تمر، اليوم، ذكرى ميلاد العالم الروسي "إيفان بافلوف" وهو عالم فسيولوجيا روسيًا معروفًا بشكل أساسي بتطويره لمفهوم المنعكس الشرطي، في تجربة كلاسيكية له، درب كلبًا جائعًا على إفراز لعابه عند صوت المسرع أو الجرس، والذي كان مرتبطًا سابقًا برؤية الطعام، لقد طور نهجًا مفاهيميًا مشابهًا، مؤكدًا على أهمية التكييف، في دراساته الرائدة المتعلقة "السلوك البشري يؤثر على الجهاز العصبي"، وقد حصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب في عام 1904 لعمله على إفرازات الجهاز الهضمي.
لم تقتصر إساهامات إيفان في العلم والطب فقط حيث ترك مؤلفين من إنتاجه تحت عنوان "محاضرات في عمل نصفي الكرة المخية الذي صدر في عام 1927"، و"عشرون عاما من الدراسة الموضوعيّة للنشاط العصبي الأعلى عند الحيوان" والذي صدر في عام 1933.
كان بافلوف الابن البكر لكاهن وحفيد خادم أبرشية، وقد أمضى شبابه في ريازان في وسط روسيا، وهناك التحق بمدرسة كنيسة ومعهد لاهوتي، حيث أعجبه معلمو المعهد بتفانيهم في نقل المعرفة، وفي عام 1870 تخلى عن دراساته اللاهوتية ليلتحق بجامعة سانت بطرسبرج، حيث درس الكيمياء وعلم وظائف الأعضاء، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه في الطب من الأكاديمية الطبية الإمبراطورية في سانت بطرسبرغ (تخرج عام 1879 وأكمل أطروحته عام 1883)، درس خلال الفترة من 1884 إلى 1886 في ألمانيا تحت إشراف عالم وظائف القلب والأوعية الدموية كارل لودفيج (في لايبزيغ) وعالم فسيولوجيا الجهاز الهضمي رودولف هايدنهاين (في بريسلاو).
بعد أن عمل مع لودفيج، كان أول بحث مستقل أجراه بافلوف حول فسيولوجيا الجهاز الدوري، ففي الفترة من عام 1888 إلى عام 1890، قام في مختبر بوتكين في سانت بطرسبرغ بدراسة فسيولوجيا القلب وتنظيم ضغط الدم، وقد أصبح جراحًا ماهرًا لدرجة أنه كان قادرًا على تقديم تمكن من إدخال قسطرة في الشريان الفخذي لكلب دون ألم تقريبًا ودون تخدير وتسجيل تأثير العديد من المحفزات الدوائية والعاطفية على ضغط الدم، ومن خلال التشريح الدقيق للأعصاب القلبية الدقيقة، تمكن من إثبات التحكم في قوة ضربات القلب بواسطة الأعصاب التي تغادر الضفيرة القلبية؛ ومن خلال تحفيز الأطراف المقطوعة للأعصاب العنقية، أظهر تأثيرات الأعصاب المبهمة اليمنى واليسرى على القلب.