قام علماء الآثار من متحف لندن للآثار (MOLA) بحفر بقايا بئرين رومانيين قديمين تم اكتشافهما لأول مرة أثناء أعمال الطرق في المملكة المتحدة، ويبدو أن كلا البئرين قد تم بناؤهما بين 43 و 150 ميلادية، خلال ذروة الحملات الإمبراطورية الرومانية إلى قلب بريطانيا، وفقا لما نشره موقع" news.artnet".
بدأت أعمال الطريق في ديسمبر 2023 ومن المتوقع أن تستمر حتى عام 2027، ولأن المشروع يغطي منطقة مليئة بمواقع التراث الوطني، يتعاون عمال البناء مع علماء الآثار الذين يقومون بمسح الأرض للعثور على القطع الأثرية واسترجاعها.
البئران الرومانيان هما الأحدث في سلسلة من الاكتشافات المثيرة ، ففي وقت مبكر من عام 2021، اكتشف علماء الآثار بقايا مزرعة يعود تاريخها إلى العصر الحديدي، بين 700 قبل الميلاد و43 بعد الميلاد. وتشير القطع الأثرية الأحدث والأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية إلى أن المنطقة ظلت مأهولة بالسكان حتى فترة طويلة من العصر الروماني. على سبيل المثال، عثر علماء الآثار على بقايا مجفف ذرة، وهو جهاز يشبه الفرن يستخدم لتجفيف المحاصيل وحفظها.
تشمل الاكتشافات الأخرى حول منطقة بيدفوردشاير-كامبريدجشاير خاتمًا فضيًا وعدة شظايا من الفخار، وتحديدًا فخار ساميان، وهو نوع فاخر من الفخار الروماني ذو القيمة العالية لسطحه الأملس ولونه البرتقالي الساطع والذي ربما تم إنتاجه في بلاد الغال أو فرنسا.
وبالنظر إلى موقعها تحت الأرض، فلا ينبغي أن يكون من المستغرب أن يتم اكتشاف الآبار في آخر الأمر، فهي في حد ذاتها دليل على النمو السكاني والقدرة الصناعية للمستوطنة، ومن الواضح أنها نمت من مزرعة صغيرة من العصر الحديدي إلى مركز تجاري روماني كامل التجهيز ومغلق يضم عمال المعادن والنجارين وعمال الأخشاب، الذين كانوا جميعًا بحاجة إلى الوصول إلى المياه.
كان أقدم البئرين محفورًا بعمق 28 قدمًا تقريبًا، أي ارتفاع مبنى من طابقين، على الرغم من احتوائها على بقايا سلم خشبي، انهار هذا البئر الأول قبل أن يتمكنوا من استخدامه".
أما البئر الثانية الأحدث، والتي بُنيت داخل حاوية، فقد كانت مختلفة تمامًا. وتشير بقايا بنائها إلى أن الرومان اتخذوا تدابير إضافية لمنع انهيارها بالإضافة إلى تبطين الجزء الداخلي بألواح خشبية لتعزيز سلامتها البنيوية، حيث بلغ عمقها 21 قدمًا فقط تحت الأرض.
الحفريات تعثر على بئرين رومانيين فى إنجلترا
اكتشاف بئر رومانى
