أحمد التايب

تفجيرات البيجر .. ومستقبل الشرق الأوسط

الأربعاء، 18 سبتمبر 2024 01:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مما لاشك أن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله أحدث تحولا كبيرا فى الصراع بينهما ما ينذر باتساع الحرب التى يتخوف العالم من اندلاعها فى الشرق الأوسط، وذلك بعد أن تعرض حزب الله لضربة موجعة من خلال اختراق أجهزة اللاسلكية بيجر، خاصة أن الضحايا بالآلاف وعدد الوفيات والمصابين فى تزايد، إضافة إلى إصابة  مسؤولين وسفير إيران فى لبنان، وأيضا وجود إصابات فى سوريا، ما يعنى كل هذا أن الأوضاع باتت على برميل بارود فى الإقليم. ووقت انفجار هذا البرميل بات قريبا للغاية.

ليكون السؤال الكبير..  ما دلالة ما حدث بشأن تفجيرات البيجر فى لبنان؟

أعتقد أن ما حدث هو سابقة هى الأولى من نوعها، وأثبت قدرة إسرائيل التكنولوجية وهو ما يجب وضعه عين الاعتبار ، خاصة أن الخبراء تحدثوا أن العملية ليست سهلة وتحتاج إلى قدرات تقنية فى فك تشفير إشارات اللاسلكية والتحكم فيها ثم إعطائها الأوامر من خلال تسخين البطارية وتحديد وقت الانفجار.

الأمر الآخر ، أن إسرائيل مسؤولة عن ما حدث حتى ولو لم تعلن مسؤوليتها، لأن الولايات المتحدة تريد أن تفعل إسرائيل كل شئ شرط أن لا تتسع الحرب، وبالتالى تضغط على تل أبيب وتتبنى سياسة الغموض الاستراتيجي، وأيضا هناك تقارير إعلامية غربية كشفت أن الأجهزة التى فجرت كانت ضمن شحنة استلمها حزب الله منذ فترة قليلة واستخدمت حديثا، ما يعنى أن هناك شبهة فى الشخص الذى قام بعقد الصفقة أو من استوردها وله علاقة بالموساد الاسرائيلى.

غير  أن ما حدث يؤكد أن هناك خرقا استخباراتيا إسرائيليا من المصدر قبل تصديرها إلى حزب الله، خاصة أن أكبر الشركات التى تنتج الأجهزة بيجر شركة بفاسيوس الإسرائيلية، وبالتالى إسرائيل تمتلك التكنولوجيا والتقنية التى تمكنها من الاختراق.

وأيا كان الأمر ، فالحقيقة أن ما حدث يؤكد أن حزب الله بات منكشفا تماما وقابل للاختراق فى اى وقت، ما يتوجب التقييم من جديد .

لذا، فإن من المؤكد أن هذه العملية سيكون لها تداعيات كبيرة على تطورات المشهد فى المنطقة كلها، خاصة أن إسرائيل أعلنت رسميا توسيع أهداف الحرب فى الشمال الإسرائيلي، وإصرار نتنياهو على إطالة أمد الحرب،  وأيضا استمرار الولايات المتحدة والغرب فى اتباع سياسة الخداع الاستراتيجي لامتصاص الغضب العربى وأيضا لخلق حالة من الاعتياد على الحرب بل الأخطر تزييف الحقائق وتحريف الوقائع من خلال الإصرار على منح إسرائيل حق الدفاع عن النفس، ثم الحديث عن  التهدئة وضرورة التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، وهو ما يجب أن ننتبه منه ويتم اتخاذ موقف لاجبار الولايات المتحدة على ممارسة ضغط حقيقى على نتنياهو لإنهاء هذا العبث، وتوقيفه عن الاستمرار فى أعمال الإبادة الجماعية واللعب بالعالم لتحقيق أهدافه وأحلامه










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة