محمد بركة

حكاية الفتاة التى تزوجها محمود درويش سراً!

الأربعاء، 20 أغسطس 2008 02:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما رحل محمود درويش عن عالمنا، لم يترك فقط نصف قرن من الشعر الملتهب عشقاً للأرض والبشر والأنوثة، لم يترك قصائد شجية تحمل رائحة البحر وندى الفجر ولسع الزنابق، ولكنه ترك كذلك حكاية مثيرة عن فتاة تزوجها سراً منذ عشرين عاماً!
يقول محمود درويش فى قصيدة: "رأيت الوداع الأخير":
رأيت الوداع الأخير
سأودع قافية من خشبْ
سأُرفع فوق أكف الرجال
سأُرفع فوق عيون النساء
سأُرزم فى علم
ثم يُحفظ صوتى فى علب الأشرطة
ستُغفر كل خطاياى فى ساعة
ثم يشتمنى الشعراء
سيذكر أكثر من قارئ
أننى كنت أسهر فى بيته كل ليلة
ستأتى فتاة وتزعم أنى
تزوجتها منذ عشرين عاماً.. وأكثر
ستُروى أساطير عنى
وعن صدف كنت أجمعه من بحار بعيدة
ستبحث صاحبتى عن عشيق جديد
تخبئه فى ثياب الحداد
سأبصر خط الجنازة
والمارة المتعبين من الانتظار
ولكنى لا أرى القبر بعد
ألا قبر لى بعد هذا التعبْ
هكذا كان يتنبأ الشاعر العظيم بما سيحدث بعد رحيله، لقد كان الموت هاجساً يلازمه فى الصحو والمنام، ولاسيما فى سنواته الأخيرة، وهو فى نبوءته يهزأ من المظاهر الاحتفالية الرسمية، ويرى المفارقة الصارخة فى موقف المثقفين والنقاد والشعراء منه، فتحت وطأة الإحساس بالفجيعة والرحيل، سيتسامح الكل معه، وما هى إلا أيام معدودات وينسى الكل أحزان اللحظة، ويبدأون فى الهجوم الصارخ عليه، لا لشىء سوى أنه كان "النجم الأوحد" فى المشهد الشعرى العربى.
ولا ينسى الراحل فى نبوءته موقف الباحثين عن الشهرة بأى ثمن من المجانين والمهووسين، فلا يستغرب أن يذكر شخص عادى أن محمود درويش كان يسهر فى بيته كل ليلة، أو أن تأتى فتاة لتزعم أن أشهر الشعراء المعاصرين بعد "نزار قبانى" تزوجها منذ عشرين عاماً!


موضوعات متعلقة..

◄محمد بركة يكتب.. تامر وشوقية ينافسان أبو تريكة
◄الصحافة المصرية ليست فى "فى إيد أمينة"
◄أحمد رزق فى "هيمه" .. الكوميديان التائه!
◄يسرا "فى إيد أمينة" ليست شيطاناً وإنما ملاكاً
◄لعنة داليا البحيرى فى "بنت من الزمن ده"
◄محمد بركة يكتب .. أسمهان تكسب!
◄الدالى ضحية نجاحه
◄وفاء عامر .. دراما غنية من العرى إلى الإبداع
◄محمد بركة يكتب: آسف على الخوف من المغامرة
◄محمد بركة يكتب:مثقفون للبيع وأشياء أخرى(2من 3)
◄محمد بركة يكتب عن أمراض المثقفين (1 من 3)









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة