وقد عثر على كرسي العرش ملفوفًا بالكتان أسفل أحد الأسرة داخل الحجرة الأمامية، ويعتبر من أهم القطع الأثرية الملكية التي عثر عليها داخل المقبرة، وقد نتصور أن الملك توت عنخ آمون، يجلس على كرسي العرش وهو يستقبل السفراء الأجانب والوفود التي تأتي لمصر..
وقد صنع هذا الكرسي من الخشب ومكسي بشرائح ذهبية وبه زجاج وفيانس وفضة ويصل طوله إلى حوالي 104سم، وفي الخلف سوف نجد الملك يجلس على كرسي العرش صورة من نفس هذا الكرسي، وسوف تشاهد هنا الملك وهو يلبس جونلة طويلة وجزء من جسمه عاري، ويضع على صدره عقد عريض، ويلبس باروكة قصيرة، ويضع يده اليسرى على قدمه اليسرى واليمنى فوق الكرسي من أعلى، وفوق الرأس يوجد غطاء الرأس المعروف باسم "تاج" أتف، ويضع قدميه على منصة عالية، وقد يكون ممثل عليها أعداء مصر وهو يطأ بقدميه عليها صورة رمزية لانتصاره على الأعداء، ونشاهد زوجة الملك "عنخ إس إن آمون" تقف أمامة وهى تقوم بدهنه بزيت موجود داخل آنية من الفضة وتلبس الملكة روب واسع، وعلى رأس الباروكة النوبية الشهيرة، وقد يكون تقليداً لما يلبسه النوبين الذين يشتركون في جيش الملك، وعلى الرأس نجد تاج عليه ريشتين وبينهما قرص الشمس، وسوف نجد خلف الملكة مسند على عقد واسع يشبه ذلك الذي يلبسه الملك أما جسم الملك والملكة شغل بالزجاج الداكن الأحمر وهذا ما يشكل به مناظر الرجال عموماً، أما بالنسبة والملكة.
أما بالنسبة للنساء فنجد أن جسمهن ممثل بالجلد المذهب الأصفر، وذلك لأنهم يقضون معظم وقتهم داخل المنزل وخاصة النبلاء ولا يتعرضون للشمس، عكس الرجال الذين يعملون خارج المنزل تحت أشعة الشمس، ونجد أعلى الملك والملكة قرص الشمس الذي يمثل الإله "آتون" وتنزل منه أيدي الأشعة، ولذلك نجد أن "آتون" الممثل قوته خلف الملك والملكة، ويعتقد بعض العلماء أن منظر الملكة وهى تنحنى أمام الملك وتدهن جسمه بالزيت يدل على الحب الذي يجمع بين الملك والملكة، ولذلك فإن "آتون" يقدم لهم الحياة على شكل علامة الحياة "عنخ"، وسوف نجد أن أيدي كرسي العرش تتكون من الكوبرا المجنحة تلبس التاج المزدوج لمصر العليا والسفلى، وبين كل أجنحة الثعابين نجد خرطوش باسم الملك، وهناك كوبرا صغيرة داخل المكان واحدة على اليمين تلس تاج ذهبي طويل وهو التاج الأبيض للجنوب، والكوبرا على الشمال تلبس تاج ذهبي قصير وهو يمثل التاج الأحمر للوجه القبلي، ويعتقد أن كرسي العرش الرائع يعود إلى بداية عصر الملك توت عنخ آمون"، وخاصة لوجود اسم الولادة للملك والملكة وهو "توت عنخ آمون"، وهو الشكل الحي لـ "آتون" و"عنخ إس با "آتون" والتي سوف تحيا من أجل "آتون"، وذلك واضح في خلف الكرسي وهذا يوضح أن كرسي العرش قد صنع في العمارنة أي في السنوات الأولى التي عاش فيها الملك مع الملكة قبل أن ينتقلا إلى طيبة، ولذلك أقول أن هذ التابوت تحفة فنية رائعة مع القناع والتابوت الداخلي من الغريب أن المعرض الذي سافر من مصر وبه خمسة وخمسين قطعة نادرة بينهم القناع فقد رفض أمناء المتحف سفر كرسي العرش وهنا تأتي علامة تعجب!