مها عبد القادر

الأزهر الشريف.. منارة الوسطية والقيم النبيلة البناءة.. ونبذ الأفكار الهدامة

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للأزهر تاريخه المشرف الذى يسطر بماء من ذهبٍ وأحرفٍ من نورٍ؛ فالأزهر ذلك الصرح الشامخ لم يتخل عن مسئوليته الأصيلة والتى تتمثل فى تكريس ماهية القيم النبيلة البناءة؛ التى تنهى عن كل منكر وفاحش، ولا تقبل إلا كل طيب وحلال؛ لتعيش الأمة فى خيرى الدنيا والآخرة، ولتنهض بلادنا بعزةٍ وثقافةٍ وحضارةٍ يشاد لها بالبنان ويدحض الذل والخزيان ويحل محله إيمانٌ ينير القلوب والوجدان.

وما يصدر من أشخاص ليسوا محلًا للثقة ولا يمتلكون أدنى درجات المسئولية؛ فالأزهر عنهم ببعيد، بل ويبادر بزجرهم ودحر محاولات الضلال التى ينتهجونها، وإذا ما سارع شخص ينتمى لمؤسسة الأزهر برأى يخالف مقاصد الشريعة وينافى صحيح الدين؛ فإن الأزهر له لافظ ولا يشرفه أن ينتمى لمؤسسته العريقة، وجميعنا نبرأ منه على الفور؛ فما أقل ولا أدنى من فئة لديها فكر منحرف وشاذ.

ومؤسسة الأزهر تحارب من أجل نصرة الحق وأعلاء شأنه وحفظ دين الله والذود عنه بالرد وردع أصحاب النفوس الضعيفة، كما تفتح أذرعها لاحتضان المستضعفين وأصحاب العوز من كل حدبٍ وصوبٍ، وتغمر صفاء الكون بفكرٍ راقٍ يقوم على الوسطية ويعزز قيم الإنسانية القويمة ويغرس فى الأذهان حب الإعمار والأخذ بأسبابه ومسبباته لتضاء الدنيا بمشاعل الأمل والخير والتعاون والسلام، التى تقضى على مقومات الكراهية والتعصب، وفى المقابل تستنكر على من يبيح سرقة الكهرباء والمياه والغاز أوكل ما يمكن سرقته من مقدرات الدولة وهى مقدراتنا بالإساس.

إن أزهرنا يمتلك مقومات ترسيخ ماهية الولاء والانتماء لتراب الوطن الغالى بصورةٍ لا لبس فيها ولا مراء؛ حيث يؤكد خطابه العذب على نبذ أسباب الفرقة ومسببات العصبية والتعصب لأمورٍ واهيةٍ فى مكنونها، ويمقت الخلاف والجدل العقيم، ومن ثم لا يفتح باب الفتوى إلا لمن يمتلك مقوماتها من فكر معتدل وعلم رصين وخبرة فى المجال؛ بالإضافة إلى أنه ينتمى لمؤسسة الفتوى الشريعة بالبلاد؛ فلا أحقية لمن يتعدى الحدود ويفتى بغير علم ولا يقين؛ فهذه النوعية وأن كانت من الأزهر إلا أنها غير سديدة الرأى والرؤى، ومحاسبتها فرض عين.

إن وسطية أزهرنا تؤكد على قيمنا السمحة النبيلة التى تحض على الخير وتستنكر دروب الشرور والأفعال غير المشروعة؛ فمن يحض على فعلها ليس منا ولا يجب أن نعترف به؛ فبالأزهر علماء اتقياء ورعين يحضون على الفضيلة ويزرعون القيم والخلق القويم فى وجدان من يعلمونهم كى يصبحوا أصحاب رسالة سامية فى مجتمعهم لا مخربين أو محرضين على الدولة ونظامها؛ فالمؤسسة الأزهرية تحض على العمل لنحيا حياةً كريمةً ونقدم أفضل ما لدينا لنبنى ونعمر ونصون مقدرات الوطن ونحافظ على ترابه.

إن وسطية أزهرنا وسماحته التى ترجمها علماؤه أصحاب الفكر المعتدل والرأى السديد المجددين فى تناولهم لقضايا مجتمعهم بما يبلى احتياجاتهم ويحافظ على أصول وثوابت الدين؛ وهذه الوسطية خطٌ لا يقترب منه أصحاب العقل والفطنة؛ فعندما تشتعل الفتن وتلتهب النيران التى تحض على الفرقة والكراهية والفعل المشين، يأتى الأزهر بكل طمأنينةٍ ليقضى على جذورها وفق ما نادت به الرسائل السماوية السمحة التى تؤكد على ضرورة التماسك والتضافر ونبذ الغلو وكل ما ينافى صحيح الدين.

إن الأزهر الشريف يؤكد على ماهية الاستخلاف فى الأرض بغية الإعمار، ولن يحدث ذلك إذا ما تفشت الأفعال المشنة من دعوة للكراهية وذميم الخلق من سرقة وكذب وخلافه؛ فهذا يؤدى حتمًا لعموم الشحناء والبغضاء ويؤصل النفعية المقيتة بين أبناء الوطن.

وأزهرنا الشريف بدعوته ورسالته الأبدية يؤكد بصورة صريحة على أن الوحدة والرباط تقوم على المحبة والسلم والسلام وسبل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والارتقاء بفكر الإنسان كى يتحمل مسئولياته اللامتناهية بقوة وعقيدة تجاه وطنه وأرضه ومقدراته وعالمه الذى تنهمر فيه مشكلات وتحديات تحد من تحقيق التنمية فى إطارها الطبيعي؛ فالحق أن أزهرنا يساهم بكل قوةٍ فى تدشين أذهانٍ تحمل وسطية العقيدة السمحاء وتؤسس للاعتدال فى أمور الحياة، وتبغى مرضاة رب العباد، والمحافظة على البلاد والممتلكات والاصطفاف خلف دولتنا وقيادتنا السياسية الرشيدة، لتبدو لنا الثمرات يانعة نلتمسها فى رشد إنسان يمتلك وعيًا صحيحًا مسؤول على المستوى العقائدى، والسلوكى، والثقافى، والاجتماعى، والسياسى، والاقتصادي.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة