دينا شرف الدين

"البكالوريا" وأمل فى منظومة تعليمية متطورة

الجمعة، 17 يناير 2025 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالحديث عن مصادر تشكيل الوعى التى كما نعلم تنقسم إلى مصادر مباشرة وأخرى غير مباشرة، ويعد التعليم أهم موارد تشكيل الوعى المباشر، والذى تعتبر المنظومة التعليمية القائمة هى مصدره الأساسى، وكلما ارتقى هذا التعليم وازدهرت منظومته كلما آتت أُكلها وحققت أهدافها من خلال إخراج أجيال من المراحل التعليمية المختلفة، قد استوعبوا وتعلموا ما يقدم لهم من مناهج موضوعة بعناية تضاهى أحدث طرق التعليم التى يعمل بها العالم، لا إخراج أجيال من حاملى شهادات تعليمية غير ذات قيمة عندما يخرج هذا الطالب ليس أسعد حالاً مما دخل، وفى هذه الحالة لا تكون هناك أية قيمة لتلك الشهادة التى لا تتعدى كونها مجرد حبر على ورق.

أما عن "التعليم" وما أصابه من تدهور بالعقود الثلاثة الماضية، قد كان السبب الأول الذى أدى إلى هذه الحالة المتدنية التى يتسم بها جيل اليوم.

ولكن:
فى ظل إرادة الدولة وقيادتها التى انتفضت لإصلاح ما أفسدته السنوات بكل المناحى والمجالات بطريقة متوازية، قد تم وضع خطة لتطوير منظومة التعليم ووضعها على خريطة المنافسة لنظم التعليم العالمية المتطورة وفقاً لمقاييس مدروسة لإعادة إدراجها بالتصنيف العالمى، بعد أن خرجت منه بفعل سنوات الانحدار والفساد الذى نال من كل شىء.

فقد قبلت الدولة ووزارة التعليم التحدى، وأصرت ألا تستسلم لإحباطات لا أول لها من آخر من قائمة طويلة تضم هؤلاء المنتفعين الذين لا يسعدهم ولا يتناسب وأهوائهم أن يتم تطوير منظومة التعليم المهلهلة التى أطاحت بمستقبل أجيال بعينها من الجهال الحاملين لشهادات جامعية بمختلف التخصصات.

وقررت التصدى بكل الطرق والوسائل لعصابات التعليم المعروفة لدينا جميعاً، وشنت حرباً ضارية على مراكز الدروس الخصوصية وسماسرة التعليم بلغة العصر، فى محاولات مستمرة لتحجيمهم عن طريق توفير المنصات الرقمية للطلاب، وما زالت المهاترات مستمرة.

ثم خرجت مؤخراً أحدث القرارات الجريئة التى تهدف لمواكبة نظم التعليم العالمية والإطاحة بالطرق التقليدية البالية الراسخة، والإعلان عن البديل الأحدث والأمثل لبعبع الثانوية العامة، وهو نظام البكالوريا.

فقد تعددت فلسفة النظام الجديد لتشمل:
- تنمية المهارات الفكرية والنقدية بديلاً عن الحفظ والتلقين.
- التعلم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية.
- التقييم المستمر وتقسيم المواد على عامين على الأقل.
- الاعتراف الدولى والفرص المتعددة من خلال جلستى امتحان سنوياً، ما يعنى أنه هناك منافسة عالمية قد تغنينا عن أنظمة التعليم الأجنبية بالشهادات المعادلة المختلفة الجنسيات ما بين أميريكية وبريطانية وكندية.

إلى جانب تسهيل طرق الامتحانات وزيادة فرص الطلاب فى رفع مستويات درجاتهم عن طريق زيادة عدد المحاولات على غرار طرق الامتحانات بالشهادات الأجنبية.

إذ إن الامتحانات تتاح بفرصتين فى كل عام دراسى فى شهرى مايو ويوليو لمواد الصف الثانى الثانوى، وشهرى يونيو وأغسطس لمواد الصف الثالث الثانوى.
ويكون دخول الامتحان للمرة الأولى مجاناً وبعد ذلك بمقابل لكل امتحان قدره 500 جنيه رسم امتحان، حيث تحتسب درجة كل مادة من المواد السبع من 100 درجة، ويكون المجموع النهائى للطالب بجمع الدرجات الحاصل عليها لكل مادة.

وبالنهاية تحتسب للطالب كل المحاولات التى تقدم لها وترصد كافة درجات محاولاته ويحدد العام الدراسى الذى تقدم فيه الطالب لكل محاولة.

وبحسب تصريحات وزير التربية والتعليم، فإنه يجوز للطالب دراسة مواد إضافية فى أى مستوى فى حالة رغبته فى تعدد المسارات، وذلك بعد انتهاء المسار الأساسى، وأن يكون الحد الأقصى لعدد سنوات الدراسة للمرحلة الرئيسية 4 سنوات بخلاف الصف الأول الثانوي.

نهاية:
ما زالت عملية الإصلاح مستمرة وما زال أعداء النجاح يتساقطون واحداً تلو الآخر، وما زلنا بانتظار عودة المنظومة التعليمية لسابق عهدها وبكامل إمكاناتها التى كانت تهتم بالتربية إلى جانب التعليم بل ربما تسبقه.

فكلما ارتقى مستوى التعليم بأمة، ارتقت مستويات وعى وأخلاقيات مواطنيها درجات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة