شيريهان المنيرى

«حزب الله» حجة إسرائيل لتأمين أحلام «نتنياهو»

السبت، 28 سبتمبر 2024 06:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتصاعد الممارسات الإسرائيلية الوحشية تجاه الأبرياء، فقد انتقلت من قطاع غزة والضفة الغربية إلى لبنان، وبات سقوط الضحايا من الأبرياء شبه يومى جراء توسيع دائرة الصراع من قبل إسرائيل فى المنطقة، رافضة أى محاولات للتهدئة، ماضية فى سياساتها التى تعكس مؤخرًا نوعًا من تراجع دبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط، خاصة فى ظل فترة حُكم جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، والمرُشحة الحالية للرئاسة بالانتخابات الأمريكية المُقررة فى نوفمبر المقبل.


وتستمر إسرائيل فى تعنتها من خلال رفض مقترحات لوقف إطلاق النار سواء فى غزة أو لبنان، ولعل آخرها ما وصفه عدد من الخبراء بالتحدى للولايات المتحدة الأمريكية، حيث رفضها الخميس الماضى لدعوة للتهدئة مع جماعة «حزب الله» اللبنانى، بعد أن تصاعد عدد الشهداء والمصابين فى لبنان بسبب غارات تل أبيب، والتى تتسبب أيضًا فى سقوط سوريين بسبب ضربات إسرائيلية تستهدف قصف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان.


ويبدو أن إسرائيل تهدف بشنّ الهجوم على لبنان إلى تحجيم دور «حزب الله»، والسعى للقضاء على أى مجموعات من شأنها تقديم الدعم لحركة حماس أو التدخُل فى الصراع الدائر بغزة والضفة الغربية، لتحقيق أحلام «نتنياهو» بالسيطرة على القطاع ونزع السلاح بشكل كامل حتى لا يكون هناك من يُمكنه تهديد إسرائيل من الداخل مرة أخرى، بحسب رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلى، وذلك كما انعكس عبر خطابه الذى كان قد ألقاه أمام الكونجرس فى يوليو الماضى. وعلى الرغم من عدم قيام حزب الله بمواجهات مُباشرة أو قوية تستهدف بها إسرائيل، وربما أيضًا عدم رغبتها فى توسيع دائرة الصراع مع إسرائيل؛ إلا أن تل أبيب مُستمرة فى توجيه الضربات المباشرة لجماعة حزب الله، مُلقية باللوم على الجماعة، ومُتهمة إياها بتهديدها المُستمر، بما يضُر أمنها وأمن مواطنيها.


ولعل خطة إسرائيل تجاه القضاء على حزب الله، بدأت كعادة الاحتلال عبر شنّ الحرب النفسية ومحاولة تشويه صورة الحزب أمام أتباعه ومؤيديه ثم أمام الخارج ومن يُعولون عليه فى المُساهمة فى حل القضية الفلسطينية وانهاء الحرب الدائرة منذ 7 من أكتوبر الماضى، وربما مثلّ اغتيال رئيس مكتب المقاومة «حماس»، إسماعيل هنية أثناء تواجده فى طهران، بداية لتسارع وتيرة هذا السيناريو، ليأتى بعد ذلك حادث انفجار أجهزة الـ «بيجر» والأجهزة اللاسلكية الخاصة بأعضاء الحزب؛ مُوجهة ضربة نفسية كبيرة بداخله، لنرى الآن سلسلة من الاستهدافات المتتالية، والتى بالطبع تؤثر على قدرته وجاهزيته للرد الحاسم حاليًا، وهو ما يعنى أن حزب الله لا يُريد تصعيد الصراع على الأقل فى الوقت الحالى، بينما تستمر إسرائيل فى اتخاذه حجة لاستمرار حالة عدم الاستقرار فى المنطقة وتحقيق أحلامها بغزة.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة