لا جدال حول ضرورة الحماية الاجتماعية داخل المجتمع المصري العظيم؛ حيث تُعد أحد المهام الرئيسة للدولة، ومن ثم أخذ قائد مسيرة النهضة ورائدها على عاتقه أن يعمل بصورة مستدامة بهدف إحداث طفرةٍ في الإصلاح الاقتصادي المصري؛ فهو صاحب الرؤية الواضحة والقلب الرحيم الذي يستشعر ما يمر به المواطن من ظروفٍ ومشكلاتٍ وصعوباتٍ اقتصاديةٍ، تحتاج لدعم وتآزر الدولة بمؤسساتها كي توفر له مقومات الحياة الكريمة؛ ليستطيع أن يدعم وطنه بمزيدٍ من العمل الجاد والجهد المتواصل من خلال شعوره بالأمان الاجتماعي والاستقرار، ومقدرته على تلبية احتياجاته المعيشية الأساسية.
وبالنظر إلى ما وجه به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من مبادرات رئاسية ساهمت بجملتها في إحداث نقلات نوعية تصب في بوتقة بناء الإنسان؛ باعتباره قاطرة النهضة، ومن ثم تمخضت نتائجها بثمرات في العديد من الجوانب على المستويات الصحية والاجتماعية والتعليمية والثقافية، وكثير من الخدمات التي يصعب حصرها، وهذا ينسدل على فلسفة رئيسة نسميها بالعدالة الاجتماعية التي تضمن في فحواها صورة الحماية المتكاملة لفئات المجتمع المصري.
وعطفًا على تقدم نؤكد بأن دستور البلاد ضمن في نصوصه العمل على تحقيق جودة الحياة وضرورة بناء الإنسان الذي يساعد في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وفي هذا السياق واستكمالًا لمسار النهضة والتقدم، أطلق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروعًا قوميًا يستهدف التنمية بصورها المتباينة، والتي تصب في بناء الإنسان المصري تحت مسمى "بداية جديدة لبناء الإنسان".
وهذا المشروع القومي يتضمن في طياته العديد من البرامج والمبادرات والخدمات والأنشطة المتنوعة التي تعود بصور النفع والثمرة لكافة شرائح المجتمع وخاصة الفئات محدودة الدخل، أو ما نسميها أصحاب العوز بكافة المراحل العمرية، كما أن هذا المشروع العظيم الغاية يستهدف كافة ربوع الوطن دون استثناء، من ريف وحضر يعاني من العشوائية؛ لتتحقق العدالة والمساواة في صورتها الملموسة، بما يضمن تعزيز استكمال استراتيجية التنمية المستدامة لمصر (2030).
إن هموم الوطن يتحملها من يكن المحبة لشعبه ويقدر صبره وتضحياته المستمرة وعطاؤه المتواصل مما يتطلب منا جميعًا العمل بروح التعاون والتضامن، فالشعب هو عماد الوطن، وتضحياته وصبره هما أساس أي نهضة ؛ فلا أمن ولا أمان بعيدًا عن وعي اجتماعي رشيد مسؤول يدرك ماهية الوطن وضرورة بقاءه وقيامه ونهضته، ويساهم بكل قوة في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية بكل تنوعاتها، ونحن نوقن ونقدر مدي ومقدار الثقة المتبادلة بين الشعب المصري العظيم وقيادته السياسية المخلصة وتلك الثقة هي الركيزة التي نحتاجها لمواجهة التحديات والدافع للعمل معًا من أجل بناء مستقبل مشرق وازدهار دائم.
إن بداية جديدة لبناء الإنسان يؤكد في غاياته على مدى أهمية بذل الجهود فيما نقوم به من أعمال، وأن نحرص للوصول إلى مراحل الاتقان؛ فننال الرضا ونستحسن العمل ونقدر كل نتاج له أثر باق، ويتحقق ذلك بمزيد من المثابرة على التدريب المستمر، والاهتمام بمسارات وطرائق اكتساب الخبرات بصورة متوازية مع ما نؤديه من أعمال لنصل إلى مستويات الاتقان التي نتطلع إليها.
ومشروع بداية جديدة لبناء الإنسان يضمن تحقيق ماهية العدالة الاجتماعية، ويساعد بقوة في سد الفجوة الاقتصادية، وهذا يشكل أولويةً ومسئوليةً لدى الحكومة المصرية وقيادتها الحكيمة، وما نراه ونرصده من تضافر مجتمعي بين مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد يؤكد على أمرين، الأول دحض الأباطيل التي تشوه صورة الدولة من قبل المغرضين؛ إذ تريد طائفة بعينها العمل على إضعاف الثقة بين المواطن ومؤسسات وطنه الحر، والأمر الثاني أن صورة الواقع المعاش تكشف عن تناغم القيادة السياسية ومؤسسات الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني والشعب العظيم.
وما من شك في أن مشروع بداية جديدة لبناء الإنسان وما يتضمنه من برامج سوف تسهم في تحسين مستويات المعيشة ومستوى الدخول للأفراد التي تصب في صالح الدخل القومي للدولة وتساعد في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وتفح مجالات متعددة لفرص العمل المختلفة، وهان نؤكد على أن تظل إرادتنا قوية وعزيمة لا تلين نحو استدامة دعمنا لبرامج المشروعات الوطنية؛ كي نضمن المشاركات المجتمعية العديدة ومن ثم انتشاره وتحقيق أهدافه.
ونوقن بأن شتى مشروعاتنا القومية تعمل على تعزيز الهُوِيَّة في نفوس أبناء الوطن الحبيب؛ حيث إن الهُوِيَّة تعبر عن ذات الفرد وكيانه الذي يرتبط بمولده وانتمائه، والثوابت التي يتمسك بها من لغة ومعتقد وقيم نبيلة موجهة للسلوك، ومقدرته في الحفاظ على تراثه، واعتزازه بثقافة وحضارة موطنه، والتفاخر بأمجاده وأجداده، والطموحات والآمال المشتركة مع بني وطنه مما يساعد في تشكيل هوية وطنية قوية لدى الأجيال الحالية والمستقبلية ويسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك يسعى نحو مستقبل أفضل.
________
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة - جامعة الأزهر