صفق الحاضرون وتفاعلوا كثيرا مع حفل الافتتاح للدورة الـ31 لمهرجان المسرح التجريبى مساء الأحد على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بحضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو ومسئولى المهرجان وحشد من المسرحيين المصريين والعرب والأجانب، وتكريم رموز المسرح التجريبى فى مصر والعالم العربى.
التفاعل والتصفيق كان بسبب العرض المسرحى المصرى الراقص بعنوان "صدى جدار الصمت" للمخرج اللبنانى وليد عونى استعرض خلالها المأساة الفلسطينية والشعب الفلسطينى منذ النكبة وحتى ما يدور حاليا من حرب إبادة صهيونية ضد الشعب فى قطاع غزة والضفة الغربية فى ظل صمت مريب وموقف عالمى مخزى فى مواجهه الجريمة الإنسانية ضد شعب أعزل يحلم بوطن مستقل ويعيش فوق أرضه فى أمن وسلام.
من خلال مشاهد استعراضية متتالية قدم وليد عونى وأكثر من 50 راقصا وراقصة لبداية المأساة وتطوراتها وفى الخلفية يصدح صوت فيروز وقصائدها وأغانيها عن القدس وفلسطين وصوت أم كلثوم فى قصيدتها عن القضية. رغم المأساة التى جسدها عرض " جدار الصمت" الذى استمر حوالى 45 دقيقة، إلا أن بعض المشاهد على خلفية صوت فيروز وأم كلثوم " راجعون بقوة السلاح" و" الغضب الساطع آت" حملت تباشير الأمل فى النصر والأمل فى تحرير الأرض والوطن وزرع أشجار الزيتون والورود والزهور.
العرض كان يحمل رسالة واضحة انطلاقا من القاهرة ومن المسرحيين العرب فى وجود الضيوف الأجانب بأن المسرح والفن لن يتخلوا عن القضية وسيبقى فى مواجهة الطغيان والعدوان وضياع الحق وأن فلسطين وشعبها سيبقى القضية المصيرية والمركزية فى السياسة والفن وفى القلب منه المسرح المصرى والعربى. فدورة المسرح التجريبى الحالى رغم أنها تحمل اسم الفنان الدكتور علاء عبد العزيز إلا أن كل من حضر حفل الافتتاح أطلق عليها دورة فلسطين.
للأنصاف وجب توجيه التحية والتقدير لوزير الثقافة الأسبق الدكتور فاروق حسنى الذى يرجع الفضل له فى تأسيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى عام 1988 ونال انتقادات واسعة وتعرض لكتابات ساخرة عن طبيعة هذا المسرح "غير المفهوم" ومع استمرارا دورات المهرجان ترسخت مكانته وزاد حجم وعدد المشاركين من مصر والدول العربية والأجنبية وشاهد الجمهور العروض فى كافة مسارح القاهرة واستمر المهرجان منتظما فى دوراته حتى أحداث 25 يناير 2011 والتغييرات المأساوية التى حدثت فى المشهد الفنى وغياب فاروق حسنى عن المشهد.
فتوقف المهرجان لخمس سنوات حتى عاد عام 2016 بنسخته الثالثة والعشرين واسم جديد" مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبي" حتى عام 2019. وفى نسخته السابعة والعشرين، أقيم المهرجان فى الأيام الأولى من شهر سبتمبر برئاسة علاء عبد العزيز الذى أدخل تغييرات رئيسية على المهرجان منها، العودة إلى الطابع التنافسى للحدث وإعادة الاسم الأصلى للحدث "مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي".
وبسبب الوباء العالمى كورونا، اقتصر مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى على العروض الحية المحلية للفرق المصرية والمسرحيات الدولية عبر الإنترنت. وتراجع المهرجان أيضًا عن طابعه التنافسى وركز على تقديم عدد محدود من المسرحيات المحلية والدولية.
قدم المهرجان منذ بدايته أحدث التطورات فى المشهد المسرحى الدولى للجمهور المصرى والعربى، وأصبح منصة للإنتاج المسرحى المحلى والإقليمى لصالح المتخصصين والمهرجانات المهتمة فى جميع أنحاء العالم.
العودة إلى الزخم من جديد هذا العام للمهرجان بالبداية القوية يؤكد إصرار وزارة الثقافة على تطوير المهرجان وزيادة المشاركين فيه من الدول العربية والأجنبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة