هو "الموت"، لا يفرق بين كبير ولا صغير، ينهي العُمر فجأة، فيدخل القبور شبابا في عُمر الزهور، يترك الوجع والألم لذويهم، يبكون شبابهم، ويتوجعون من ألم الفراق.
هكذا، زار الموت، فنان الكاريكاتير الشاب "أحمد قاعود" باليوم السابع، والذي رحل عن عالمنا؛ تاركًا أعمالًا فنية مميزة وملهمة.
الشاب الذي لم يتخطى عامه الـ38 رحل فجأة بهدوء، كما عاش بهدوء، يعمل دون ضجيج، حيث اتسمت أعماله بالمزج بين ما هو اجتماعى وسياسى، ومواكبة القضايا الجماهيرية، والموضوعات التى تشغل الرأى العام بشكل دورى، مستخدماً فى ذلك خطوط وألوان تتسم بالرشاقة والجاذبية.
يبقى "الصبر" هو الطريق الوحيد، لمحبي وأصدقاء "قاعود"، يستعينوا به على ألم فراقه، فالصّبرُ شجرةٌ جذورها مُرة وثمارها شهية، خاصة إذا كان الصبر على فراق الأحبة، فهو الصبر الأقوى والأمتن، على قسوة الفراق، ليبقى الصبر دوما أفضل علاج للحزن، ومن عرف قدر الجزاء صبر على طولِ العناء.
الصّبر الجميل لا شكوى فيه، فلا جزع عند المصيبة، فالجزع مصيبةٌ أخرى، فلا يدفع القدر ولكن يحبط الأجر، فعجباً للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له.
اصبروا، واحتسبوا الأجر عند الله فهو لطيف بعباده، فلا يجمع عليكم الهموم والمصائب مرة واحدة، بل يكرمكم ويعطيكم ويفرحكم ويقلبكم في النعم، واعلموا أن الألم الذي تحيدون عنه وتخشون منه هو في أصله نعمة لا يعلمها الكثير من الناس، فهو يُعلّمكم الصّبر ويصقل أنفسكم ويقربكم من خالقكم فتشعرون بحاجتكم الماسة إليه، فاصبروا صبرا جميلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة