تربية أطفالنا لا تتوقف عند توفير الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وغيرها ولكن تربية طفل سوى فكريًا أمرًا أصبح في غاية الأهمية خاصة في وقتنا الحالي، وذلك لحمايته من المؤثرات الخارجية التي قد تضر بشخصيته ويجب الاهتمام بهذا الأمر منذ مرحلة الطفولة حتى المراهقة وزرع الأفكار الإيجابية وعلاج أي مشكلة قد تواجهه خلال هذه الفترة فهى اللبنة الأساسية لتكوين شخصيته فيما بعد والتي قد يصعب تغييره مع كبر سنه.
وبحسب موقع ميديكال نيوز توداي هناك العديد من العوامل التي تسبب الانحراف السلوكى لدى الأطفال مثل الطلاق والفراغ الذى يعانى منه كثير من الأطفال وغيرها، وعند الوقوف على سبب المشكلة يمكن علاجها بشكل سلس.
فعلى سبيل المثال، يعد الفراغ سبب أغلب المشكلات النفسية، وقد يقف وراء تغير سلوك أحدهم ويكون سببًا فى إصابته بانحرافات سلوكية، حيث يقول الأطباء النفسيين إن شعور الإنسان بالفراغ له العديد من الأضرار والمشكلات التى قد يمر بها، ومنها:
1- يصبح الشخص حساسًا تجاه كل المحيطين به.
2- يعيش هذا الشخص فى جو من القلق والتوتر ويصبح دائم الشعور بالإحباط.
3- يصبح الشخص منغلقًا على نفسه ويبتعد عن المجتمع، مما يزيد من شعوره بالإحباط وعدم الرغبة فى الحياة.
4- قد يكون ذلك سبباً فى نفور الأشخاص المحيطين به فيبتعدون عنه.
5- هذا الشعور قد يكون سبباً فى انحراف الشخص والالتقاء بأصدقاء السوء.
لذلك يجب التعامل مع هذه الشخصية بحرص وحب وعطف، وتتحسن شخصيته بالاهتمام، ويجب عليه أن يهتم بالقراءة وممارسة الرياضة وغيرها من الهوايات للتخلص من شعور الفراغ القاتل، لأنها تساعده على ملئ وقت فراغه.
وتعد مشكلة الطلاق من أكثر الظواهر التى زادت نسبتها داخل مجتمعنا، ويكون لها تأثيرًا سلبيًا على الأطفال وقد تكون عاملًا رئيسيًا وراء انحرافهم السلوكى فيما بعد، ورغم أنه يحق لأى زوجين اتخاذ قرار الانفصال فى أى مرحلة من حياتهما الزوجية، إلا أنه يجب مراعاة نفسية أطفالهم ويجب أن يتم ذلك القرار وفق معايير تضمن سلامة الأطفال النفسية والاجتماعية، وأن يتفق كل طرف أن انفصالهم يقتصر على علاقتهم معا، وأنهم سيبقون آباء وأمهات لأبنائهم ولا يحولون خلافاتهم إلى مصدر قلق وإرهاب نفسى لأبنائهم.
ويؤكد الأطباء النفسيين في هذا الشأن، على ضرورة أن يدرك الأبوان أنهما يصنعان مرضى نفسيين دون أن ينتبها إذا لم ينتبها جيدًا لسلوكياتهما أمامهم، ويجب على كل أب وأم أن يتفقوا أنهم سيشعرون طول الوقت بأبنائهم ويفكرون فى سبل سعادتهم، وأن يبذل كل طرف طاقته لإسعاد أطفاله، وأن يدركا أنه يجب عليهم تحديد مسار أبنائهم، وعدم ترك المهمة لطرف واحد دون الآخر.