رغم كل الظروف الصعبة التي تحاصر التعليم، ورغبة بعض أولياء الأمور في الزحف نحو "التعليم الخاص"، أملًا في تعليم جيد لأبنائهم، يبقى التعليم في الأرياف محافظا على قوته وجودته، مساهمًا بقوة في إعداد أجيال متمكنة من أدواتها.
ما أقوله لك هنا ليس دربًا من الخيال، ولكنه واقع يتجسد على الأرض في الريف، حيث يزحف الطلاب للمدارس يوميًا، ويحرصون على قضاء يوم تعليمي كامل، حتى نهاية العام الدراسي، وسط متابعة دقيقة من أولياء الأمور.
أولياء الأمور، يؤمنون بشكل قاطع بدور المدرسة، في تعليم أبنائهم، وحرصهم على التواصل معها، ومتابعة الأبناء بشكل يومي في استذكار الدروس.
لدي تجارب شخصية في هذا الأمر، عندما أزور مسقط رأسي بقريتنا "شطورة" شمال محافظة سوهاج، هذه القرية الفريدة من نوعها في التعليم، حيث تكاد نسب التعليم فيها تقترب من 100 %، فخرجت هذه القرية ما يربوا على 500 أستاذ جامعي، وعشرات الصحفيين والأطباء والصيادلة والمعلمون والعلماء والمدرسين، حيث تنتشر المدارس في كافة أرجائها.
هناك.. يؤمنون بالتعليم، ويعتبروه قضيتهم الأولى والأخيرة، فمشهد الطلاب وهم يتدفقون في الشوارع نحو المدارس صباحا يبهج القلوب، وأصوات زغاريد النساء لدى اعلان نتائج الثانوية العامة والأزهرية تنشر السعادة بين الجميع، حيث يتزاحم الطلاب للالتحاق بكليات القمة.
وأنت تزور هذه المدارس داخل القرية، تقف على جودة التعليم، وكفاءة المعلمون، الذين لا يكلون ولا يملون في تعليم الطلاب، وأداء واجبهم المقدس بإخلاص شديد، فتكون النتائج مبهرة كل عام.
داخل هذه المدارس والمعاهد الأزهرية، كل شيئ يسير للأفضل، فالانضباط حاضرًا، وأدوات التعليم متوفرة، والنتائج مضمونة، فيحلم الطلاب، وتبقى أحلامهم ممكنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة