صدر مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، كتاب "تشظيات القلق وسؤال الحرية" للشاعرة والناقدة الدكتورة رشا الفوال، ضمن أعمال الفائزين في المسابقة الأدبية المركزية للهيئة في دورتها الأخيرة.
جاء الكتاب ضمن فرع الدراسات النقدية بالمسابقة ويضم قراءات في شعر العامية المصرية، من بينها: بلاغة القلق والسعي نحو الاكتمال في ديوان "باعيش عجوز وباموت صبي" للشاعر يسري زكي، صوت الوعي واستقرار الذات في شعر عبد الستار سليم، القلق ومستويات الوعي في شعر محمد عطوة، تجليات الحنين في ديوان "الموت في عيونك" للشاعر أحمد هارون كراوية.
دلالات الخوف ومفردات الشك في ديوان "لابس مزيكا" للشاعر جمال فتحي، دراما الذات بين الرمز والصورة في "رباعيات زمن الكورونا" للشاعر سمير الأمير، تجليات الخوف والتمركز حول الذات في ديوان "كرسي فاضي" للشاعرة شيماء عزت، فوتوغرافيا الذهن وعودة المكبوت في شعر عمرو العزالي، إبداعية اللعب في مواجهة عبثية العالم في ديوان: يك: من آناء الزحمة إلى أطراف الوحدة للشاعر عبد الله محمد.
جاء بغلاف الكتاب: إذا كان أنصار المنحى الإنساني في دراسة الأدب يؤكدون أن تشظيات القلق في علاقتها بالإبداع ظاهرة سوية محفزة، فإننا نرى أن مجابهة القلق وتشظياته وسيلة يحقق بها المبدع الرضا الذي لم يحققه في العالم الواقعي، ذلك من خلال عملية الإعلاء النفسي.
يرجع ذلك إلى "السياق الاجتماعي" الذي يحيا فيه الشاعر، ودور متغيرات الشخصية في التعامل مع أبجديات القلق، خاصة أن القلق يتسم بالانفعال السالب، بينما فعل الكتابة يعد نشاطا متساميا في مواجهته؛ فالإبداع (يختزل) القلق ولا ينفيه، باعتبار أن السعي إلى (التوازن النفسي) وظيفة من وظائف هذا القلق.
ولقلق الشعراء أشكال متعددة نحسبها تشظيات منها: الخوف، والإحساس بالألم النفسي، والوحدة والحزن، ربما لأن الحزن وليد التجارب الحياتية الكبرى، ويعد من دلائل المعرفة العميقة، أيضا مسرحة القلق فى شكل تشظيات درامية تتم عندما يكون الشعر هو المتنفس الإبداعى الكبير لمسارات نفوس الشعراء الباطنة التي بدت ساخطة على الإحساس بالألم والخوف، ورافضة للبقاء في أتون الوحدة النفسية، معربة عن كل آليات الدفاع من أجل الحرية.
وأعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة، في نوفمبر الماضي نتيجة المسابقة الأدبية المركزية التي تقدم إليها عدد كبير من الموهوبين والمبدعين من مختلف المحافظات، في مجالات شعر العامية والفصحي، القصة القصيرة، الرواية، الدراسات النقدية، أدب الطفل، وجاءت المسابقة إطار حرص هيئة قصور الثقافة على دعم الحراك الأدبي، حيث ينتج عنها تقديم أعمال رفيعة المستوى للقراء، الأمر الذي يسهم في تحقيق رسالة الهيئة.
وأصدرت الهيئة مؤخرا عددا من الإصدارات ضمن سلاسل الإدارة العامة للنشر الثقافي، برئاسة الكاتب الحسيني عمران، التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر مسعود شومان، ومنها "خرافات أيسوب المصري" لعبد الفتاح الجمل، دراسة وتقديم عائشة المراغي، "حكايات أفلامنا" لناجي فوزي، "بنات الملح" لمنال السيد، "الفرق الغنائية" لمحمد أبو شادي، و"الصناعات المعدنية في مصر خلال سبعة آلاف عام" للدكتور سعد الراجحي، وغيرها.