تبقى أيام الطفولة في حياة الإنسان، هي الأجمل والأفضل، والذكريات الأبقى، حيث يعيشها الشخص دون تفكير أو قلق، يفعل ما يريد، لا عتاب عليه ولا لوم، الابتسامة لا تفاروق الوجوه، والقلوب صافية بيضاء لا تحمل غل ولا حقد لأحد.
هذه الطفولة البريئة، لا ينبغي أن نلوثها بالانترنت، فاتركوا الصغار يلعبون، يلاحقون الفراشات يقطفون الأزهار في شقاوة، يسابقون النهر، وحين يتعبون يتوسدون العشب الأخضر.
اجعلوهم يعيشون اليوم بيومه بل الساعة بساعتها، لا يأخذهم التفكير، ولا التخطيط لغد، ولا يفكرون كيف سيكون وماذا سيعملون، لا تزعجوا عالمهم الرائع النقي بالانترنت ومشاكله.
للآسف، البعض يتركون أطفالهم فريسة للانترنت ـ ولا أبرىء نفسي ـ يستغلون اندماج الصغار عليه، يعتقدون أنه وسيلة للتخلص من "زنهم"، يتركوهم بالساعات الطويلة، يقضون معظم يومهم عليه، يشكل أفكارهم، ويسيطر عليهم بشكل كبير.
الأمر جد خطير، في ظل غياب بعض الأسر، وسط مشاغل الحياة العديدة، ثم يكتشفون فجأة أن فلذات الأكباد يعانون من مشاكل عديدة، ما بين ابتزاز وانتهاك خصوصية، وتهديد وسلب للعقول، وفيديوهات صادمة.
لا تتركوا صغاركم فريسة للانترنت، اجعلوهم يعيشون طفولتهم الطبيعية، في ضحكتهم زرقة السماوات، واتساع البحور، ولمعان الأنجم، وفيها سلسبيل يجرى، ورائحة الأرض لما زارها المطر .
علموهم، أن الطفولة ربيع وزهر، وأكاليل ياسمين تتقلد جيد الحياة فتكون زينة لها، اجعلوهم يستمتعون بها، قبل أن تولي هذه الأيام، فعالم الطفولة لا يفهمه إلا من عاشه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة