زكى القاضى

مهران يبحث عن صنايعي

الثلاثاء، 07 يناير 2025 10:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المهندس أحمد مهران، أحد العاملين المتميزين في مجال تصليح السيارات، وأسعاره جيدة للغاية، لذلك يلجأ إليه الكثيرون لتصليح سياراتهم _ وأنا منهم_، ورغم شطارته الملحوظة، فإن ورشته لا تضم سوى أسطى واحد تقريبا، هو الأسطى سيد، والأسطى سيد مميز أيضا في صنعته، ويبذل جهدا كبيرا فيها، غير أنه أسطى واحد فقط يعمل في الورشة، مع بعض " الصبيان الطيارين"، الذين يتوافدون على الورشة ولا يستمرون فيها، رغم أن الشارع ذاته الذى تتواجد فيه عدة ورش، هناك كثير من الشباب والصبية يعملون سائقين لـ" تكاتك"، وبعض منهم يجلس بدون عمل، في ظل توقف أعمال البناء منذ سنوات، أو قلة أدواتهم التنافسية في السوق، بل وانعدام المهارات لدى كثير منهم.

سألت المهندس مهران بشكل مباشر، ألا تستحق الورشه أن يتواجد فيها أكثر من صنايعى، ومن حق الأسطى سيد أن يكون رقم واحد على آخرين، بل من حقه أجازة حينما يكون لديه بديل، فجاوبنى بكل صراحة " لا أجد صنايعى مناسب"، وقد قام باعلانات على صفحته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعى، فأخبرته بأن االطريق الأنسب للحصول على صنايعنى جيد، هو أن يذهب للورش الأخرى وأن "يستعدل" منهم صنايعى يعمل معه، فرفض الرجل بكل شهامة، وقال أرفض تماما أن أفعل ذلك، فقلت له بشكل مباشر" لا تأخذ من الورشة الصنايعى رقم واحد، لكن يمكن ان تأخذ أحد الصبيان وتدربه"، فقال لي ردا عجيبا :" أنا عايز واحد أعلمه ميكونش اتعلم خالص، بس مهم يكون عنده رغبة في التعلم".

و مع تلك الرغبة منه يمكن القول "المهندس مهران يبحث عن ميكانيكى، ومن لديه الرغبة في التعلم، وامتلاك ناصية الشغلانة، فليذهب إليه في ورشته القريبة من مترو السيدة زينب".

من ذلك القول البسيط يمكننا أن نتوافق جميعا على أن هناك بالفعل ندرة في الحرفيين وأصحاب المهن اليدوية، بل وهناك مهن شاقة هرب منها البعض لقلة العائد منها، كما حدث انفصال للأسف بسبب السوشيال ميديا مد خط التعلم بين الشباب و آبائهم، وهناك مهن معرضة للانقراض والخط متصل مثل الترزجية، والعاملين في قطاع السيارات عموما " السمكرية والبوهيجية، والتكييفات، والعفشجية"، وكل دائرة العمل في هذا القطاع، بالإضافة لذلك هناك ندرة قد لا يدركها البعض في مهن مثل " النقاشة" و صنايعية " السيراميك" و " المحارة" بعد توقف أعمال البناء، وكذلك العاملين في صناعة الخشب، وكثير من تلك المجالات التي لا ينفع فيها أن نرسل رسالة للذكاء الاصطناعى فيخرج لنا منتجات مادية واقعية، فلا يمكننا أن نفتح الصبح هواتفنا ونقول لها " صباح الخير مستر ذكاء اصطناعى... أنا عايز أصلح عربيتى دلوقتى.. صلحها!!!".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة