سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 سبتمبر 1973.. عبدالحليم حافظ يكشف سر دموع الموسيقار محمد عبدالوهاب فى أول لقاء به ومخاوف كمال الطويل ومحمد الموجى منه

الجمعة، 06 سبتمبر 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 سبتمبر 1973.. عبدالحليم حافظ يكشف سر دموع الموسيقار محمد عبدالوهاب فى أول لقاء به ومخاوف كمال الطويل ومحمد الموجى منه عبد الحليم حافظ
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذهب الفنان عبد الحليم حافظ إلى معهد الموسيقى، وعلى الباب استقبلوه قائلين: «الأستاذ محمد عبدالوهاب طلبك بالتليفون»، وقبل أن تغادره الدهشة فوجئ باتصال فى المعهد مرة أخرى، من حافظ عبدالوهاب، «مراقب الموسيقى والغناء بالإذاعة المصرية»، والأب الروحى لعبد الحليم، قال حافظ: «الأستاذ عبدالوهاب يريد أن يراك»، حسبما يذكر عبدالحليم فى مذكراته «حياتى» بمجلة «صباح الخير»، 6 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1973.
يكشف عبدالحليم أن هذه الاتصالات كانت فى اليوم التالى للحفلة التى قدمه فيها يوسف وهبى لأول مرة احتفالا بإعلان الجمهورية فى 18 يونيو 1953، وغنى يومها «صافينى مرة» ألحان محمد الموجى، وكلمات، سمير محجوب، ولم يكن التقى عبدالوهاب من قبل.


يصف عبدالحليم مشاعره، قائلا، إنه سأل أين كمال الطويل، ومحمد الموجى؟ ويضيف: «وقف معهد الموسيقى كله يلقى بنصائحه، وهؤلاء لا يعرفون أن ما حدث أمس فى الحفل هو نتيجة أن هناك جيلا جديدا يقدم فنه للناس»، يذكر محذرا نفسه: «أعرف أن مكتب عبدالوهاب فى شارع توفيق، ولم أدخله من قبل، والحكايات تذكر عبدالغنى السيد ومحمد أمين، وكل من حصر نفسه فى دور التلميذ، وجلال حرب جاء من الإسكندرية إلى القاهرة ولمع فيها لكنه احترق، يقولون إن الوقوف فى حجرة عبد الوهاب يحمل خطرا هو إعجاب عبدالوهاب بكل شىء، فيضان الثناء والانبهار على لسانه لا يهدأ، والإعجاب يخلط بين الحسن والسيئ، ويسقط الإنسان بعدها فى ما لا يعرف».


ذهب عبدالحليم إلى مكتب عبدالوهاب فى الصباح، يصف حالته: «كنت هادئا تماما، كان رأسى يدور فى مكان آخر، حيث التقيت بإحسان عبد القدوس، كان إحسان دائما هو المتحمس للشباب ويعتز بهم، قال لى ولكمال الطويل: عبدالوهاب له طريق، وأنتم لكم طريق، عبدالوهاب سوف يستفيد منكم، وسيأخذ أحلى ما فى الجديد الذى تقدمونه، وسيقال بعدها إنكم تقلدونه».


يضيف عبدالحليم: «كنت أقف فى حجرة عبدالوهاب وأنا أشعر أن قدمى ثابتة، كان فى الحجرة الشيخ محمد إسماعيل الملحن، ومعى محمد الموجى، بدأت أغنى الأغانى الخاصة بى والموجى يعزف على العود، طلب عبدالوهاب أن أغنى أغنية له، بدأت أغنى، سقطت دموع عبدالوهاب من تحت النظارة، كان يسمعنى بإحساسه، سألته: لماذا تبكى يا أستاذ؟ قال بصوت متأثر: لأول مرة أسمع فيها واحد يغنى أغنياتى من غير ما يقلدنى، أنت شخصية غنائية جديدة، وطلب أن أدور حول نفسى، وقال: أنت شاب رقيق تصلح للسينما، غدا توقع العقود».


فرح عبدالحليم، لكن الموجى وكمال كانا خائفين، يذكر عبدالحليم: «قال الموجى: هذا الرجل سيأخذك منا، قلت: سأكتب فى العقد إنك وكمال الطويل ستلحنان لى»، ويضيف أنه فى الصباح ذهب إلى مكتب عبدالوهاب لتوقيع عقد بمائتى جنيه، يذكر: «من شروط العقد أن تختار لى شركة الأسطوانات كلمات الأغنية، وقلت: لا، وتم تعديل الشرط، أنا اختار بنفسى كلمات أغنياتى، وفى عقد شركة الأفلام شرط أن يلحن لى عبدالوهاب كل أغنيات الأفلام، وقلت: لا، أيضا يلحن كمال الطويل والموجى، وتغير الشرط».


أما المخاوف فعبر عنها، قائلا: «عقود عبدالوهاب لن تنفذ»، رد عبدالحليم: ماذا؟ يضيف: «بدأت شركة الأسطوانات تسجل الأغانى، جاءت أغنية «على قد الشوق»، لحنها كمال لأحد كبار المطربين، رفض المطرب أن يغنيها، إلا إذا تغير اللحن، لكن كمال قال: لا، وغنيت أنا على قد الشوق، وصافينى مرة التى نبهت الناس إلى صوتي، أما أغنية على قد الشوق فنبهت الناس إلى اسمى».


يضيف عبدالحليم: «كانت على قد الشوق نهاية مشوار وبداية آخر، لا أحد يعرف أننى غنيت قبل هذه الفترة لعبدالرؤف عيسى وصلاح محمود وخليل المصرى وعبدالحميد توفيق زكى ومحمد عفيفى وأسماء غيرهم، لكن كان مشوارى الحقيقى مع كمال والموجى، أرى أن الفتافيت التى يرميها كمال من لحنه فى إمكانها أن تصنع ألحانا أخرى، فكمال يحب أن يكون لحنه بناء كاملا لا يحتاج إلى زخرفة، الموسيقى التى يؤلفها هى تدفق فى الإحساس وبساطة فى التعبير، وكمال هو الذى وضع ضرورة التوزيع الموسيقى بصورته الحالية، أما محمد الموجى فهو بسيط، وألحانه تتحدى الزمن بما فيها من عمق، ونحن الثلاثة نسير فى مشوار النجاح».


وعن عبدالوهاب يقول: «هو الذى مهد الطريق أمام الأذن فى الشرق لتسمع الموسيقى الجديدة، وليس هو الذى «يلطش» موسيقى الغرب، هو نوع من الفنانين الذين تعيش الموسيقى فى عقلهم الباطن وخلاياهم، وجاء بعده من وسعوا دائرة الاستماع للموسيقى الجديدة، هو فنان حساس، حريص وليس بخيلا، لا يقتل الفن ولا الفنانين كما يقولون عنه، تلميذ دائم أمام فنه، يعيش بالصدق والخبرة معا، كل ما فى حياته محسوب، الطعام، النوم، يحرص على الصحة، وحتى عندما يختلف مع أحد فإنه يختلف بذكاء».










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة