صدر العدد الأسبوعي الجديد من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الكاتب محمد ناصف، وترأس تحريرها الناقدة الدكتورة هويدا صالح.
في مقال رئيس التحرير تكتب "صالح" مقالا بعنوان "الموسيقى والغناء في الشريعة الإسلامية بين الإباحة والتحريم"، وفيه تستعرض موقف الشريعة الإسلامية من هذه القضية من خلال قراءة لكتاب "الموسيقى والغناء في الشريعة الإسلامية" للباحث المغربي محمد بن الأزرق الأنجري، حيث يرى أن الفقهاء في العصور الماضية قاموا بتأليف كتب تناقش هذه القضية، فألف في إباحة الغناء الكثير من الفقهاء مثل: ابن قتيبة الدينوري، وأبو منصور البغدادي، وابن طاهر المقدسي، والغزالي، والأدفوي، وابن دقيق العيد، وكلهم من المبيحين.
وترى "صالح" أن هذه القضية مهمة كونها ما تزال تناقش في عصرنا الحالي، فهي قضية لم تحسم بعد، فنجد للآن من شيوخ المسلمين وعامتهم من يحلل الغناء والموسيقى، كما نجد من يحرمهما أيضا من شيوخ المسلمين وعامتهم.
وفي باب " ملفات وقضايا" يكتب الكاتب الفلسطيني حسن العاصي عن" الحقوق الرقمية"، التي هي في الأساس حقوق الإنسان في عصر الإنترنت. على سبيل المثال، تعد حقوق الخصوصية على الإنترنت وحرية التعبير امتدادا للحقوق المتساوية وغير القابلة للتصرف المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة.
ويطرح "العاصي" أسئلة تكشف عن أهمية هذه القضية، مثل: لماذا تعتبر الحقوق الرقمية مهمة؟ بينما نمارس حياتنا بشكل متزايد عبر الإنترنت - التسوق والتواصل الاجتماعي وتبادل المعلومات - أصبحت حقوقنا الرقمية، وخاصة الحق في الخصوصية وحرية التعبير، أكثر أهمية. نحن بحاجة إلى فهم كيفية استخدام بياناتنا من قبل الشركات والحكومات وعمالقة الإنترنت مثل فيسبوك وجوجل. هل يتم التعامل معها بشكل عادل ودقيق، أم يتم بيعها أو مشاركتها دون موافقتنا؟
وفي باب "كتاب مصر المحروسة" تكتب الدكتورة فايزة حلمي الجزء الثاني من مقال " كيف يمكن للعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة أن يُقَصّرا العمر" وترى الباحثة أننا لم نكن نسأل فقط عن مدى شعور الأفراد المتصلين اجتماعيا، بل وأيضا عن مدى تقديرهم للاتصال الاجتماعي، وفي العديد من العينات، سواء من حيث مقدار الاتصال الاجتماعي الذي يشعر به الأفراد ومدى تقديرهم له، وهذا يجعل العلاقات والحياة المجتمعية أكثر تحديا. كذلك ترى أننا يجب أن نفكر في هذا الأمر في حد ذاته ولأننا رأينا هذه التأثيرات القوية للوحدة والعزلة الاجتماعية، هناك شيء ما في العلاقات، والارتباط الاجتماعي، والحياة المجتمعية، يشكل جوهر ما يعنيه أن تكون إنسانا، وما يعنيه أن تزدهر.
ويكتب الباحث الأردني بشار إدلبي قراءة في باب دراسات نقدية في رواية "حارس خشب السكة" للكاتبة غادة المعايطة، ويبدي إعجابه بجرأتها في مناقشة جزء من سيرتها الذاتية وتاريخ عائلتها بتلك الأريحية والانسيابية، وبتفاصيل قد يُحجم البعض عن مشاركة مضمونها للقراء، فأدركت أن "العفوية" لديها أقوى من "مثبطات" أو "تخوفات" قد تودي بـ"النص" لأن تظل حبيسة "النفس" أو حتى "مذكرات" محفوظة بعيدا عن أعين القراء.
ويؤكد أن الكاتبة كانت بمثابة "الحكواتية" التي تغنى بهم "تاريخنا"، فألقت على مسامعنا حكايات "عميقة" و"لطيفة"، التقاطات ذكية من هنا وهناك، وتوثيق خفيف الظل لأحداث سياسية عربية وعالمية.
أما " كتب ومجلات" فيكتب أكرم مصطفى عن كتاب "التربية الصحية بالمناهج الدراسية" للكاتب سيف بن سعيد الحجي، حيث يناقش تأثير هذه التربية على اتجاهات الطلبة وسلوكياتهم لدعم وتعزيز الصحة. ويرى الباحث أن القارئ العربي يحتاج هذا الكتاب لأن المجتمعات العربية مجتمعات شابة، يغلب عليها نسبة الشباب مقارنة بالمجتمعات الغربية مثلا، لذا يقدم الكتاب الذي جاء في مقدمة وخمسة فصول وخاتمة، عدة إسهامات على المستويين النظري والتطبيقي.
وفي باب مسرح يكتب الكاتب الأردني محمود الدخيل عن سمات "المسرح الشعري العُماني المعاصر" للباحث سعيد بن هديب الوهيبي، يحث يتناول تاريخَ المسرح الشعري العُماني، وموضوعاته، وإرهاصاته التجريبية، مستعرضًا العوامل المؤثرة فيه، مثل: الأحوال الثقافية، ودور المعلمين العرب وغير العرب في إثراء المشهد المسرحي، وأثر المسرح الشعري الغربي فيه. كذلك يكشف الدخيل كيف أن الوهيبي يفرد مساحة لمناقشة أبعاد البناء الفني للمسرحية الشعرية العُمانية من خلال عدد من النماذج. وتكشف فصول الكتاب الذي يمثل دراسة وصفية تحليلية فنية، إلى أي مدى جاء المسرح انعكاسًا للواقع، فوفقًا للباحث: "صوَّر المسرح الشعري العُماني صورة حقيقية للبيئة الاجتماعية العُمانية حينما حمل في جعبته الكثير من الملامح التراثية والمعاصرة".
أما باب خواطر وآراء، فيكتب صلاح صيام مقالا بعنوان "طفولة في الستين/ حيث يسرد قصة أم يونانية تسترد طفلها بعد نصف قرن من البحث، حين رجعت السيدة اليونانية "إيلين" التي ولدت وعاشت في بورسعيد منذ 85 عاما، لزيارة عائلة كانت على علاقة قوية بها قبل سنوات طويلة.
في باب فنون تشكيلية تكتب سماح عبد السلام عن الفنان التشكيلي جلال الحسيني الذي يمتلك قدرة بارعة في التعاطي مع المنظر الطبيعي بصور متباينة ومن ثم تميزت رؤيته عن العديد من الفنانين الذين تعاملوا مع الطبيعة الصامتة والمشاهد الحياتية كأيقونة أساسية في عالم الفن التشكيلي بأسلوب يتسم بالبساطة والاختزال دون الثرثرة على المسطح التي تعيق وصول الرسالة المبتغاة منه.
وترى "عبد السلام" أن رسام المناظر ليس مطالبًا بأن يقدم للمتلقي المشهد الذى يراه بشكل يومي وإلا حينها لن يكون قد قدم شيئاً. لابد أن يكون له وجهة نظر ورأى وهو ما حرص الفنان جلال الحسيني على إبرازه بلوحاته.
في باب آثار يكتب حسين عبد البصير عن رسائل العمارنة و هي مجموعة من المراسلات الدبلوماسية التي تم اكتشافها في تل العمارنة، موقع العاصمة القديمة آخت آتون التي أسسها الملك المصري أخناتون (أمنحتب الرابع) خلال الأسرة الثامنة عشرة (حوالي 1351-1334 ق.م). هذه الرسائل تعود إلى فترة حكمه وتوثق العلاقات الخارجية بين مصر وملوك وأمراء الدول المجاورة. تتكون رسائل العمارنة من حوالي 380 لوحًا طينيًا مكتوبة باللغة الأكادية، التي كانت لغة الدبلوماسية والتجارة الدولية في ذلك الوقت. تشمل هذه الرسائل مراسلات بين البلاط الملكي المصري وملوك وأمراء من بلاد بابل، وآشور، وميتاني، الحيثيين، وكذلك ملوك المدن الكنعانية في سوريا وفلسطين.
الرسائل تتناول المفاوضات والمعاهدات بين مصر والقوى الأخرى، بما في ذلك التحالفات العسكرية والزواج السياسي. تضمنت الرسائل طلبات زواج بين الملوك بهدف تقوية التحالفات بين الدول. كان الزواج بين العائلات الملكية أسلوبًا مهمًا لتعزيز العلاقات الدبلوماسية.