محمد بركة

تأملات كوميدية فى الحالة القبطية

الثلاثاء، 19 يناير 2010 08:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قديما قالوا: أنا أفكر إذن أنا موجود، والآن يحق لنا أن نقول بكل فخر: أنا أمارس الازدواجية وأجمع بين المتناقضات إذن أنا مصرى وأبويا مصرى، وكل مصرى الله عليه!

نلعن أمريكا جهرا ونقف سرا فى طوابير طويلة أمام سفارتها أملا فى حلم الحصول على تأشيرة لدخول بلاد العام سام... المراهق عندنا يقضى سهرة حمراء أمام "سى دى بورنو" وعينه على الساعة حتى لا تفوته صلاة الفجر... اللص لدينا يبدأ كل عملية وهو يقول بقلبه ولسانه ووجدانه وبمنتهى التضرع والصدق: أسترها معايا يا رب... بحق حبيبك النبى!

الجديد فى بورصة "الشيزوفرينا" المصرية فى طبعتها الكوميدية هو الموقف من الأخوة الأقباط ! فالبعض ـ وأشدد على كلمة البعض حتى لا نقع فى فخ التعميم ـ منا يستسلم لكونشرتو التمييز الدينى على مستوى الخيال الشعبى والانطباعات الهلامية فيتحدث عن أخيه فى الوطن على طريقة:
ـ أنا كنت مبرتحلوش لله فى الله من غير أى حاجة، ولما عرفت إنه 4 ريشة فهمت!
ـ أيوه يا سيدى.. ما القبط دول يابا هما اللى واكلينها والعة.

وفى أحيان قليلة قد يتخلص من رياح التشدد القادم من الجزيرة العربية ويستعد حسه الفكاهى الأصيل قائلا: اضطهاد أقباط إيه يا عم.. اللى بيتكلموا عنه... ييجى يشوفوا المدام عاملة فىّ إيه وهما يعرفوا يعنى ايه اضطهاد!

المهم أن الشخص نفسه الذى يردد مثل هذه المقولات هو الذى يفعل المستحيل كى يلحق الواد ابنه أو ابنته بمدرسة راهبات ذات طابع كنسى يتجلى واضحا فى الكثير من التفاصيل. وتراه يدافع عن اختياره هذا بكل حرارة قائلا:
ـ لا.. يا عم.. التعليم فى المدارس دى.. حاجة تانية خالص... ناس واخدة الموضوع جد... أدب وانضباط وظبط وربط.. ناس مبتهزرش... دول موش بس بيعلموا الواد... دول بيربوه صح!

ولأن كل ما قاله حول هذه المدارس صحيح، وكل ما قاله عن إخوته الأقباط عموما يندرج تحت بند جرائم تزييف الوعى، لا تملك سوى أن تهز رأيك حائرا، وأن تعده بأن تفعل اللى ربنا يقدرك عليه حين يتوجه إليك فى النهاية راجيا:
ـ المهم بقى تشوف لنا واسطة... المدارس دى موش بتاخد أى حد... وبعدين فيه ويتنج لست كتيرة... أصل رغم تميزهم الجاد جدا... أسعارهم حنينة لأنهم موش واخدين الموضوع تجارة... بصراحة كاملين من مجاميعه.. هاه.. مقولتليش... أخبار الواسطة إيه.

• كاتب صحفى بالأهرام.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة