حاكم الشارقة: بدأت العمل على مشروع يثبت أن اللغة العربية هي لغة رب العالمين لآدم

الخميس، 19 سبتمبر 2024 05:33 م
حاكم الشارقة: بدأت العمل على مشروع يثبت أن اللغة العربية هي لغة رب العالمين لآدم حاكم الشارقة
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المعهد الثقافي العربي في مدينة ميلانو الإيطالية.

وكان في استقبال حاكم الشارقة كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والشيخ ماجد المعلا نائب رئيس أول لدائرة الشؤون الدولية في طيران الإمارات، وعبدالله علي السبوسي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الجمهورية الإيطالية، وناصر القحطاني سفير دولة الكويت في الجمهورية الإيطالية، وأحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، والدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور سلطان العميمي رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وعيسى عباس مدير عام هيئة الشارقة للآثار، وعدد من كبار المسؤولين ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية.

واستُقبل حاكم الشارقة لدى وصوله إلى جامعة القلب المقدس الكاثوليكية التي يقع مبنى المعهد الثقافي العربي ضمن رحابها، بعزف فن العيالة الإماراتي الذي قدمته فرقة الشارقة الوطنية.

بدأت مراسم الافتتاح بالتوجه إلى القاعة التي جرى فيها حفل الافتتاح، حيث ألقى حاكم الشارقة كلمة بمناسبة افتتاح المعهد العربي الثقافي، عبر فيها عن سعادته بنجاح العلاقة التي تجمع الشارقة بجامعة القلب المقدس الكاثوليكية وإثمارها افتتاح المعهد الثقافي العربي الذي تحتضنه الجامعة في رحابها، لافتاً إلى أن العلاقة مع الجامعة منذ 7 سنوات شهدت زيارة الكثير من الطلبة والطالبات إلى الشارقة لحضور المؤتمرات والأحداث المتنوعة الثقافية والتعليمية وغيرها، وزيارة وفود من الشارقة للجامعة والمشاركة في فعالياتها وتعزيز التعاون معها.

وقال حاكم الشارقة،  كثير من المساعي وأصحاب العزائم يتوقون أن يخدموا لغتهم ودينهم وجنسهم ولكن تطغى عليهم الأنانية والطائفية والكبرياء ولكن الخضوع لله وما بعده إلا للعلم، وأنا باحث ودارس للغة العربية التي بها عجائب من كلمات ومرادفات تشترك في معنى واحد ظاهرياً أو باطنياً.

وأوضح حاكم الشارقة أن خلال بحثه بين المعاجم والقواميس العربية عن أصول هذه اللغة من حيث نشأتها ومرجعها، وجد من إدعوا أن هنالك لغة تسمى السامية استنبطوها من سام ابن نوح وأن له ابن يسمى آرام وهي أساساً إرم التي على وزن هرم وورم وتعني الأرض المرتفعة التي نزل بها قوم عاد بعد أن كانوا في أطراف عمان وذكرت في قول الله عز وجل (ألمۡ تر كیۡف فعل ربك بعادٍ * إرم ذات ٱلۡعماد) ويقصد بها إرم التي بها الأعمدة وليس آرام ابن نوح.

وقال حاكم الشارقة وضعوا هذه اللغة التي نتحدث بها موضع اللغات الثانية وقالوا كلها تشترك إن كانت حبشية أو عبرية، وأنا لم أقتنع بذلك وبدأت ابحث، ففي قول الله عز وجل (وإذۡ قال ربك للۡملـٰۤىٕكة إنی جاعلࣱ فی ٱلۡأرۡض خلیفةࣰۖ) أي الارض كانت خالية، وفي قوله سبحانه وتعالى (وعلم آدم ٱلۡأسۡماۤء كُلها) أي آدم عالم بكل شيء لأنه موجه من الله سبحانه وتعالى.

وأضاف حاكم الشارقة قيل إن آدم نزل هو وحواء من شرق إفريقيا ومن هناك انتشروا، وقيل أقرب مكان لمن انتشروا هو الجزيرة العربية وقد عبروها في دقائق ذلك الوقت، وأخذت ابحث في كل الدراسات وبكل دقة حتى وجدت أن هذه الآثار الأولية لأبناء آدم تكتشف في الشارقة من بروفيسور هانز من جامعة تيوبنج، وكانت الهجرات لا ترمز إلى عبورهم في الجزيرة هنا، ولكن بعد هذا الاكتشاف تم تصحيح الخرائط القديمة، ووضع خط أحمر يخرج من شرق إفريقيا إلى الجزيرة العربية حتى يصل إلى الشارقة، وهذا فخر للشارقة أن يكون بها الأوائل من أبناء آدم.

وأشار حاكم الشارقة إلى أن نتيجة بحثه وجد أن اللغة العربية هي نفسها اللغة التي خرجت إلى الجزيرة العربية، معبراً سعادته الكبيرة مع كل اكتشاف يؤكد أن هنالك كلمات عربية أصيلة قد لا تستعملها الشعوب العربية لقدمها ولكنها موجودةً في القواميس، لافتاً إلى جهود إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية الذي سيكون في 125 مجلدا، يحتوي كل منهم على 750 صفحة، وسيفسر المعجم ما وجد في قاموس اللغة اللاتينية المترجم إلى العربية.

واختتم حاكم الشارقة كلمته، قائلاً : أنا الآن في بداية العمل على 5 مجلدات للقاموس اللاتيني، آمل أن يصدر هذا القاموس ليبين فيه القاموس العربي إلى اللاتيني وحتى تبرز الكلمة، وهذا مشروع كبير يثبت أن اللغة العربية هي لغة رب العالمين لآدم وهذه اللغة هي التي وجه بها رب العالمين جدنا آدم ليعمر هذه الأرض، ونحن نأمل أن نعمر الأرض ولا نخربها بل نمد يدنا للتعاون في المجالات الإنسانية وليس في المجالات التخريبية، ونحمي هذه الثقافة أكانت عربية أم ايطالية أم لاتينية أو أي ثقافة نحافظ عليها من العبث، وما يحدث من عبث آلمنا كثيراً فما شاهدناه في المهرجان الذي أقيم في باريس من تشويه لسيدنا المسيح عليه السلام، ولصورة نحن وغيرنا لا يقبلها، ومن هنا نحتج ونعلي صوتنا لا للعبث لا للعبث لنحمي لغتنا وعقائدنا وثقافتنا فهذه الخطوات مطلوبة لكل إنسان يريد أن يعيش على هذه الأرض في سلام.

وألقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب كلمة خلال حفل الافتتاح عبرت فيها عن سعادتها باللحظة التاريخية لافتتاح معهد الثقافة العربي في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو، مؤكدةً أن هذه المناسبة الهامة هي تجسيدٌ عمليٌ للإرادة الصادقة والرؤية الدائمة في تعزيز الحوار الثقافي والتعاون الأدبي بين الشارقة والعالم بأسره، والتواجد هنا اليوم يعني بداية فصلٍ جديدٍ في مسيرة الشارقة الثقافية والأدبية، مسيرةٌ تمضي بها الشارقة لتتخطى الحدود وتعبر القارات براية الأدب الذي طالما جمع القلوب ووحد العقول منذُ الأزل.

وأوضحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي أن التزام حاكم الشارقة الثابت بتعزيز الثقافة والتعليم كان وما زال حجر الزاوية في إنجازات الشارقة المميزة في العلم والأدب، والتي جعلت الشارقة محط أنظار العالم لتفوز بالاعتراف العالمي كمنارة للمعرفة والإبداع والتبادل الثقافي حيث حصلت الشارقة لقب العاصمة الثقافية للعالم العربي عام 1998، وبعد ذلك الإنجاز، وضعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عام 2014 على صدر إمارة الشارقة وسام عاصمة الثقافة الإسلامية تقديراً لها على إسهاماتها المميزة في المجال الثقافي محلياً وعربياً وإسلامياً. وفي عام 2019، حصدت وساماً آخراً من اليونسكو عندما تم اختيارها عاصمةً عالميةً للكتاب، مضيفةً أن افتتاح هذا المعهد هو امتدادٌ لهذه المسيرة، وهو جُزءٌ مهمٌ من استراتيجية هيئة الشارقة للكتاب التي تلعبُ دوراً كبيراً في تنفيذ الرؤية الثقافية لإمارة الشارقة عبر بناء الشراكات حول العالم وإقامة العديد من الفعاليات الثقافية العالمية مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومؤتمر الناشرين وغيرهما مما يُساهمُ في بناء جسورٍ ثقافيةٍ متينةٍ بين الشرق والغرب.

وقالت رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب،  إن معهد الثقافة العربي هو جسر يربط الشرق بالغرب، وهو منصة للدبلوماسية الثقافية، ومركز لتعزيز التواصل الأدبي وملتقى لحوار الحضارات، إن هدفنا هو خلق بيئةٍ تزدهر فيها الأفكار حيث يجتمع الكُتاب والناشرون من خلفياتٍ ثقافيةٍ متنوعةٍ لتبادل قصصهم، وحيث يتم الاحتفاء بالتراث الأدبي الغني للعالم العربي واستكشافه من قبل جمهورٍ جديد، اليوم نحن بحاجة إلى رسائل السلام والتعاون والتفاهم أكثر من أي وقت مضى كي نضمن أننا سنترك هذا العالم في حالة أفضل للأجيال القادمة. نعم.. سيكون هذا المعهد منارةً لهذه القيم، فبين جدرانه سيتعزز التبادل الثقافي ويزدهر الاحترام المتبادل.

وأضافت  نحن فخورون بالتعاون مع الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس، المؤسسة التي تشاركنا قيمنا في التعليم والتبادل الثقافي والنمو الفكري، إن هذا التعاون يمثل روح الشراكة التي يسعى معهد الثقافة العربي لتعزيزها، شراكة تتجاوز الحدود وتوحدنا من خلال حبنا المشترك للأدب والثقافة، وفي هذا السياق، أود شكر الجامعة والقائمين عليها على شراكتهم وتعاونهم في افتتاح هذا المعهد الذي سيصبح حلقة وصل حيوية في سلسلة التواصل الثقافي العالمي بين إمارة الشارقة وإيطاليا، وأريد أن أؤكد لكم بأن دوركم في تعزيز هذه الجسور الثقافية دور أساسي نعول عليه الكثير ونثمنه بشكلٍ كبيرٍ جداً.

واختتمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي كلمتها بالتأكيد على أن رسالة الشارقة واضحة في تعزيز التعاون الأدبي بين الشرق والغرب، وتسهيل وتقوية التبادل في عالم النشر والكتاب بين الشارقة والعالم، وتشجيع ودعم السفراء الثقافيين، وكذلك بناء مجتمع واسع من الشراكات العالمية، بالإضافة إلى هدف المعهد في جذب أصوات جديدة واستقطاب أقلام رائدة إلى الساحة الثقافية الحيوية في الإمارات العربية المتحدة وخلق فرص للتبادل الثقافي التي سينعم بثمارها الجميع.

وألقت الدكتورة إيلينا بيكالي رئيسة جامعة القلب المقدس الكاثوليكية كلمة رحبت خلالها بحاكم الشارقة والوفد المرافق له في رحاب الجامعة لافتتاح المعهد الثقافي العربي، مؤكدةً أن المعهد لا يعد مركزًا ثقافيًا وتعليميًا جديدًا فقط، بل مبادرة هامة وخطوة ستعزز بشكل أكبر التعاون المثمر الذي أقامته جامعة القلب المقدس الكاثوليكية منذ فترة طويلة مع العالم العربي، وبوجه الخصوص مع إمارة الشارقة.

وتخلل حفل الافتتاح محاضرة شارك فيها الدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور إغناطيوس غوتيريث أستاذ اللغة والأدب العربيين ورئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة أوتونوما في مدريد، وأدارها الدكتور وائل فاروق أستاذ اللغة العربية وآدابها ودراساتها الثقافية في "جامعة القلب المقدس الكاثوليكية"، وتناولت محاضرة الدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة دور المعجم التاريخي في صناعة الملكة اللغوية، بدأها بالحديث حول أهمية اللغة فهي لدى كل قوم، وفي كل مجتمع إنساني وسيلة التواصل، وأداة التفاهم، وهي محل عناية الدارسين وموضعُ تأمل الباحثين على تعاقب العصور وتتابع الدهور، وتعد اللغة صانعة الفكر، وحاملةُ الهوية، وأداة التواصل، ووسيلة الإبداع، فاللغة أساس كل إبداع واختراع، وبدون لغة لا توجد كتابة ولا طباعة، ولا إذاعة، ولا حاسوب، وكل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لا وجود لها بدون لغة، مشيراً إلى قول سقراط لتلميذه: "تكلم حتى أراك"، وقول زهبر بن أبي سلمي لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه …. فلم يبق إلا صورةُ اللحم والدم.

وقال المستغانمي  في شأن اللغة العربية، فإن تعليمها لأبنائها وللناطقين بغيرها يمُر بظروف صعبةٍ شديدة، ومُشجعة مُحفزة في الوقت نفسه؛ إذ يشهد العالم المعاصر تنافساً كبيراً بين اللغات العالمية، ونهضةً قويةً في ميدان تعليمها والتمكين لها انتشارا وانحسارًا، والواقع المعقد الذي نحياه يكشف عن ضعف لغوي شديد لدى كثير من المتكلمين باللسان العربي، وقد تشاركت عوامل كثيرة في تكوين هذا الضعف، واغتدى كل مهتم بشأن العربية الفُصحى وأضحى، وأصبح وأمسى باحثاً عن سُبُل للعودة بالعربية إلى مجدها التليد، والاهتداء إلى طرائق ناجعة مفيدة لتحبيب أبناء الأجيال المعاصرة فيها، وتمكينهم من حسن التحدث بها وتجويد الكتابة بها.
 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة