أكرم القصاص

المجد والدين لله والسلام للبشر.. "كنز المصريين" وبركة المسيح

الأربعاء، 08 يناير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

«الْمَجْدُ للهِ فِى الأَعَالِى، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ المسرة». دعوة ومبدأ وآية، ترتفع فى عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وهو نبى السلام إلى العالم، الذى شرفت مصر بقدومه وأمه السيدة مريم العذراء، فى رحلة اللجوء إلى مصر، وهى رحلة مقدسة نثق أنها باركت مصر فعلا، ومنحتها هذا التسامح والخلطة السرية، التى نشعر بها وقد نعجز عن التعبير عنها.


وقد اعتدنا نحن المصريين، أن نحضر ونحتفل معا بالأعياد، التى تبقى بروح الإيمان، لكنها تخرج إلى الشوارع والمنازل والقلوب لتفرض وجودا مختلفا، وفى كل احتفال بالكاتدرائية نرى المشاهد التى نطمئن فيها لأننا معا، وأن «الله معنا»، ونقرأ كثيرا تعبير «فى مصر فقط»، وهو أمر نرصده دائما لرجل شرطة يصلى أمام تمثال للعذراء فى كنيسة ومسيحى يحضر خطبة الجمعة، وقرآن فى عزاء مسيحى، وشاب فى العمرة يدعو لجاره أو سيدة لجارتها، وشيخ لشفاء صديقه، ويشعل المصريون شمعة بنية الدعاء، مثلما يبقى ضريح الإمام الشافعى، والسيدة زينب والسيدة عائشة، وبالتالى لا يصدمنا أن نرى المسلمين أغلبية داخل الكنيسة فى احتفالات عيد الميلاد أو حتى قداس القيامة، وهى تفاصيل لا علاقة لها بالدين، لكنها ترتبط بالإيمان وبالدنيا، التى هى أساس الأديان التى نزلت من أجل سعادة البشر، وبالتالى فقد ظهرت أمراض اجتماعية حول هذه المشاركة، والتسامح، لدرجة أننا نرى بشرا من الصعب اعتبارهم بشرا، يجادلون فى تهنئة أو مشاركة، ويزعمون أنهم أكثر إيمانا بينما هم أكثر بشاعة، لكونهم يفتقدون التسامح وتعايش المصريين وهم يبنون حياتهم ويواجهون التحديات معا.


وربما لهذا ينتظر المصريون إلى أن تكون الدولة، ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، حاضرة فى عيد الميلاد تهنئهم، وقد كسر الرئيس السيسى قاعدة استقرت لعقود، وكان أول رئيس يحرص سنويا على مدى 10 سنوات على حضور قداس الميلاد، ليرسل عن طريقه رسائل طمأنة، تأكيدا على أن «كنز» المصريين هو التسامح والوحدة والتجانس، الذى صار على مدى عقود مواثيق تعايش، ربما كانت فى مصر قبل ظهور الأديان السماوية، لأن مصر كانت دائما مكانا يضىء القلوب، وهو ما يضاعف من شعور الناس بالطمأنينة، والمشاركة التى تعبر فوق كل شىء.


ولهذا فإن مفتاح مصر هو وحدة أهلها، وهى صيغة وسر يحتفظ به المصريون ويشهروه دائمنا فى وجه كل من يسعى للإيقاع أو توظيف العقيدة التى نزلت لسعادة البشر فى الشر والتفرقة.


المصريون لديهم ما يكفى للافتخار بأنهم يعرفون الإيمان أكثر من كل المدعين، وأنصار الطائفية وكارهى أنفسهم من ناشرى الأحقاد وصناع اليأس، لأن المصريين قادرون دائما، وسط كل انشغالاتهم بتفاصيل الحياة والرزق، على ألا ينسوا أنهم يصنعون البهجة بمعادلات بسيطة تضاعف من قدرتهم على تحمل الضغوط.


ولهذا فإن المصرى، الذى يشكو البعض أحيانا، ويواجه مطالب وتحديات، لكنه لا يقنط، ولا يتنصت للمرتزقة الذين يعيشون من نشر الموت والجيف المتحللة لأفكار شديدة التخلف، وقد أصبح واضحا أن المتطرفين والتكفيريين والمحرضين إنما هم أنصار الشيطان، وأنهم وكلاء لأجهزة ودول تدفع لهم من أجل صناعة الفتنة وإضاعة الأوطان، لكن المصريين بوعيهم يمكنهم التفرقة بين الصادق والمدعى، وبين مرتزق وحقيقى، وقد نجح وكلاء الحرب فى نشر أمراضهم بدول حولنا، وفشلوا فى مصر وسوف يفشلون، لأنهم لم يعرفوا بعد سر المصريين ومناعتهم ضد أى فتن بفضل الخلطة المصرية للتسامح، والتنوع الذى يفوق أى تحرك أو شكوك أو مخاوف. 


ربما لهذا فإن الرئيس السيسى دائما ما ينبه إلى أهمية الوعى، الذى يعصم المصريين من عدوى فيروسات الفتنة والموت التى يطلقها غربان مرتزقة، يفشلون دائما لأنهم لا يعرفون مصر الواحدة المتسامحة، التى عرفت الإيمان قبل آلاف السنين والضمير العالمى، وباركها الأنبياء ولجأ لها السيد المسيح لتبقى مصدرا للإلهام والتسامح.


 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة