الكثير من الجدل حول التربية الحديثة سلبياتها أكثر من إيجابيتها، تعتبر الأساليب العصرية غير المباشرة في تربية الأبناء تحديا كبيرا للأهالي، حيث يجب الاعتدال في المعاملة وليس الإسراف في الدلال أو القسوة، يجب عليهم تعلم كيفية الاستماع للطفل وترك المساحة له للتعبير عن حاجاته، وتعلم الاسترخاء للوصول إلى الحوار والابتعاد عن المعاملة السلبية للطفل، فضلا عن الانتباه للكلمات التي تقال له.
وإليك بعض أساليب التربية الحديثة:
1- أسلوب المدح والثناء والابتعاد عن الصراخ والعقاب، يجب الاعتدال بين العقاب والمدح، وتتنوع أساليب العقاب بين الآباء للأطفال ولكل مرحلة عمرية طريقة مناسبة لها، ويعتبر أسوأ شكل من أشكال العقاب هو الضرب، يقلل من ثقتهم لنفسهم، كما أن الأثر النفسي للضرب يكون أسوأ عليهم، خاصة إن كان أمام الآخرين، يصعب عليه تكوين شخصية مستقلة وقوية.
2- يجب أيضا تجنب الثناء المستمر، من الضروري تشجيع طفلك ومدحه عندما يحقق إنجازا ما، ولكن يجب عدم المبالغة لكي لا يتولد شعور بالغرور والتعالي.
3- أسلوب تقديم الخيارات المتعددة، تقدم مجموعة من الاختيارات كاختيار الملابس أو الطعام، يجعل هذا الأسلوب من طفلك شخصا متخذا للقرارات بمفرده في المستقبل، حيث ينمي لديه الثقة بالنفس.
4- ملاحظة أفعالك أمام طفلك، يكتسب الأطفال سلوكهم بشكل أساسي من خلال ملاحظة أفعال والديهم أو الأشخاص البالغين حولهم، فيجب الحرص على استخدام كلمات لطيفة ومهذبة وتجنب الصراخ أو أي سلوك سلبي، والإكثار من الكلام اللطيف والمهذب.
5- استغل أخطاء طفلك لكي تعلمه، بدلا من أن تفرض عليه الاعتذار فقط وعقابه، يمكن استثمار هذا الخطأ في تعليم طفلك كيف لهذا الخطأ قد يؤثر على مشاعر الأشخاص المحيطين به، مما سيعلم طفلك كيف يتصرف على نحو أفضل في المرة القادمة.
6- تعريض الأطفال للفشل، يحاول بعضُ الآباء إنقاذ أطفالهم من الفشل قبل أن يقعوا فيه، لكن من مصلحة الأطفال أحيانا أن يختبروا مشاعر الفشل بأنفسهم للتهيؤ نفسيا لاحتمالات الفشل في المستقبل، وليكونوا قادرين على تقويم الأمور بأنفسهم عندما لا يجدون والديهم قربهم، مما يمنحهم مرونة وثقة بالنفس وقدرة على تجاوز العقبات.
7- وضع قواعد وحدود واضحة، إن وضع الآباء للقواعد والضوابط الواضحة لأطفالهم أمر يتوافق مع الطبيعة الفطرية للأطفال، إذ يحتاج الأطفال إلى مسار واضح بقواعد محددة ووسائل مناسبة تساعدهم على النمو والتطور بأفضل شكل ممكن، فمثلا يمكن للأهل أن يضعوا قواعد واضحة بشأن موعد نوم طفلهم وألا يربكوه بأن يسمحوا له يوما ما بالنوم متأخرا وفي اليوم الآخر يعاقبوه إذا تأخر في نومه، وينطبق الأمر على بقية السلوكات الروتينية للطفل.