"الود" هو دفء القلوب، والنعمة التي يعزفها المحبّون على أوتار الفرح، وشمعة الوجود، يحتاجه الكبير قبل الصغير، فالود لا يولد بل يخترق العيون والقلوب كالبرق الخاطف، والشخص الودود محبوب من الجميع.
مع وتيرة الحياة المتسارعة، والمشاكل التي قد تطرأ على الأشخاص بين الحين والأخر، ووسط هذه الظروف الصعبة لدى البعض، أن يجدوا شخصا ودودا فقد ملكوا الدنيا كلها.
نعم، وجود صديق أو قريب أو جار أو زميل، يتسم بالود، يحبك في الله، نعمة كبيرة، تعرف قيمتها عندما تتعامل مع "مُتصنع للود"، في ظاهره المحبة وفي باطنة العذاب، الذي ينطبق عليه قول الله تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ"، اعاذنا الله منهم.
ابحثوا عن الشخص الود، لين القلب، المحب للجميع، الذي لا يحمل كُره ولا ضغينة لأحد، الذي "يطبطب" على القلوب بكلماته الدفئة، المليئة بالمحبة والأمل.
نعم.. ما أحوجنا لهؤلاء الأشخاص الأنقياء المحبين للجميع، الذين يدخلون حياتنا فيغمروها بالمحبة والبركة والسعادة.
الحياة مهما طالت فهي قصيرة، والدنيا تتسع للجميع، فما السر في أن تسود القلوب بهذا الشكل!!، فقد يبيع الإنسان شيئاً قد اشتراه، ولكن لا يبيع قلباً قد هواه، فاجعوا قلوبكم عامرة بالمودة، لا الكُره والغل، حتى تجنوا ثمار المحبة وتسعدوا بحياتكم.