أكرم القصاص يكتب: حزب الله واغتيال متوقع.. أوراق وتحولات جديدة

الأحد، 29 سبتمبر 2024 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: حزب الله واغتيال متوقع.. أوراق وتحولات جديدة أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل التحولات التى تشهدها الحرب خلال الأسابيع الأخيرة، تجعل من عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمرا متوقعا، وقريبا جدا، بل هو الحدث التالى، ومن متابعة عمليات الاغتيال لأكثر من 400 قيادة كبيرة، وتنفيذ عمليات تفجير البيجرز والتوكى، كلها كانت إشارات لاختراق أمنى ومعلوماتى عميق وعريض، يجعل العدو فى قلب غرف عمليات الحزب، وقبلها اغتيال إسماعيل هنية فى مبنى أمنى بطهران، كلها علامات على قرب تنفيذ عمليات أكبر وأوسع تمثل تحولا كبيرا فى مسارات الحرب. ومن بداية الحرب، فإننا أمام تحول كبير، ربما كانت بدايته فى 7 أكتوبر، لكن من الواضح أنها كانت قبل ذلك بشهور طويلة، وبالتالى فقد تصرف كل طرف على طريق قديم من دون اكتشاف ومعرفة حجم التغيرات فى خرائط التفاعلات.


هذه الجولة تحول فى الكثير من مفاتيح وموازين القوة والنفوذ، بصرف النظر عن المواقف الأخلاقية أو المشروعية التى تستند إليها، كان على الأطراف المختلفة أن تقرأها وتتعامل بأشكال مختلفة، حيث بدت الاغتيالات والاختراقات والتهديدات مجرد مقدمة لما هو أعمق، بجانب إصرار إيران على عدم الدخول فى حرب واسعة، تظل إيران طرفا ظاهرا، خططت إسرائيل ونفذت اغتيالات لقيادات حزب الله، فؤاد شكر، رئيس أركان حزب الله، وعلى نزيه، أكثر من 400 قيادى كبير، وكلها دلائل على توافر معلومات تجعل الخطوة التالية تنفيذ اغتيال الأمين العام، خاصة أن العملية تقوم أيضا على معلومات متوافرة من شبكة أو شخص أو جهة تعرف الكثير، وأن الاحتلال يمتلك ملفا معلوماتيا كاملا عن حزب الله، لدرجة تحذير بإخلاء منازل وعمارات متقاربة أو متباعدة قبل ضربها.


ثم إن الحرب هذه المرة تكمل العام بعد أيام، وتجاوزت أعداد الشهداء 45 ألفا والجرحى عشرات الآلاف، ودمار غير مسبوق وعملية إبادة شاملة للأحياء والمبانى والبشر، والمفارقة أن الاحتلال الإسرائيلى يرتكب كل هذه الجرائم، بينما يرفع شعارات الضعف، وأن إسرائيل تعانى من عداوات ومن عدوان ومن اعتداءات المقاومة، وهو أمر يظهر فى ترديد الأكاذيب أمام الأمم المتحدة، وفى كل مكان، على العكس من ادعاءات لأطراف أخرى بتحقيق انتصارات، مشكوك فيها.


بنيامين نتنياهو يصر على فتح جبهات متعددة للحرب، واتخذ من هجمات حزب الله ذريعة لفتح الجبهة اللبنانية، بالرغم من تأكيد إيران وحزب الله عدم الدخول فى حرب واسعة، بل إن تصريحات القيادات الإيرانية خلال الأيام الماضية كانت تسحب إيران من المعادلة، ووجود إشارات إلى صفقات أو اتفاقات تحيد إيران أو تخرجها نهائيا، وهى مؤشرات تظهر الآن أكثر، ومن متابعة الموقف الإيرانى من كل الاختراقات والاغتيالات، والتى وصلت إلى طهران.


ونستعيد التذكير بما ذكره «بوبو دورد» فى كتابه الحجاب «كلما رأى شيئا يشبه البطة قال إنه بطة»، بينما قد يكون شيئا آخر، والواقع أن نظرية «شبيه البطة» هذه تنطبق على الكثير من الأطراف قبل وبعد 7 أكتوبر جهات أعلنت النصر فى معركة لم تكن بدأت، أكثر ما تكشفه الحرب، هو الفرق بين التهديدات والخطابات الحماسية للاستهلاك الإعلامى والواقع العملى، حيث ظل التصور أن إيران يمكنها الدخول فى مواجهة كبيرة مع إسرائيل، بينما الممارسة أكدت وصول إيران لقناعة بأن الحرب الشاملة ليست فى صالحها، وابتعدت وحرصت على جعل العمليات والمواجهات فى إطار الرد والانتقام وليس الحرب.


قلنا مرات إن الجولة مختلفة، وإن هناك إرهاصات وتحولات كبيرة، وصلت إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ولا يبدو أن إيران مستعدة للمواجهة أو تغيير اتجاه بوصلتها، وهو ما يفتح المجال لأن يدرك كل طرف ما معه من أوراق.

p
مقال أكرم القصاص









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة