سامى عبد الرحمن

معلمى.. طبيب نفسى

السبت، 04 يناير 2025 06:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هذا ما وقعت عليه عيناى بعد أسرتى فى سن السادسة من عمرى بعد ان حصلت على لقب التلميذ سامى احمد السيد عبد الرحمن الصف الأول الابتدائي الأزهرى بمعهد أبو بكر الصديق الكائن في شارع بورسعيد بمنطقة الوايلى محافظة القاهرة، وهذه كانت أول علاقاتى الاجتماعية بعد أسرتى بالأستاذ حسن ابو القاسم مدرسى أطال الله فى عمره.


ولا أخفيكم سرا عن حالتى كطفل تاركا أسرته التى عاش فى كنفها 6 سنوات لا يرى إلا وجوه والده ووالدته وأخوته .. كيف أتركهم وأظل فى مدرستي وحيدا قرابة 6 ساعات يوميا طيلة أسبوع يبدأ من السابعة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا من السبت إلى الخميس 


كنت لا استطيع تحمل ذلك غاضبا أحيانا وباكيا فى أحيان أخرى ..متسائلا كيف "أترك بيتنا واروح المدرسة لوحدى" .. وفى هذه الايام الاولى من دراستى وجدت وجها مبتسما بشوشا يسمعنى ويحتضنى يعلم ما يدور فى رأسى كطفل لم يتجاوز السادسة من عمره .. متحدثا "ما تخافشى لو عايز اى حاجة قولى" .. وهذا ما نفتقده الآن فى مدارسنا ان نجد المدرس فى دور الطبيب النفسى الذى يقوم بإزالة ما نشعر به فى الأسابيع الاولى من اول عام دراسى فى حياتك .. وتأهيلك كطفل تحب المدرسة وتنتظر قدومك إليها يوميا .. واذا لم تجد من يحنو عليك ويقلل من غضبك تجاه المجتمع الجديد الذى اخدك من حضن والدتك ووالدك من الممكن أن يأخذ الطفل منحنى آخر يكرهه فى المدرسة بعد استشعارك اليومى بأنك طفل منبوذ ولابد أن تتعلم غصب عنك وهذا كفيل ان يجعلك تريد أن تترك المدرسة دون تعليم .


ومثلما كان هناك أستاذ حسن ابو القاسم الذى فتح إلى ذراعيه واستقبلنى بأبتسامته المعهودة كان هناك أساتذة آخرين يسخرون منك كطفل ولا يعيرون لك اهتماما وأذكر منهم أستاذ مجدى واستاذ عماد لا أدرى اذا كانوا بيننا أو توفاهم الله .."مثلما كانوا يقولوا فى السابق".. التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر .. ارى ان ذلك كأنه الامس القريب ولم يمر عليه نحو أربعين عاما 

هذا هو مدرسى .. وما كان سببا ايضا فى تخفيف عبء الاسابيع الاولى من حياتى المدرسية انه بالمصادفة كان والدى رحمة الله عليه يعمل فى المبنى المجاور لمعهدى فى منطقة الوايلى وكانت إدارة الحماية المدنية بالقاهرة أو ما يطلق عليها المطافى .. وكان فصلى فى الطابق الثالث وكان المعهد الازهرى يطل على ساحة المطافى وفى الفسحة كنت اتوجه إلى السور الفاصل بين المعهد والمطافى واشب حتى ارى والدى يقوم بتدريب المجندين الجدد والعساكر على أعمال الإطفاء والحريق وكنت فخورا جدا .. واقول لزملائى "بابا اهو"   الذى ظل يعمل هناك طيلة 10 سنوات كنت حصلت على شهادة الابتدائية وانتقلت إلى معهد أزهريا آخر لاستكمال دراستى الإعدادية .

أستاذ حسن من عشقه فى أداء دوره كمعلم وطبيب نفسى للتلامذة الجدد أطلق اسم رحاب على نجلته الاولى تيمنا بتلميذة نجيبة كانت معنا فى المعهد الازهرى اسمها رحاب على السيد 


كل ما استطيع قوله شكرا يا أستاذ حسن ابو القاسم على كل دعم قدمته لى ولزملائى ونحن نخطو  أولى خطواتنا نحو المستقبل ونتطلع أن نحسن ما زرعتوه فينا تجاه تعليمنا الازهرى الذى نفخر به.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة