مها عبد القادر

الشباب.. طريق التقدم والازدهار

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024 05:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك غاية رئيسة تؤديها الدولة باحتراف ودقة متناهية كى تحدث استثمارًا حقيقيًا فى الجانبين المادى والبشري؛ حيث من الأهمية بمكان العمل على تأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات والمعارف المطلوبة للتنافسية فى الأسواق المحلية والعالمية، وهو أمر بالغ الأهمية يتطلب الإعداد المسبق للشباب باستخدام أحدث التقنيات والوسائل فى التعليم والتدريب.

فالشباب هم عماد أى أمة، ولهم دور حيوى فى البناء والتنمية، ويعد التعليم أحد أهم العوامل التى تساعد الشباب على تطوير مهاراتهم وكفاءاتهم من خلال التعليم الجيد والتدريب المهني، لما يمتلكوه من طاقة وأفكار جديدة وروح المبادأة ومهارات ريادة الأعمال مما يؤدى إلى ابتكارات وإسهامات فى تطوير مسارات الاقتصاد والتنمية والنهضة فإن استثمار المجتمع فى بناء الإنسان وتوفير الفرص المناسبة للشباب هو المفتاح الحقيقى لتحقيق التقدم والازدهار.

وفى هذا الإطار يتوجب أن تتبنى المؤسسات التعليمية الوطنية المناهج الدراسية التى تركز على اكتساب المهارات النوعية المواكبة احتياجات ومتطلبات سوق العمل، وعلى وجه الخصوص المهارات التكنولوجيا والابتكارية والقيادية، ولا مناص عن توفير فرص التدريب والتعليم المستمر للشباب قبل وبعد وأثناء الخدمة من خلال برامج التدريب المهنى والتعلم عن بعد وورش العمل التى تركز على تطوير المهارات العملية والتقنية المطلوبة لسوق العمل.

ومن المسارات التى تكسب شبابنا الواعد صاحب العطاء والطاقة والمقدرة والعزيمة أن نهتم بصورة إجرائية بعقد الشراكات والتعاون المستمر والمثمر بين المؤسسات التعليمية والشركات والمؤسسات الصناعية؛ لتحديد الاحتياجات الفعلية لسوق العمل وتوجيه التعليم والتدريب وفقًا لهذه الاحتياجات، وتشجيع الشباب على اكتساب مهارات ريادة الأعمال من روح المبادرة والاستعداد لتحمل المسئولية، والمخاطرة المحسوبة.
وهذا يؤكد علينا أن نقدم الدعم اللوجستى ونعمل على توفير بيئة داعمة تشجع الشباب المصرى على التفكير الابتكارى وتنمية مهارات القيادية وحثهم على المساهمة والمشاركة فى الإنجازات ونهضة البلاد لضمان مستقبل مزدهر ومستدام وتحقيق جودة الحياة التى يرنوا لها الجميع والرفاهية للدولة والمجتمع ولمستقبلهم المشرق.
ومن المعلوم بالضرورة أن نهضة الدول ونماء مجالاتها وقطاعتها ومؤسساتها يقوم على عاتق العنصر البشرى فى المقام الأول، ومن ثم فقد أكدت القيادة السياسية الرشيدة بالدولة المصرية على أنه يصعب تلبية احتياجات مؤسساتنا الوطنية من قوى بشرية لا تمتلك الكفاءة التى تحقق لها الميزة التنافسية فى السوق المحلى والعالمي، وأن السبيل الوحيد لهذا الأمر هو الإعداد المسبق وفق أحدث التقنيات لجيل من الشباب يتحمل المسئولية ويشارك بقوة فى دفع عجلة التقدم والنهضة بالبلاد.
وفى العديد من المحافل والخطابات الرسمية واللقاءات أشار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم والتدريب للافراد، وفق سياسات وبرامج اقتصادية؛ حيث أكد سيادته عليها وحث على تحقيقها بكل قوة وعزم، لتصبح مرتكزًا رئيسًا وأساسًا لتنمية قدرات الفرد ليصير صاحب مهارة وكفاءة عالية فى تخصصه يؤدى عمله بكل تفانى ورضا  وجدية واقدام واتقان، ومن ثم يستطيع أن يوجد لنفسه فرص عمل متعددة على المستوى المحلى والدولى بما يمتلكه من مهارات، وهنا يمكننا القول بأن الإتقان من منطلق تحمل المسئولية فى العمل أصبح وسيلة رئيسة للتوظيف، بل ولنجاح المشروعات الكبيرة منها والصغيرة.
إن الشباب المصرى لهو سبيل وطريق أوحد للتقدم والازدهار، ومن ثم يتوجب أن نحثه على الالتزام بمواثيق العمل ومعاييره؛ حيث يصعب بحال أن نطالب بزيادة فى الراتب دون عطاء يرتبط بإتقان والجودة وزيادة الإنتاجية؛ فحدود التنمية محسوبة بحجم الإنتاج ومدى مناسبته وتلبيته لسوق العمل على المستويين الداخلى والخارجي؛ لذا يجب أن يراجع الفرد نفسه ويقيم أدائه وفق معطيات المدخلات والمخرجات، وفى إطار مستوى الأداء الذى تحكمه درجة الإتقان.
وندرك أن ما لدينا من قيم فى صورتها العقدية والمجتمعية تحثنا على العمل عند مستوى الإتقان دون جدال؛ إذ أن الإخلاص فى العمل من أسباب النجاح ورفع البلاء واستجابة الدعاء وأداء الأمانة التى كلفنا الله بها، وإحداث نوع من التوازن بين ما نطلبه وما نؤديه، ولندرك دومًا بأن جهد الوصول لمرحلة الاتقان فى العمل لها أجر ومثوبة فى الدارين.
ومما لا شك فيه أن التمسك بالقيم الصحيحة يعد استثمارا فى المستقبل، حيث تعزز من قدرة الشباب والأجيال القادمة على مواجهة التحديات وتحقيق التقدم والالتزام ببناء مجتمع أفضل، ويعتبر هذا الالتزام هو الأساس الذى يُمكن أن يُبنى عليه نجاح الأفراد والمجتمعات على حد سواء حيث يلتزمون بالقيم ويحققون نجاحات شخصية ومهنية، مما يدعم ويقوى من ثقتهم بأنفسهم ويحفزهم على الاستمرار فى التقدم والازدهار والتفرد؛ فعندما يتبنى الأفراد هذه القيم، فإنهم يُسهمون فى بناء مجتمع قوى ومتماسك ومتقدم يتطلع للريادة والتنافسية، حيث يساهم كل فرد فى الارتقاء بالمستوى العام؛ فالالتزام بهذه القيم يشكل أساسًا قويًا لتحقيق النجاح الشخصى والمجتمعي... حفظ الله بلادنا وقيادتنا السياسية وأبنائنا وشبابنا.


أ.د/ مها عبد القادر أستاذ أصول التربية كلية التربية للبنات بالقاهرة - جامعة الأزهر










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة