شهد لبنان، انفجارات ضخمة لأجهزة النداء الآلي "البيجر" لأعضاء حزب الله، ما أثار تساؤلات واسعة حول كيف تم تنفيذ هذه الانفجارات، خاصة وأنها أحدثت أضرارا بالغة وتسببت في مقتل 37 شخصًا وإصابة حوالي 3 آلاف آخرين، كما أثارت تساؤلات حول سبب اعتماد حزب الله على هذه الأجهزة ذات التكنولوجيا القديمة.
قال الدكتور خالد شريف، عضو لجنة حماية حقوق المستخدمين التابعة لجهاز تنظيم الاتصالات، ومستشار وزير الاتصالات الأسبق، إن السيناريو الأقرب لتفجير أجهزة النداء "البيجر" لعناصر حزب الله من خلال زرع أجهزة تفجير خلال التصنيع؛ لأنه الأنسب من الناحية الفنية والهندسية، إذ يمكن زرع جهاز متفجر صغير الحجم شديد الانفجار خلال تصنيع "البيجر" على أن يتم تفجيره عن بعد.
استبعد "شريف"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، سيناريو وجود اختراق سيبراني لأجهزة "البيجر" تسببت في ارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم في البيجر؛ لأن انفجار البطارية يتطلب درجة حرارة مرتفعة جدًا، ووقتها سيشعر حامل الجهاز بهذه الحرارة قبل الانفجار.
وأضاف أن تسخين بطاريات الليثيوم لدرجة حرارة مرتفعة أمر صعب، حتى ولو حدث سيتسبب في حريق مكونات الجهاز، ولكن الانفجار أمر نادر الحدوث، في حالة وجود غازات داخل البطارية فقط، كما أن انفجار بطارية الليثيوم لا يتسبب في وفاة ولكن ينتج عنه حريق فقط.
من جانبه رجح عمرو فاروق، خبير أمن المعلومات، انفجار أجهزة النداء لأفراد حزب الله جاء من خلال تفخيخها قبل توزيعها على حامليها، مضيفًا أن السيناريو الأقرب هو زرع جهاز متفجر صغيرة داخل أجهزة النداء خلال تصنيعها.
أضاف "فاروق"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم تفعيل أجهزة التفجير داخل "البيجر" من خلال تسخين البطارية لدرجة مرتفعة مما ينتج عنه شرارة تسبب في انفجار المواد المفجرة داخل "البيجر".
وشهدت لبنان على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، انفجارات لأجهزة الاتصالات اللاسلكي المحمول ومنها "البيجر" التي يستخدمها عناصر حزب الله، مما تسبب في مقتل 37 شخصًا وإصابة حوالي 3 آلاف آخرين، وفق بيانات رسمية.
وتعتمد عناصر حزب الله، على أجهزة البيجر في التواصل؛ لأن لها قدرات محدودة في توصيل البيانات دون الكشف عن موقع صاحبها، أو تسريب أي معلومات، وأوقفت استخدام الهواتف المحمولة الذكية حتى لا يتم تتبع تحركات أعضائها.
وظهر جهاز النداء "البيجر" لأول مرة عام 1921 عندما استخدمته إدارة شرطة ديترويت لاستدعاء أفراد الشرطة، وبعدها حصل "آل جروس" على براءة اختراع بهذا الجهاز.
ويعمل جهاز النداء "البيجر" من خلال استقبال وعرض رسائل نصية أو صوتية رقمية في النسخ المتطورة، وذلك من خلال إصدار صوت تنبيه عندما يستقبل إشارة بوجود اتصال تليفوني بالشخص الذي يحمله، ويرد المرسل بإعادة إرسال الإشارة مرة ثانية.
ويستخدم بصورة واسعة داخل المستشفيات، حيث يعتمد عليه في استدعاء أفراد الطاقم الطبي من خلال إصدار إشعارات واهتزازات على أجهزة النداء للتوجه للأماكن المطلوبة دون إحداث ضوضاء للمرضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة