على مدار ثلاثة مواسم بحثية في كهف هوشيفا دييرا الصغير في سلسلة جبال بيليانسكي تاتري، شمال سلوفاكيا، تمكن علماء الآثار من استكشاف معظم الموقد المدفون من العصر الحجري واكتشفوا مجموعة واسعة من الأدوات الحجرية المقطعة، والعظام التي تنتمي إلى لعبة وغيرها من القطع الأثرية العظمية الصغيرة، والمواد الحجرية والعضوية، بما في ذلك بقايا النباتات القديمة، وفقا لما نشره موقع " spectator".
وصنف علماء الآثار، المستوطنة كجزء من الثقافة المجدلية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 14000 عام، وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها آثار هذه الثقافة على أراضي سلوفاكيا، حسبما أفادت أكاديمية العلوم السلوفاكية .
تم اكتشاف مخيم الكهف من العصر الحجري القديم العلوي، والذي يعد حتى الآن موقع الكهف الوحيد من عصور ما قبل التاريخ في سلسلة جبال تاترا، في نهاية عام 2018، وبدأت الأبحاث الدولية في هذا الكهف بعد أقل من عام، واستمرت في عامي 2022 و2024.
كانت الأدوات الحجرية، التي تهيمن عليها أطراف ذات شق محدد، مصنوعة من الراديولاريت، وهو نوع من الصخور الرسوبية، ولكن أيضًا من أنواع مختلفة من الصوان من وراء سلسلة جبال الكاربات، تم العثور على أدوات مماثلة بشكل أساسي في أراضي إنجلترا وهولندا وسويسرا اليوم.
نشأت حضارات المجدلية في أوروبا الغربية ويرجع تاريخها إلى ما بين 17000 و12000 سنة مضت، وهي معروفة بشكل أساسي برسوم الكهوف التي تضم منحوتات فردية لحيوانات وبشر، وتمثل هذه الأعمال الفنية قمة الفن ما قبل التاريخ، كما جلبت شهرة إلى الكهوف الفرنسية والإسبانية، مثل ألتاميرا ولاسكو.
ومن بين الاكتشافات الأثرية في هوشيفا دييرا، كان هذا الموسم مفاجئًا ليس فقط بسبب عدد من القطع الأثرية - الأدوات الحجرية، وإبر العظام، ومصباح من الحجر الرملي للإضاءة، واثنان تم حفرهما في أصداف الحلزون الأحفوري، ربما من القلائد، وكذلك بسبب تنوع الحيوانات التي كانت تصطادها، والتي كان من بينها في الغالب الوعل الألبي، والخيول البرية، والدببة البنية وغيرها من الحيوانات بدرجة أقل.
