محمد بركة

«زى النهارده».. احذروا التقليد عند المشاهدة!

الخميس، 23 أكتوبر 2008 01:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للأسف جاء صوتها جافًا يخلو من الانفعال الحقيقى واتسم أداؤها التمثيلى بالجمود، وغابت عنه رهافة الإحساس بالشخصية وتحولاتها. اشتغل صناع هذا الفيلم على «تيمة» مختلفة تمزج بين الرومانسية والأكشن فى جو من الغموض والتشويق «suspense»، محاولين البحث عن «سكة» جديدة تتمرد على الموضوعات الجاهزة وشروط النجم السينمائى الأوحد!
وجاء إيقاع العمل سريعًا، تتناغم فيه عناصر السرد والحوار والمونتاج والإضاءة والديكور لتمنحنا إحساسًا بأننا أمام حالة سينمائية شديدة «الطزاجة»، لكن المشكلة أن الفيلم تجاوز مساحة «التأثر» المباح بأعمال أجنبية ليتورط فى «التقليد المباشر» لفيلم أمريكى شهير من خلال الإغراق فى مشاهد القتل والمطاردات البوليسية!

أحمد الفيشاوى ظهر طوال الأحداث وهو «يستعير» نبرة صوت مفتعلة تميل إلى الجدية والخطورة، وظل فى أكثر من مشهد يكرر جملة كان يُفترض - حسب البناء الدرامى للفيلم - أن تثير حالة من الترقب والتمهيد للأحداث التالية، لكنها لم تثر إلا ضحك الجمهور فى صالة العرض!

لكن يظل أداء أحمد الفيشاوى على قدر عال من الحضور، وأضفى حالة من الحيوية على العمل ككل، ونجح فى خلق حالة من التوازن مع الأداء الجامد الفاتر لبسمة! وإذا كان صناع العمل قد أرادوا التمرد على الموضوعات الجاهزة والاشتغال على «تيمة» جديدة - وهذا شىء رائع يُحسب لهم - لكنهم عند التنفيذ تورطوا فى فخ التقليد الساذج لفيلم «deja vu» الذى قدمه النجم الأسمر دنزل واشنطن قبل 3 سنوات تقريبًا!

«deja vu» كلمة فرنسية نقلتها اللغة الإنجليزية كما هى بسبب عدم وجود مرادف لها، وهى تعنى هذا الإحساس الغامض الذى يداهمنا حين نتيقن - أو نتوهم - أن موقفًا ما نمر به الآن سبق لنا أن مررنا به! فى الفيلم الأمريكى تحدث جريمة قتل وتسقط الضحية فى المرة الأولى، لكن حين يعاد الحدث مرة أخرى ويمر به البطل مجددًا يستطيع منع النهاية المأساوية، ويتمكن من إنقاذ البطلة.

فى «التنويعة» المصرية على هذه النغمة وقع العمل فى العديد من المشاكل، «بسمة» على سبيل المثال حظيت بفرصة عمرها فى أول بطولة مطلقة، فهى محور الأحداث وهى التى تتوسط النجوم على الأفيش، كما أن الفيشاوى لم يظهر إلا بعد مرور 25 دقيقة من بداية الفيلم، واعتمد البناء الدرامى على صوتها وهى تقوم بدور الراوية narrator، فتمهد لحدث قادم أو تعلق على حدث فات، لكن للأسف جاء صوتها جافًا يخلو من الانفعال الحقيقى واتسم أداؤها التمثيلى بالجمود، وغابت عنه رهافة الإحساس بالشخصية وتحولاتها وصراعاتها النفسية الداخلية، ورغم البداية المشوقة للفيلم افتقد للحبكة المحكمة ولم يتفاعل المتفرج مع ما يُفترض أنها مفاجآت مثيرة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة