حنان يوسف

دور الإعلام فى مواجهة الإرهاب

الإثنين، 06 يناير 2025 03:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعتبر ظاهرة الإرهاب ظاهرة معقدة ومدمرة للإنسانية ويجب على الجميع مسئولية مواجهتها والوقوف بحزم أمامها وأمام الجماعات الإرهابية، والإعلام الآن أصبح سلاحا من أهم أسلحة مواجهة الإرهاب أو على الجانب الآخر يتم استخدامه من قبل الجماعات الإرهابية لترويج أفكارهم المسمومة .
وهنا تأتى أهمية رصد هذه العلاقة التشابكية من خلال تبنى فرضية تقاسم المعرفة والتى تشير إلى ضرورة بناء أطر تنظيمية للعمل بين كل من وسائل الإعلام والجهات المختلفة لمواجهة الإرهاب، فكلاهما يؤثر ويتأثر فى الآخر، وهناك دوائر للحركة تميز كل قطاع منهما عن الآخر وإن كان لا بد من التشبيك بينهما من أجل إحداث نتائج ملموسة فى مكافحة ظاهرة الإرهاب، فبعض وسائل الإعلام قد تدعو فى تغطيتها لأحداث الإرهاب إلى إثارة الجماهير وتضخيم المعاناة وعدم الإحساس بالرضا والقناعة من خلال بعض البرامج والمقالات التى تتحدث عن الظلم الاجتماعى.

وكذلك هناك قصور فى عدم قيام بعض وسائل الإعلام بدورها فى التنشئة الاجتماعية السوية والتربية الدينية الصحيحة وترك الساحة للمتطرفين فى تفسير الدين بما لا يتفق مع الإسلام الصحيح وإضفاء البطولة الزائفة على الإرهابيين وتسليط الأضواء عليهم من خلال التركيز المستمر فى مختلف الوسائل على تفاصيل العمليات الإرهابية، وهو ما يحقق لهم دعاية مجانية واسعة تدفعهم إلى التمادى فيما يفعلون، وتدفع بعض الساخطين إلى الانضمام إليهم.
ومن هنا كانت المعادلة الصعبة بين الإعلام الصادق فى تغطية الأحداث، وتجنب الآثار السلبية للتفاصيل المثيرة وذلك فى محاولة لفهم البيئة التى يعمل من خلالها الإرهاب مستغلا وسائل الإعلام فى تحقيق غاياته فى التخريب والتدمير للواقع وخريطة العقل العربي.

وهو ما يستدعى ضرورة العمل بشكل استراتيجى نحو إدارة المعرفة تجاه الإرهاب، حيث تعتبر المعرفة تجاه سبل مواجهة الإرهاب أمر حيوى، وتهتم إدارة المعرفة بخلق واكتساب وتكامل المعرفة والاستفادة منها داخل سياق الإعداد التنظيمى.

وتتضمن أنشطة الإدارة المعرفية الرئيسية تجاه قضايا الإرهاب مما يلى خلق المعرفة بموضوعات الإرهاب. واكتشاف المعرفة تجاه خطورة الإرهاب وشراء المعرفة حول العمليات الإرهابية واكتساب المعرفة حول قضايا الإرهاب وتوزيع ونشر المعرفة حول الإرهاب .وإضافة قيمة إلى بيانات المعرفة من المعلومات حول ظاهرة الإرهاب واسترجاع المعرفة والمعلومات أو البيانات حول الإرهاب وقياس وتحديث المعارف.

ولكن هناك معوقات فى تبادل المعرفة تجاه قضية الإرهاب، ومنها أسباب عديدة يتعلق بعضها بمحتواها الخطر، والمعرفة هى القوة التى تحرك وتتحكم باعتبارها مصدر قوة يشجع على تجميعها مما يؤثر بصورة سلبية، حيث قد نجد أن من يعرف معلومات يجهلها الغير يشعر بزيادة أهميته عن غيره ممن لا يعرفون تلك المعلومات وقد يرفض مشاركة غيره فى تلك المعلومات حول الإرهاب، كما أن أسلوب التعامل لا يشجع على الإطلاق على تبادل المعلومات بأى وسيلة، وبينما يعتقد البعض أهمية تبادل المعلومات لإجراء التعامل فإنهم لا يمتلكون وسيلة ليكون التبادل المعرفى إلزاميا داخل المؤسسة بالإضافة لصعوبة تقييم المعلومات .

ومن هنا يأتى ضرورة حرص وسائل الإعلام على عدم المبالغة والتهويل فى تغطية العمليات الإرهابية والتركيز على إبراز الآثار السلبية الناجمة عنها، ومناشدة وسائل الإعلام بتوخى الحذر الشديد عند تغطية الأحداث الإرهابية، واعتبار وسائل الإعلام التى تدعم تلك التنظيمات جزءًا من الإرهاب التكفيرى وتطوير التنسيق بين المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة لفضح التنظيمات الإرهابية وكشف مصادر تمويلها وتسليحها. وضرورة تبنى خطاب إعلامى تنويرى لعرض الإسلام الوسطى وأسس الدين السمح ونشر ثقافة الوعى الدينى المستنير وتكثيف برامج التصحيح الفكرى باستخدام مختلف وسائل الإيصال الجماهيري.

ووكذلك التركيز فى الرسائل الإعلامية الموجهة للخارج على التمييز بين حرية الرأى والإبداع والتى يجب احترامها والانحياز لها والدفاع عنها وبين مسئولية الإعلام الغربى فى ضرورة احترام عقائد وأديان الآخرين وعدم الربط بين الإرهاب والإسلام. وإنشاء قاعدة معلوماتية إعلامية حول ظاهرة الإرهاب، والعمل على تحليل تلك المعلومات بما يضمن كشف الإرهابيين إعلامياً وثقافياً. ووضع آليات للتعاون بين التنسيق الإعلامى والأمنى بحيث يحدث تقارب وتكامل فى الخطاب الاعلامى فى مواجهة الارهاب .وضرورة استثمار الإعلام الجديد فى تقديم معالجة إعلامية بناءة تجاه قضايا الإرهاب وأيضا مكافحة الإرهاب الإلكترونى على شبكة الإنترنت .

وبالإضافة إلى تبنى برامج إعلامية شاملة تهدف إلى تنمية الوعى الوطنى العام ضد الإرهاب وتكريس حب الوطن وأهمية الانتماء إليه فى أوساط المجتمع، والتصدى لما يطرح عبر وسائل الإعلام من مغالطات وأفكار مغرضة للتأثير السلبى على الشباب.مع التزام وسائل الإعلام بمسئوليتها الاجتماعية فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وأمان المواطنين ورعاية وسلامة وحدته الوطنية وتركيز الخطاب الإعلامى على تفعيل أنشطة المدراس والجامعات والجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية فى مواجهة الإرهاب وخاصة على شبكات التواصل الاجتماعى .

وكذلك ضرورة الاهتمام بتفعيل دور المجتمع المدنى فى التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة من أجل تبنى تيار متكامل على المستوى الحكومى وغير الحكومى على حد سواء يعمل بمنهجية تقاسم وتبادل المعرفة والخبرات فى مواجهة ظاهرة الإرهاب، والتعامل معها باعتبارها ظاهرة شديدة التعقيد يتطلب مواجهتها التكاملية والتشبيك من قبل كل قطاعات وقوى المجتمع العربى أجمع من أجل مستقبل أكثر أمنا واستقراراً لأوطاننا وحماية مجتمعاتنا وتحقيق السلام المجتمعى الذى يوفر البيئة الصالحة للتنمية وصناعة المستقبل.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة