فورين بوليسى: نتنياهو هو العقبة أمام إنهاء أزمة الرهائن ولكن بايدن لديه الحل

الإثنين، 02 سبتمبر 2024 05:00 ص
فورين بوليسى: نتنياهو هو العقبة أمام إنهاء أزمة الرهائن ولكن بايدن لديه الحل نتنياهو
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سلطت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية الضوء، على استمرار أزمة الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين فى غزة مع اقتراب مرور نحو عام على أحداث 7 أكتوبر 2023 ، وسط فشل الرئيس الأمريكى جو بايدن فى دفع إسرائيل وحركة حماس على قبول صفقة وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الرهائن والأسرى على الرغم من دعوته منذ أشهر الى اتمام تلك الصفقة.


وفى مقال تحليلى لميكى بيرجمان الرئيس التنفيذى لمنظمة (جلوبال ريتش) ، وهى منظمة أمريكية غير ربحية تساعد فى إعادة الأمريكيين المختطفين أو المعتقلين فى الخارج، وهو مؤلف كتاب "قصص حقيقية عن مفاوضات عالية المخاطر لتحرير الأمريكيين المحتجزين فى الخارج" ، أكد بيرجمان على "أن الوقت قد حان للاعتراف بأن الأساليب التى استخدمتها إسرائيل وواشنطن حتى الآن للإفراج عن الرهائن الـ 101 المتبقين المحتجزين فى قطاع غزة ، بمن فيهم أربعة مواطنين أمريكيين ، فشلت جميعها".


وأضاف "لقد فشل بايدن فى دفع إسرائيل وحماس الى قبول وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى على الرغم من أشهر من الحث على ذلك ، بينما لم تحقق محاولات الإنقاذ الإسرائيلية نجاحا يذكر ، فقد أعلنت إسرائيل يوم الأحد أن قواتها عثرت خلال عملية عسكرية قامت بها مؤخرا ، على ستة رهائن قُتلوا على يد خاطفيهم ، بمن فيهم هيرش جولدبيرج - بولين، وهو إسرائيلى أمريكى ، كان قد تحدث والداه فى مؤتمر للحزب الوطنى الديمقراطى الشهر الماضى.


وتابع بيرجمان "هناك نقطتان أساسيتان يجب توضيحهما، أولا ، إن حماس وقائدها فى قطاع غزة ، يحيى السنوار، هما المسؤولان عن الرهائن فى غزة؛ وثانيا، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لديه القدرة على تأمين إطلاق سراحهم ولكنه اختار مرارا عدم القيام بذلك".


واستطرد "منذ ديسمبر الماضي، كان هناك مقترح مطروح على الطاولة لتبادل الرهائن مع الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل ، وهو مقترح يستند إلى وقف إطلاق النار ومسار لتسوية دبلوماسية للحرب ، إنها الصيغة الوحيدة التى يمكن بها أن تضمن إسرائيل عودة جميع الرهائن من غزة".


وأضاف "ولكن الآن، فلن يوافق السنوار على إجراء تغييرات فى الخطوط العريضة الأساسية للصفقة، وخلافا لادعاءات نتنياهو، فإن الضغط العسكرى لا يجدى نفعا معه، فى الحرب يجب أن تفهم خصمك ، وبالنسبة للسنوار، فإن ارتفاع عدد القتلى فى غزة بكل ما يصاحبه من ألم، يعزز فى الواقع مصلحته الأساسية : فهو يزيد من نزع الشرعية عن إسرائيل على الصعيد الدولي".


ومضى بالقول "فى حين أنه من الواضح أن السنوار يبذل جهودا كبيرة لحماية حياته، إلا أنه يفضل الموت على التخلى عن الرهائن دون تأمين نهاية للحرب فى غزة ، أما بالنسبة لنتنياهو، فهو ليس مهتما حقا بصفقة رهائن ، لأن ذلك يعرض بقاءه السياسى للخطر ، وطالما أن هناك رهائن فى غزة، فلديه مبرر لمواصلة الحرب ، وطالما أن الحرب مستمرة ، فبإمكانه إبعاد المطالب بلجنة تحقيق وانتخابات مبكرة وتصفية حسابات سياسية أوسع".


واستطرد ميكى بيرجمان " لقد شهد نتنياهو على أكبر خسارة خلال أقل من أربعة وعشرين ساعة فى أرواح المدنيين اليهود منذ المحرقة ، وطريقه الوحيد للنجاة سياسياً هو إدامة الحرب ، وفى الوقت الذى يتشدق فيه نتنياهو بالرهائن وبجهود بايدن نيابةً عنهم، فإنه يعمل بنشاط على تخريب أى فرصة للتوصل إلى اتفاق من شأنه عودة الرهائن ووقف إطلاق النار".


وتابع "لقد حال نتنياهو دون التوصل إلى اتفاق طوال عملية التفاوض من خلال تقديم مطالب جديدة بشكل متكرر ، وآخر مثال على ذلك هو إصراره على إبقاء قوات إسرائيلية على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر".


وأضاف "على الرغم قال نتنياهو إن الاحتفاظ بالممر ضرورى لمنع حماس من إعادة التسلح، بيد أن إسرائيل لم تكلف نفسها عناء السيطرة على محور فيلادلفيا إلا بعد تسعة أشهر من الحرب".


وأشار إلى أن نتنياهو أيضا أمر باتخاذ إجراءات عسكرية استفزازية فى عدة مراحل عندما بدا أن المفاوضات قد تتقدم، ففى أوائل يناير الماضي، عندما كانت صفقة الرهائن بدأت تكتسب زخماً، قرر نتنياهو اغتيال نائب قائد حماس صالح العارورى فى بيروت ، ما أدى إلى توقف المحادثات، وفى أوائل أبريل الماضي، وفى الوقت الذى حققت فيه الولايات المتحدة ومصر وقطر انفراجة فى صفقة الرهائن، أدى هجوم إسرائيلى فى شمال غزة إلى مقتل ثلاثة من أبناء وأربعة من أحفاد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، وتوقفت المفاوضات مجددا، ولذا يمكننا القول أن نهج نتنياهو واضح لا لبس فيه".


ومضى بيرجمان يقول "حاولت واشنطن إلزام نتنياهو عدة مرات على مدى الأشهر القليلة الماضية بالتوصل إلى اتفاق، من خلال اجتماعات خاصة مع بايدن أو أعضاء فريقه، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى عاد ليغير مسار المفاوضات علنًا".


وأضاف "لقد شاركت فى مفاوضات الرهائن لفترة طويلة، ولذا يمكننى القول إنه عندما تكون هناك فجوات بين الأطراف وتريد أن تنجح المفاوضات، فإنك تؤكد على الأرضية المشتركة فى تصريحاتك العلنية ، أما إذا كنت تريد للمفاوضات أن تفشل، فإنك تتحدث علنا عن الفجوات، ولذا من الصعب تجاهل حقيقة أن نتنياهو لا يتحدث أبدا علنا إلا عن الفجوات".


واستطرد "على الرغم من أن مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قد وصلت إلى طريق مسدود، إلا أن هناك طريقة أخرى، وهى أن يضع بايدن صفقة الرهائن الشاملة جانباً، فى الوقت الراهن ، وأن يركز على إعادة الأمريكيين الأربعة المحتجزين فى غزة، ويجب أن يفعل ذلك بسرعة، قبل أن يُقتلوا هم أيضًا نتيجة لسياسات نتنياهو التى تخدم مصالحه الشخصية فحسب، ذلك ومن خلال محاولة التوصل إلى اتفاق محدود مع حماس، مما قد يكسر الجمود ويدفع الطرفين نحو اتفاق أوسع نطاقًا".


وتابع بيرجمان "من المؤكد أن وضع الرهائن الإسرائيليين جانباً فى الوقت الحالى والسعى إلى اتفاق أصغر بكثير سيكون مؤلما للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية بالتأكيد، حيث تصنف الولايات المتحدة حماس كجماعة إرهابية وتتبع واشنطن سياسة عدم تقديم تنازلات عندما يتعلق الأمر بالرهائن الأمريكيين، وأى مفاوضات يجب أن تكون غير مباشرة، ولكن المفاوضات الحالية هى بالفعل غير مباشرة ، بوساطة مصرية وقطرية ، وغالباً ما يكون بناء قناة اتصال هو الجزء الأصعب من المفاوضات ، وفى هذه الحالة، فهى موجودة وقائمة بالفعل".


وأضاف "فيما يتعلق بشروط الصفقة، قد يتساءل البيت الأبيض عما يمكن أن يقدمه لحماس مقابل الأمريكيين، ففى نهاية المطاف، لا تستطيع واشنطن وقف الحرب، كما أنها لا تملك أسرى من حماس لإطلاق سراحهم، وهنا سيكون الذكاء العاطفى هو الحل، فلن يتعلق هذا النوع من الصفقات بما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لحماس ، على الرغم من أن المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى غزة يمكن أن تكون مشمولة فى الصفقة، وبدلاً من ذلك، سيكون الأمر متعلقاً بالمكاسب الاستراتيجية التى ستجنيها حماس من خلال عقد صفقة مع الولايات المتحدة".


واستطرد "من وجهة نظر حماس، من المحتمل أن يؤدى الاتفاق إلى تأجيج التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة ، وبالتالى تعزيز مصالح الحركة ، ومن شأنه أن يكشف النقاب عن دور نتنياهو كمعرقل للاتفاق، فالأمريكيون الأربعة المحتجزون فى غزة هم أيضاً مواطنون إسرائيليون ، ومن شأن إطلاق سراحهم أن ينعكس سلبا على نتنياهو، ما يؤكد أن بايدن كان على استعداد للقيام بالمزيد من أجل الإسرائيليين أكثر من نتنياهو نفسه".


واختتم الرئيس التنفيذى لمنظمة (جلوبال ريتش) مقاله بالقول "يمكن أن يصور خصوم بايدن السياسيون هذه المبادرة على أنها خيانة لإسرائيل فى لحظة حساسة، قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل ، ولكن يمكن للإدارة الأمريكية أن تقدم حجة قوية فيما يتعلق بمسؤوليتها عن حماية أرواح المواطنين الأمريكيين بعد عام تقريبا من الدبلوماسية، فضلا عن مثل هذا الاتفاق ، أو حتى مجرد الحديث عنه من جانب واشنطن ، قد يجبر نتنياهو على قبول الإطار الأوسع لصفقة الرهائن، وخاصة مع تزايد الضغط من الشارع الإسرائيلى من أجل قبول الصفقة".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة