسة صحية للتفادى أو الاستعداد وحدثت مشاكل فى المنظومة الصحية، فيجب أن يكون رد الفعل سريعًا حتى لا ينهار النظام الصحى، وبالتالى المنظومة الاقتصادية وهو ما شهدناه فى العالم من استراتيجيات لسياسات صحية مختلفة من الغلق الكلى لبعض البلاد مثل إنجلترا أو إغلاق جزئى لبعض الأنشطة فقط، مثل ما فعلته مصر فى الموجة الأولى أو سياسة اللاغلاق مثل ما فعلته السويد فى الموجة الأولى.
- التعافى
إذا لم تنجح استراتيجيات التفادى والاستعداد أو رد الفعل، إذن يجب أن تكون السياسة الصحية سريعة فى التدارك والوصول للتعافى فى أسرع وقت ممكن، مثلما تراجعت السويد والمملكة المتحدة سريعا عن سياسة مناعة القطيع لتدارك الاستراتيجية الخاطئة، فالتعافى يستلزم استراتيجية مختلفة منها الحملات البناءة فى رفع الوعى الشعبى وحشده لمسانده النظام الصحى، وإعادة بناء الموارد الصحية اللازمة من كوادر طبية ومستلزمات وخلافه ومن تحديث للأليات وأخيرا وضع خارطة طريق للتغيير.