محمد بركة

كله إلا الجيش

الأحد، 10 أبريل 2011 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مصر أم العجايب، أصبح من ينتقد التيار الدينى مطالباً أن يقسم بالله أولاً على أنه يصلى ولازال على وضوءه كمان، أما من ينتقد الاعتصام "المجانى فى التحرير" فعليه أن يقسم أنه كان يواظب على الحضور والانصراف فى الميدان يومياً منذ "جمعة الغضب" وحتى "جمعة الانتصار"! وهذا ما حدث مع العبد الفقير إلى مولاه حرفياً، وعليه أستطيع أن أتكلم براحتى..

انتبهوا أيها السادة !
نحن الآن نمر بالمرحلة الأخطر فى عهد الثورة المضادة الميمونة.. المرحلة الأولى بدأت بمحاولة الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين "كنيسة أطفيح" وحين فشلت بدأت المرحلة الثانية متمثلة فى محاولة الوقيعة بين السلفيين والصوفيين "هدم الأضرحة" وحين فشلت بدأت المرحلة الثالثة "الأحداث الأخيرة الدامية فى الميدان".

ما يحدث الآن هو أخطر مراحل الثورة المضادة والهدف الخبيث يتمثل فى تصوير المشير طنطاوى وكأنه الوريث الرسمى لديكتاتورية مبارك وجعله هدفاً مشروعاً لغضب الثوار، وهذا لعَمرى من المضحكات المبكيات.. وإن كنت ناسى أفكرك!

الجيش حمى الثورة وتعهدها بالرعاية ولولا هذا الموقف ما كان لها أن تؤتى ثمارها، قد نختلف مع الأداء السياسى للمجلس العسكرى بل وقد ننتقده، لكننا أبداً لا نصل بهؤلاء القادة إلى مرحلة التشكيك والتخوين والاتهامات الجزافية.

لقد رأيت على الفيس بوك إحدى الصديقات تدعو إلى التوافد والمبيت فى الميدان وهى تصرخ قائلة: يا مشير اتلم اتلم.. ماتخليهاش بركة دم! وهذه هى الوقاحة بعينها.. وهذا هو الغباء السياسى كما يقول الكتاب.

لصالح من نشهر سيوف التخوين فى وجه القوات المسلحة؟
لصالح من نفقد الملاذ الأخير للثورة، وخط الدفاع الأول للثوار؟
قديماً قال أهالينا: إللى مالوش كبير بيشترى له كبير، وقديماً أيضاً قالوا: الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة.. وما يحدث الآن هو أقذر أنواع الضغط على القوات المسلحة لكى تفقد أعصابها فى الوقت الذى بدأت تضيق فيه الدائرة حول الرئيس المخلوع، فها هو "رجل القصر" زكريا عزمى يسقط بينما صفوت الشريف وأحمد فتحى سرور وجمال مبارك فى الطريق.. فى هذا التوقيت بالذات تمتد يد سوداء شريرة إلى الحلم الوردى للمصريين لتغتال تلك المقولة التى قهرت مبارك وعصابته: الجيش والشعب إيد واحدة!

لقد رأيت على الفيس بوك بعض الأصدقاء ينشرون صوراً تجمع بين المشير طنطاوى وحبيب الظلم "الشهير بحبيب العادلى" والثانى يكرم الأول، فهل هذا دليل إدانة للقائد العسكرى الذى كان بمقدوره أن يقف إلى جانب الرئيس المخلوع تحت مسمى الاستقرار والحفاظ على البلد؟

إنه العبث ولا شىء سواه، كما أنه من الحب ما قتل وإذا كان بعض "الثورجية" قد أدمنوا مبارزة السلطات وانتابهم حنين جارف إلى ليالى الاعتصام والمبيت، فإن عقلاء هذه الأمة مطالبون على الفور بأن يقولوا كلمة حق لوأد الفتنة وهى لا تزال فى مهدها، فأسوأ ما نعيشه حالياً هو تلك اللحظة الدقيقة التى يختلط على البعض فيها الفارق بين العدو والصديق، بين الأسود والأبيض، بين الثورة والثورة المضادة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة