يواجه المدنيون فى السودان، العديد من الأهوال فمن الحرب إلى الفيضانات، إلى الأوبئة القاتلة، يعيش المدنيين فى حالة من انعدام الأمن والنقص الشديد للغذاء، وسط انهيار تام لكل المرافق الطبية وهو ما أدى لتفشى العديد من الأوبئة وعلى رأسهم الكوليرا، إذ تزايدت حالات الإصابات وتجاوزت حاجز الـ10 آلاف إصابة مع تزايد فى عدد الوفيات.
وفى سبيل الجهود المبذولة لإنهاء الصراع الدامى، والذى يدفع ضريبته المدنيين والأبرياء، أعلن الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى، ترحيبه بتصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن، على الوضع فى السودان، وأكد على استعداده لبذل كافة الجهود اللازمة لإنهاء الصراع والحرب.
البرهان يرحب بتصريحات بايدن
علق الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى، على تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن، وقال فى بيان الأربعاء :"بالنيابة عن الحكومة السودانية والشعب السودانى، أرحب بتعبير الرئيس بايدن عن قلقه وأقدر دعم الولايات المتحدة للجهود الإنسانية داخل السودان وفى الدول المجاورة، ونحن نشاركه قلقه البالغ إزاء التكلفة البشرية للصراع الدائر، والذى جلب آلامًا ومصاعب لا حصر لها لشعب السودان".
وتابع البرهان فى البيان الذى أوردته وكالة سونا :"تظل الحكومة السودانية مصممة وملتزمة تماما بإنهاء معاناة مواطنينا، ونحن عازمون على بذل جهودنا الرامية إلى إنهاء الصراع الحالى بشكل سريع وحاسم، وضمان استعادة السلام والأمن والاستقرار فى جميع أنحاء البلاد".
واستمر :"إن ما ذكره الرئيس بايدن بشأن الهجمات المنهجية والواسعة النطاق التى تشنها ميليشيا قوات الدعم السريع على الفاشر، لا يعكس سوى جزء بسيط من الفظائع التى ارتكبتها هذه الميليشيا الإجرامية فى أجزاء أخرى من السودان، وتظل القوات المسلحة السودانية ثابتة فى التزامها بمبادئ القانون الإنسانى الدولى وأعراف الحرب بما فى ذلك حمايه المدنيين".
واستطرد :"تظهر تصرفات ميليشيا قوات الدعم السريع استهتارًا تامًا بحياة الإنسان والبنية التحتية المدنية والتراث الثقافى القديم للسودان، والذى يعود إلى الحضارتين الكوشية والمرَّوية، ويجب على المجتمع الدولى إلا يدين هذه الجرائم الشنيعة فحسب، بل يجب عليه أيضًا محاسبة الدول التى تواصل دعم وتمكين السلوك المدمر للميليشيات".
واختتم حديثه :"تظل الحكومة السودانية منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة، ونحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين سعيًا للتوصل إلى حل سلمى يخفف من معاناة شعبنا ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطى للسلطة، وإننى أتطلع إلى تعميق هذه المناقشات مع المسئولين الأمريكيين خلال مشاركتى المقبلة فى الجزء الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل".
إصابات الكوليرا تتجاوز 10 آلاف و335 حالة وفاة
وفيما يخص الوضع الصحى، أعلنت وزارة الصحة السودانية، الأربعاء، استمرار ارتفاع حالات الإصابة والوفاة بسبب الكوليرا إلى أكثر من 10 آلاف إصابة، منها 335 حالة وفاة فى 9 ولايات، فى أخر أرقام رسمية للوضع الوبائى فى البلاد.
وأوضحت وزارة الصحة أن وباء الكوليرا ينتشر فى ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر شرقى السودان، وفى نهر النيل والشمالية شمالى البلاد، بالإضافة إلى الجزيرة وسنار والنيل الأبيض والخرطوم وسط وجنوب البلاد، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأفاد مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة، فى بيان بتسجيل 399 إصابة جديدة بالكوليرا، منها 3 وفيات، فى 5 ولايات، وأوضح المركز أن العدد التراكمى للإصابات بلغ 10,567 إصابة، منها 335 حالة وفاة.
356 منشأة طبية خارج الخدمة فى سنار بعد دخول الدعم السريع
ومن جهتها كشفت شبكة أطباء السودان، خروج معظم المنشآت الطبية فى سنار عن الخدمة بعد دخول قوات الدعم السريع للمدينة، وأكدت أن العدد الكلى للمرافق الصحية فى ولاية سنار 450، العاملة منها 94 فقط، فيما خرج عن الخدمة 356، وأكدت الشبكة أن ولاية سنار بها 24 مستشفى حكومى، 4 فقط عاملين، و20 خرجوا عن الخدمة.
وأوضح البيان لشبكة أطباء السودان، أن سنار كانت تحتوى على 284 وحدة صحية، وخرج 230 عن الخدمة، فيما ظل 54 وحدة صحية فقط فى الخدمة، كما تبقى 3 مراكز خاصة فقط تعمل فى سنار، من أصل 10 مراكز بالمدينة.
الأمم المتحدة: 52% من الأسر النازحة بالسودان بحاجة للأمن
ومن جهتها، أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، أن 52% من الأسر النازحة فى السودان بحاجة إلى خدمات الحماية والأمن.
ويعيش فى السودان حوالى 10.8 مليون نازح، بينهم 8.1 مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم بعد اندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، كما عبر 2.3 مليون شخص آخرين الحدود بحثًا عن الأمان فى الدول المجاورة.
وأشارت إلى أن ولاية وسط دارفور تعتبر الأعلى فى احتياجات الحماية بنسبة 100%، تليها جنوب وشمال دارفور بنسبة 97%، ثم شرق دارفور بنسبة 90%، وغرب دارفور بنسبة 83%.
وأفادت منظمة الهجرة الدولية بأن 40% من الأسر النازحة داخليًا فى جميع أنحاء السودان، خاصة فى دارفور، بحاجة إلى خدمات حماية الطفل.
وأكدت أن انعدام الأمن الغذائى لا يزال عند أعلى مستوياته، حيث يعيش 97% من النازحين فى مناطق تعانى من انعدام الغذاء الحاد.
وأوضحت أن 99% من الأسر فى ولايات غرب وجنوب وشرق ووسط دارفور، و98% من الأسر فى شمال دارفور، بحاجة إلى الغذاء، مشيرة إلى احتمالية تعرض جميع معسكرات النازحين فى شمال دارفور للمجاعة.