انطلق موسم حصاد التمور بمركز ومدينة البدرشين في محافظة الجيزة، إذ انتشر عشرات المزارعين والعمال من النساء والرجال مع أطفالهم وسط الزراعات، ومن حولهم العربات تسير فى كل مكان لنقل المحصول إلى "المناشر"، استعدادًا لتجفيفه وفرزه وطرحه في الأسواق.
وقال سيد عرفة، إن النخل يزرع في البداية كفسائل، ويبدأ في الإنتاج بعد مرور حوالي 8 سنوات على زراعته، مشيرًا إلى أن بعد زراعة النخيل يجرى له عملية تطريح، وبعدها تأتي مرحلة الحصاد، التي تنطلق من منتصف شهر أغسطس، وخلالها يتم تقطيع البلح من على النخل وخرطه وتحميله ونقله إلى المناشر، التي يتم فيها تجفيف التمر تحت أشعة الشمس على أجولة بيضاء تمتد لمساحات واسعة، لفترة تتراوح بين أربعة وسبعة أيام، تختلف المدة حسب درجة الحرارة، وبعدها تأتي مرحلة التنظيف والفرز والتعبئة.
وأضاف خلال حديثه لـ"اليوم السابع"، أن موسم الحصاد يوفر فرص عمل عديدة لأبناء القرية بداية من زراعة النخيل وصولًا لمرحلة الحصاد، فالنخلة بكل ما فيها من أجزاء تشكل أهمية كبيرة لهم، مشيرًا إلى أنها تعتمد على الأيدي العاملة، فمرحلة "التقليم" لها أناس متخصصون، وكذلك التطريح وتنزيل النخل، والتقطيع، وخرط البلح، ونقله للمناشر، وفرزه وتعبئته، فضلًا عن الجريد الذي يعتمد عليه كثيرون في صناعة الأقفاص والكراسي والترابيزات يدويًا، ونوى التمر الذي يدخل في صناعة الأعلاف، مؤكدًا أن التمر أساس اقتصاد المدينة.
ومن جانبه، قال محمد أحمد، 52 عامًا، طالع نخل، إنه تعلم طلوع النخل منذ أن كان في الـ11 من عمره على يد والده وأجداده، كغيره من أبناء القرية، مشيرًا إلى أنها مهنة شاقة ومحفوفة بالمخاطر، تحتاج لخبرة ومهارة وخفة، مع الاعتماد على أدوات بدائية بسيطة، عبارة عن حبل يربطه حول خصره يساعده في صعود النخلة، ومنجل يستخدمه في تقليم النخلة وتقطيع سباطة التمور، وطبق كبير يجمع فيه ما تم تقطيعه، مؤكدًا: "لازم طالع النخلة يحافظ على نفسه، ومش أي حد يطلع نخل، مهنة صعبة وفيها مخاطر وبناكل منها عيش، الكل بيشتغل في الموسم ده، الرجالة في النخل والستات في المناشر".