لاشك أن منطقة الشرق الأوسط باتت على برميل بارود قابل للاشتعال في ظل مواصلة الحكومة المتطرفة لإسرائيل على توسع جبهات الحرب، والقيام بعمليات نوعية كتفجيرات أجهزت الاتصال اللاسلكى التي تعد بمثابة عقاب جماعى للشعب اللبناني بل إبادة جماعية وجريمة حرب في حق اللبنانيين تضاف إلى جرائم الحرب التي ترتكب يوميا في حق الفلسطينين من قبل كيان لا يعرف إلا القتل والقصف ولا يحترم لا الإنسانية ولا قرارات الشرعية الدولية، كيان أتى به بفعل شيطانى ليكون فوق القانون منذ نشأته وحتى الآن.
لذا، قام الكيان المحتل بجريمته الشنعاء ضد شعب لبنان وليس ضد حزب الله كما يدعى، لكن رغم ذلك يعيش حالة من غرور القوة، إلا أن كل المعطيات تؤكد أنه في ورطة كبيرة، لأن ببساطة بسبب الصعيد مع حزب الله هناك تم تهجير أكثر من 100 ألف إسرائيلي من الشمال وهم الآن إما في الملاجئ أو في الخيام أو قاموا بالهجرة خارج تل أبيب، خلاف ضرب السياحة والاقتصاد في المنطقة، وهو ما وضع مزيدا من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للالتفات أكثر لجبهة الشمال.
غير أن إضافة نتنياهو هدف جديد لحربه على غزة وهو ضرورة عودة سكان الشمال فى أمان وهو في الأساس لم ينجح في الأهداف الثلاثة في غزة رغم ارتكاب جرائم حرب ومرور عام على الحرب، فلا هو اللى استطاع السيطرة على القطاع ولا هو استطاع القضاء على المقاومة الفلسطينية ولا هو استطاع استعادة الرهائن والمحتجزين، ثم يضيف هدف جديد وهو يعلم أن حزب الله لن يسمح بذلك طالما لم تتوقف الحرب على غزة، خاصة بعد تضحياته واغتيال عدد كبير من عناصره وبعد تفجيرات لبنان الأخيرة الذى اعتبرها ضربة موجعة ولابد من الرد عليها.
لذلك، أعتقد أن الحسابات تتعقد وأن اختراق سياسة التصعيد المحسوب بات وشيكا للغاية، خاصة أن نتنياهو يريد الاستفادة من زخم الحرب لفرض قواعد جديدة على الحزب، لضمان أمن المستوطنين في الشمال، كانسحاب الحزب ومنع أي وجود عسكري ولوجيستي للمقاومة على مسافة كافية من خطوط الهدنة، وغيرها من التصورات والضمانات التي من الصعب تحقيقها.
لكن اختراق التصعيد المحسوب يعنى فشل للولايات المتحدة، وأعتقد أن حالة غرور القوة لدى إسرائيل هو من سيضعها هي والولايات المتحدة في مأزق كبير وورطة أكبر ويؤدى في نهاية المطاف إلى حرب إقليمة الكل سيدفع ثمنها وأولها الكيان المحتل ثم الولايات المتحدة وأيضا فرنسا التي تعتبر لبنا قاعدة نفوذ لها في الشرق المتوسط، لأن ليس من المنطق ولا من التاريخ ولا من الدين ولا من سنن الكون أن تنتصر الوحشية على الإنسانية أو ينتصر الباطل على الحق أو تنتصر القوى الاستعمارية على المقاومة وأصحاب الأرض.. واسألوا التاريخ