مصر وتركيا.. تشابكات جيوسياسية تفرض كلمتها.. زيارة الرئيس تبدأ مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين.. والدبلوماسية المصرية وحكمتها تحاول احتواء أزمات المنطقة حفاظا على الأمن القومى

الأربعاء، 04 سبتمبر 2024 09:03 م
مصر وتركيا.. تشابكات جيوسياسية تفرض كلمتها.. زيارة الرئيس تبدأ مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين.. والدبلوماسية المصرية وحكمتها تحاول احتواء أزمات المنطقة حفاظا على الأمن القومى السيسي وأردوغان
شيريهان المنيرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تأتى زيارة الرئيس السيسى إلى تركيا فى توقيت مُهم فى ظل ما تتعرض له المنطقة من تحديات سياسية واقتصادية، جراء ما تشهده من توترات شديدة، خاصة بعد أحداث غزة المتصاعدة منذ أكتوبر من العام الماضى، إلى جانب الملفين السودانى والليبى وغيرها من الملفات الشائكة التى تمس الأمن القومى لمصر وتركيا على حد سواء، بحُكم التشابك الجيوسياسى، وهو ما يُحتم عليهما العمل سويًا فى مواجهة التحديات.

العلاقات بين القاهرة وأنقرة تعرضت لكثير من المُنحنيات السياسية على مدار الأعوام السابقة، ولكن ما تشهده المنطقة الآن؛ أوجب على الطرفين التغاضى عن أى خلافات مضت، وطى صفحة الماضى، لتوطيد العلاقات الثنائية والتنسيق بين الجانبين بما يصُب فى صالح البلدين وأيضًا الشرق الأوسط بأكمله، فمصر دولة محورية وفاعلة فى ملفات مختلفة تأتى فى أولويات الجانب التركى، وأنقرة بدورها طرف سياسى مُهم فى عدد من المُعادلات السياسية التى تأتى فى محور اهتمامات الدولة المصرية لضمان الأمن والاستقرار الحدودى ومن ثم الداخلى.

وتحاول تركيا مؤخرا تطبيق سياسة صفر مشاكل مع دول الجوار بالأفعال وليس فقط الكلام، لصالح الداخل التركى، إضافة إلى الرغبة فى استقرار المنطقة بأكملها، ما من شأنه الانعكاس على الداخل أيضًا بشكل إيجابى، احتواءً لأزمات داخلية شهدتها تركيا خلال السنوات الماضية، وفى 2021 أكد وزير الدفاع التركى السابق، خلوصى أكار على سعى تركيا لعلاقات جيدة مع دول الجوار بما فيها مصر، التى أكد خلال تصريحات له فى العام ذاته على تطور العلاقات معها بشكل جيد، مشيرًا إلى أهمية ذلك لتركيا ومصر وأيضًا ليبيا.

ويأتى الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى برئاسة كل من الرئيسين السيسى وأردوغان، مؤكدًا الارتقاء بالتعاون الثنائى فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وبدء مرحلة جديدة من العلاقات المصرية التركية، وذلك بعد شهور سابقة شهدت مساعى دبلوماسية من الطرفين لتقريب وجهات النظر وحلّ نقاط الخلاف فى عدد من الملفات المشتركة، وقد تم التوقيع على الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات المجلس، خلال زيارة الرئيس التركى للقاهرة فى فبراير الماضى، والتى أكد خلالها ما يجمع بين القاهرة وأنقرة من علاقات تاريخية، ورغبة فى توطيد العلاقات بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.

وتؤكد هذه الزيارة دور مصر المحورى فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتحركاتها الدبلوماسية الدؤوبة التى لا تخلو من صوت العقل والحكمة فى احتواء كل الأزمات السياسية التى تحتاج إلى حلول سريعة وحاسمة، حتى لا تنزلق المنطقة فى مزيد من الصراعات التى يُمكن أن تُهدد أمنها القومى.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة