ركض وصراخ وخوف وقلق وخفقان بالقلوب كلما حلقت طائرات العدو الإسرائيلى فوق رؤوسهم.. سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح.. فى هذه الأجواء تعمل الطواقم الطبية لنقل المصابين من جنوب لبنان إلى مستشفيات الشمال التساهم فى استقبال المصابين بعد أن اكتظت بها مستشفيات الجنوب.
يكشف تفاصيل تلك الأوقات العصيبة الدكتور محمد صافى نقيب أطباء لبنان (طرابلس ـ جنوب لبنان)، فى حديث لـ"اليوم السابع "؛ فيقول نسابق الزمن لإنقاذ أرواح ضحايا القصف الإسرائيلى على قرى وبلدات الجنوب اللبنانى، كل دقيقة تمر قد تعنى فقدان حياة إنسان، خاصةً فى ظل الازدحام الشديد على الطرق المؤدية إلى الشمال وبيروت حيث أعداد كبيرة من النازحين.
يقول صافى، إن الوضع الصحي يزداد صعوبة، ثلثي مستشفيات لبنان وصلوا لطاقتهم القصوى، وعن أعداد المصابين يقول ، إنها فى تزايد مستمر.
وعن لحظات المعاناة والخوف التى عاشها أهل الجنوب وخاصة الطواقم الطبية ليلة بداية التصعيد الإسرائيلي الكبير جنوب لبنان؛ يقول الدكتور محمد؛ فى حديثه لـ"اليوم السابع "؛ لا يمكن وصف تلك الفاجعة التى حلت بالأبرياء الآمنين فهى ليلة لم ينم فيها لبنان حقاً، فالطرق كانت متوقفة وسيارات الإسعاف كان تحتاج إلى أكثر من 5 ساعات للانتقال سواء من الجنوب إلى الشمال فى جبل لبنان وبيروت، بسبب التكدس وتحليق الطائرات الحربية من وقت لآخر وبعض السيارات حوصرت ولم تستطع الحركة ، ففى يوم واحد وهو ليل الاثنين الذى بدأت فيه الهجمات الشرسة تم استقبال أكثر من 1600 جريح في نصف عدد مستشفيات لبنان تقريباً 50 مستشفى، وعدد كبير منهم إصابته بين متوسطة وخطيرة.
أما الشهداء فتجاوزعددهم الـ700 شهيد؛ ونخشى من الاستمرار بهذه الوتيرة من القصف، حيث سيترتب عليها عجز المستشفيات عن استقبال المزيد من الجرحى؛ علماً بأن جزءا كبيرا من جرحى تفجير أجهزة "بايجر" لايزالوا يخضعون للعلاج في معظم المستشفيات.
وأضاف الدكتور صافى ؛ أن عددا من المسعفين الصحيين العاملين في منطقة الجنوب تابعين لهيئة الرسالة الإسلامية قد أُصيبوا بالقصف أثناء نقل الجرحى ومحاولة إسعافهم، ولحسن الحظ لم تسجل حالات وفاة حتى الآن.
أضاف أن لجنة إدارة الكوارث تقوم بالتنسيق مع "الصليب الأحمر" وبعض الجمعيات لنقل الجرحى إلى مستشفيات لبنان المختلفة، فعدد مستشفيات الجنوب لا يتعدى ال20 مستشفى ، الطاقة الاستيعابية لكل مستشفى من 25 إلى 40 سريرا فهى مستشفيات صغيرة، لا يمكن إجراء عمليات جراحية كبيرة بها، كما أنها لا يمكنها تقديم الرعاية الطبية اللازمة للحالات الخطيرة.
وأشار إلى أن أكثر الإصابات كانت حروق بالفسفور الأبيض، حيث يقذف العدو القنابل الفسفورية على بلدات الجنوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة