ليوناردو دافنشى هو أحد أشهر الفنانين على مر العصور، وهو اسم مألوف حتى بالنسبة للمبتدئين فى الفن، ويتوافد أكثر من 10 ملايين شخص كل عام لرؤية تحفته الفنية الموناليزا، فى متحف اللوفر، ولكن من هو؟
وفي كتاب جديد لمؤرخ الفن ستيفن جيه كامبل بعنوان "دافنشي.. حياة لا يمكن تعقبها" يستكشف كامبل ما نعرفه وما لا يمكننا معرفته أبدًا عن عبقرى عصر النهضة فى الكتاب، يتناول كامبل "المخاطر الأخلاقية المترتبة على دراسة حياة الماضي" ويوضح أن "الثغرات والتناقضات في ما نعرفه عن حياة ليوناردو تظهر شخصية أقل شهرة وأكثر أهمية تاريخيًا".
من المقرر أن يصدر كتاب "دافنشي.. حياة لا يمكن تعقبها" عن دار نشر جامعة برينستون في الرابع من فبراير 2025، وسيكون هذا الكتاب العاشر الذي يكتبه كامبل منذ عام 1994، ويركز كتابه التاسع على تاريخ عصر النهضة الإيطالي.
وقال مؤلف الكتاب لموقع news.artnet: "لقد كنت أفكر في مقال الشاعر والناقد بول فاليري في عام 1894 عن ليوناردو، فقد أكد أننا نعرف الكثير عن فكر ليوناردو، من خلال الكم الهائل من الدفاتر والرسومات، ولكن هذه "شظايا مرئية من شخصية اختفت تمامًا، مما يجعلنا مقتنعين على قدم المساواة بوجوده الفكرى واستحالة معرفته بشكل أفضل".
وبعد عامين، نشر مؤرخ إيطالي وثائق تشير إلى أن ليوناردو كان قد حوكم في شبابه بتهمة اللواط، ثم بُرئ، وبالنسبة لسيجموند فرويد، الذي كتب في عام 1910، كانت هذه التفصيلة هي المفتاح الرئيسي الذي فتح الحياة النفسية والعاطفية لليوناردو، وشخصيته بالكامل.
وهناك فترات طويلة من السنوات لا نملك عنها سوى القليل من المعلومات أو لا نملك عنها أي معلومات على الإطلاق ــ تدريبه في فلورنسا وما أعقبه خلال سبعينيات القرن الخامس عشر؛ ونشاطه المبكر في ميلانو في ثمانينيات القرن الخامس عشر.
وفي حين تركت مشاريعه الشهيرة في تسعينيات القرن الخامس عشر والسادس عشر ــ العشاء الأخير ، والحصان البرونزي العظيم لحكام ميلانو، الموناليزا ــ آثاراً في الأرشيفات وفي روايات شهود العيان ــ فإننا لا نزال نعرف القليل جداً عن الكيفية التي عاش بها ليوناردو، ومجيئه وذهابه، ودائرته الحميمة وارتباطاته العاطفية، ولا عجب في وجود مثل هذه الفجوات في سجل فنان ما قبل الحداثة.
ليوناردو دافنشى
