فى كل وقت تقريبا، وفى كل نطاق جغرافى له انشغالات بأهل غزة وما يحدث فيهم، يأتى السؤال الأشهر "هو هاريس ولا ترامب أحسن لغزة؟!"، ويتبع هذا السؤال تفاصيل فى ذات المضمون، دون أن يسأل السائل نفسه هل غزة هذه تتبع العرب والشرق الأوسط، أم أنها تتبع أمريكا وإسرائيل؟، لأن الحقيقة المؤكدة أن غزة قطاع عربى فى منطقة الشرق الأوسط، وينتمى لتلك المنطقة لا لغيرها، كما أن إسرائيل كيان مزروع فى الشرق الأوسط وهو لا يتبعه تاريخيا ولا لغويا، ولا بأى شكل ممكن، لذلك يساند الغرب والولايات المتحدة الأمريكية كل ما تفعله إسرائيل، فهما كيان واحد متوزع النطاقات الجغرافية، غير أن إسرائيل فى احتلالها لفلسطين العربية، أشبه بالزائدة الدودية من الكبد، والاستغناء عنها ورميها، أريح للجسد بكل تأكيد.
ورغم التمييز البرامجى بين هاريس وترامب، حيث تمثل الأولى الحزب الديمقراطى، الذى يتخذ من الحمار شعارا، وبين الحزب الجمهورى الذى يمثله ترامب ويتخذ من الفيل أيقونة، فكلاهما اتفقا على مصلحة إسرائيل أولا وأخيرا، وحياة المحتجزين لدى فصائل المقاومة، أهم من دماء الملايين فى المنطقة، يزيد فى الأمر أن الأمريكان بطبيعتهم يكرهون تماما فكرة خطف الرهائن، ويتعاملون معها بأولوية أولى، لذلك بعض الطرح الموجود أن تعقد الولايات المتحدة الأمريكية صفقتها الخاصة حول الرهائن الأمريكيين منفردين، فى ظل ضبابية الموقف فى الصفقة الكاملة على عدد المحتجزين، لذلك السباق يتم بين هاريس وترامب حول غزة بشكل واضح، وقد يكون المستقبل حاملا لكشف أن ترامب عقد صفقة مع نتنياهو يدفع له ويدفعه للمماطلة فى إجراء صفقة الرهائن حتى لا تكون مكسب للحزب الديمقراطى وهاريس.
لذلك هل غزة تحتاج هاريس أم ترامب؟، والقول الفصل أنها تحتاجنا نحن، أهل المنطقة، وشعوبها، تحتاجنا نحن العرب وأبناء الشرق الأوسط، تحتاج لكل من يؤمن بالإنسانية والدين والقانون الإلهى والقانون الدولى، وحقوق الإنسان الحقيقية الواضحة، غزة لا تحتاج هاريس ولا ترامب، بل تحتاج نفضة عربية شرق أوسطية، يمكنها أن توقف إسرائيل وكل من فى حكمها، وهى اللحظة التى ستأتى بكل تأكيد، فـ" يد القدر لها إجراءات لا يمكن التنبؤ بها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة