تتجه أنظار ملايين الأمريكيين وآخرين حول العالم إلى شاشة ABC لمشاهدة المناظرة الرئاسية الأولى، وربما الوحيدة، بين المرشحين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، والتي ربما يحسم أداء كلا منهما فيها مصيره فى السباق إلى البيت الأبيض.
ويستعد كلا المرشحين التي تجرى مساء الثلاثاء، للمناظرة بطريقتين مختلفتين للغاية، ففي حين تعتكف هاريس فى فندق بمدينة بتسبرج بولاية بنسلفانيا للتدرب بشكل جيد على مواجهة ترامب ومحاكمة المناظرة مع تمثيل أحد مساعديها لدور الرئيس السابق، فإن ترامب لا يؤمن باستراتيجية الاستعداد للمناظرة، ويرى أن شيئا ما يمكن دائما أن يقلب الخطط رأسا على عقب.
وقالت هاريس إنها تستعد لترامب للرد على الإهانات والحقائق التي لا تقدم بصورة صحيحة، حتى فى الوقت الذى ترى حملتها أهمية التركيز على الطبقة المتوسطة وآفاق المستقبل الأفضل للبلاد. وقالت هاريس فى مقابلة إذاعية إنه ينبغي الاستعداد لحقيقية أن ترامب ليس محملا بعبء قول الحقيقة. فهو يميل للقتال من أجل نفسه وليس من أجل الشعب الأمريكي، وهذا ما سيتضح على مدار المناظرة.
وفى إطار استعدادها، تتدرب هاريس على المناظرة، ويقوم بدور ترامب أمامها فى تلك التدريبات فيليب رينس، المساعد السابق لهيلارى كلينتون. وتقول هاريس إنها تفهم ترامب على مستوى نفسى أعمق. وقد حاولت فى خطاباتها، مثل خطابها أمام مؤتمر الحزب الديمقراطى الشهر الماضى، أن تظهر أنها ستكون زعيمة أقوى منه، وهى الحجة التي تتعارض مع رغبة ترامب فى إبراز القوة وإظهارها.
وكانت مناظرة ترامب أمام الرئيس جو بايدن فى يونيو الماضى قد قلبت السباق الرئاسي رأسا على عقب، بسبب أداء بايدن الكارثى فيها، والذى أدى فى النهاية إلى تنحيه عن الترشح وتأييده لهاريس. وتقول مجلة مجلة تايم إن حملتى هاريس وترامب تدركان جيدا أن المواجهة الأولى بينهما بشكل شخصى يمكن أن تكون حدث حاسم فى السباق المتقارب.
من جانبه، استبق ترامب المناظرة بانتقاد شبكة ABC New ومذيعيها اللذين سيقومان بإدارة المواجهة، وزعم أنه لن يتم معاملته بشكل عادل، لكنه قال إنه يعتزم السماح لهاريس بالحديث مثلما فعل فى مناظرته السابقة مع بايدن.
وقال مساعدو الرئيس السابق إن هذه المناظرة لن تختلف عن مواجهته مع بايدن ولن يقوم فيها بأى استعدادات إضافية أو محاكاة أن تدريب، ويشيرون إلى نشاط ترامب من إجراء مقابلات وتلقى أسئلة فى مؤتمرات صحفيه والمشاركة فى بودكاست يستمر ساعات وأيضا فى اللقاءات المفتوحة.
من جانبها، قالت مجلة بولتيكو إن المناظرة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب ربما تكون أفضل فرصة للرئيس السابق لاستعادة مكانه فى السباق الرئاسي مجددا.
إلا أنها أشارت إلى أنها فرصة يخشى بعض الجمهوريين من أن مرشح الحزب قد ينسفها، لاسيما لو دخل ترامب فى هجوم شخصى ضد منافسه الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس. وحث مسئولون بارزون من الجمهوريين ومستشاريهم على مدار أسابيع أن يبقى تركيزه على انتقاد سجل هاريس السياسى، لكنه واصل الإشارة إلى عدم اهتمامه بالتراجع عن الهجوم الشخصى.
وقال نيوت جنجريتش، رئيس مجلس النواب الأسبق، إنه يتوقع أن تكون هاريس فى المناظرة قوية للغاية، وستحاول إغضاب ترامب والتطرق إلى أمور شخصية وتحاول الإساءة إليه، وأضاف أنه يأمل أن يكون ترامب رئيسا حقيقيا، فى حين ستكون هاريس شبه نائبة رئيس. فترامب شخص يعرف قادة العالم ومر بالكثير وعليه أن يكون هادئ وثابت ويتمسك بالاختلافات الحقيقية.
وتقول تراشيا ماكلاين، وهى واحدة من الخبراء الاستراتيجيين الجمهوريين الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن قدرة ترامب على الابتعاد عن الهجمات الشخصية، إنها تصلى أن يكون ترامب منضبطا، لكنها تعترف أن الأمر قد لا يكون كذلك، وتقول إنه لو شعر ترامب أنه محاصر فى زاوية أو شعر أن الأمر أشبه بثلاثة ضد واحد، فربما تكون تلك مشكلة. وأشارت إلى أن ترامب قد يغضب بشدة لو شعر أنه محاصر من هاريس ومن مديرى المناظرة ديفيد موير ولينسى دافيس.
وقبل ساعات من المناظرة، صعد ترامب من حدة خطابه وهدد بسجن خصومه فى حال فوزه فى السباق الرئاسي، وقال إنه سيسجن هؤلاء المتورطين فى "سلوك عديم الضمير" فى هذه الانتخابات، والتي ستكون محل تدقيق شديد.
وكتب على منصته للتواصل الاجتماعى "تروث سوشيال": "عندما أفوز، فإن هؤلاء الذين قاموا بالغش سيتم ملاحقتهم إلى أبعد مدى قانونى، والذى سيشمل أحكامًا مطولة بالسجن حتى لا يحدث مجددا هذا الفساد للعدالة، فيما رأت الوكالة أن تشكيك جديد فى نزاهة الانتخابات، حتى على الرغم من أن الغش أمر نادر للغاية.
وقالت أسوشيتدبرس إن رسالة ترامب تمثل أحدث تحذير من جانبه استخدام منصب الرئاسة لممارسة الانتقام إذا فاز بفترة رئاسية ثانية. وأشارت الوكالة إلى عدم وجود ألة على هذا النوع من التزوير الذى لا يزال يصر على أنه حدث فى انتخابات 2020. بل إن العشرات من المحاكم والمسئولين فى ولايات يحكمها الجمهوريون وإدارته الخاصة قالوا إنه خسر الانتخابات السابقة بنزاهة.