تغير المناخ يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان، إذ يعد أحد أكثر الأسباب المقلقة حول تأثيره على صحة القلب، إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، والأحداث الجوية المتطرفة، والنظم البيئية المتغيرة تفرض ضغوطًا هائلة على أنظمة القلب والأوعية الدموية في جميع أنحاء العالم، وفقا لما نشره موقع thehealthsite.
ويشير تغير المناخ إلى التحولات طويلة الأمد في أنماط الطقس، والتي تنجم في المقام الأول عن التصنيع والتنقل الآلي، ولا تؤدي هذه التحولات إلى تغيير المناخ فحسب، بل تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، ومع تكثيف موجات الحر وانتشار الأمراض، أصبحت العلاقة بين تغير المناخ وصحة القلب مهمة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها.
الإجهاد الحرارى
إن أحد أكثر الطرق المباشرة التي يؤثر بها تغير المناخ على صحة القلب هو التعرض المتزايد للحرارة الشديدة. ووفقًا للدراسات، أصبحت موجات الحرارة أكثر شيوعًا، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الجهاز القلبي الوعائي. عندما ترتفع درجات الحرارة، يحاول الجسم تبريد نفسه عن طريق توسيع الأوعية الدموية وزيادة إنتاج العرق. ومع ذلك، فإن هذه العملية تجبر القلب على العمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارة داخلية مستقرة.
ويمكن أن تؤدي الحرارة الشديدة الناجمة عن تغير المناخ إلى حالة تُعرف باسم الإجهاد الحراري، حيث يكافح الجسم لتبريد نفسه. عندما ترتفع درجات الحرارة، تسترخي الأوعية الدموية وتتسع لإطلاق الحرارة، مما يجبر القلب على ضخ الدم بقوة أكبر، وهذا يزيد من الضغط على الجهاز القلبي الوعائي، وخاصة لدى أولئك الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب. وهذا يجعل الأفراد الذين يعانون من حالات قلبية سابقة أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وضربات الشمس وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية أثناء موجات الحر.
وتوصلت دراسة حديثة إلى أن كل ارتفاع في درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية، وخاصة بين كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض القلب، وهذا مصدر قلق متزايد مع استمرار تغير المناخ في زيادة وتيرة وشدة موجات الحر.
ضربة الشمس ومخاطر القلب
ومن بين القضايا الرئيسية الأخرى الناجمة عن الحرارة الشديدة زيادة خطر الإصابة بضربة الشمس، وهي شكل حاد من أشكال مرض الحرارة الذي يحدث عندما يعجز الجسم عن التبريد بكفاءة، وضربة الشمس يمكن أن تؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب الارتباك أو النوبات أو حتى الغيبوبة، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو أولئك الذين أصيبوا بنوبة قلبية سابقة، فإن ضربة الشمس تشكل خطورة خاصة لأن قلوبهم معرضة للخطر بالفعل.
وفي دراسة نشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية، وجد الباحثون أن ارتفاع درجات الحرارة الشديد يرتبط بزيادة حالات دخول المستشفيات والوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، ويؤدي الجمع بين الحرارة المفرطة والجفاف إلى زيادة كثافة الدم، مما يجعل من الصعب على القلب أن يعمل بشكل صحيح. يمكن أن يؤدي هذا إلى مضاعفات خطيرة، خاصة للأفراد الذين يعانون بالفعل من ضعف وظائف القلب.
الأمراض المنقولة بالحشرات الناقلة وصحة القلب والأوعية الدموية
كما أن تغير المناخ يساعد على انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات مثل الملاريا وحمى الضنك. وتنتقل هذه الأمراض، التي تنتقل عن طريق البعوض وغيره من الحشرات الناقلة، إلى مناطق جديدة مع ارتفاع درجات الحرارة. وتغير المناخ يغير النظم البيئية، مما يسمح بانتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات الناقلة مثل الملاريا وحمى الضنك، والتي يمكن أن تؤثر على عدد خلايا الدم والاستجابات المناعية. وتؤدي هذه الأمراض، إلى جانب آثار الجفاف، إلى زيادة إجهاد القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد المعرضين للخطر".
بالنسبة لمرضى القلب، يمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى تفاقم الحالات الموجودة من خلال وضع ضغط إضافي على الجهاز القلبي الوعائي. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب الملاريا فقر الدم، مما يجبر القلب على العمل بجهد أكبر لتوصيل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. هذا الضغط الإضافي، إلى جانب الجفاف الشائع في هذه الأمراض، يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية وغيرها من الأحداث القلبية الوعائية.
الوقاية
وفي حين يشكل تغير المناخ خطرًا واضحًا ومتزايدًا على صحة القلب، يمكن للأفراد وأنظمة الرعاية الصحية اتخاذ خطوات للتخفيف من تأثيره، وينصح بخاصة لهؤلاء الذين يعانون من حالات قلبية سابقة، بالبقاء يقظين أثناء الظواهر الجوية القاسية، والحفاظ على رطوبة الجسم وتجنب المجهود البدني المفرط أثناء موجات الحر وطلب المشورة الطبية في وقت مبكر كلها أمور بالغة الأهمية للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة