محمد بركة

أهلاً بكم فى نادى الاغتيال السياسى

الجمعة، 07 ديسمبر 2012 12:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن أكرمنا المولى ودخلت بلادنا الحبيبة عصر «العبوات الناسفة» التى كنا نسمع عنها فقط عبر نشرات الأخبار، فإذا بها تفجر مبنى للأمن المركزى تحت الإنشاء فى رفح، لم يعد ينقصنا سوى أن نجرب بالمرة دراما الاغتيالات السياسية! أقول قولى هذا.. بعد أن أعلن رئيس الجمهورية الحرب على أعلى سلطة فى البلاد، رمز دولة القانون والمؤسسات، المحكمة الدستورية، فإذا بأهله وعشيرته يلبون النداء، ويهتفون وقد تسلقوا أسوار المحكمة فى المعادى: إدينا الإشارة.. وإحنا نجيبهم لك فى شيكارة!
بعض أعضاء المحكمة تلقوا بالفعل على هواتفهم المحمولة تهديدات بالقتل، ولكى تعرف مدى المستنقع الذى نوشك جميعا على الغرق فيه، أدعوك لكى تقرأ هذا الكتاب الممتع والشيق «قصة اغتيال بويصير والكخيا فى مصر من ميونخ إلى سينا.. ومن القاهرة إلى المجهول» لمحمد عبد الهادى علام، والصادر عن دار «العين»، بأسلوبه الرصين المميز، وتحليله الدقيق، وبراعته فى رصد الواقع، يغوص المؤلف عبر صفحات الكتاب مثل قناص ماهر، ومحقق طويل النفس، ليكشف عن خيوط أشهر جريمتى اغتيال سياسى، وقعتا على الأراضى المصرية، يقول عبد الهادى علام فى مقدمة الكتاب.. كشف الحقيقة، وتطبيق مبدأ عدم إفلات الجناة من العقاب، هما الهدفان من إصدار هذا الكتاب، كمساهمة فى الوصول إليهما فى جريمتين من أبشع الجرائم التى استهدفت مناضلين عربا من أجل الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ولايزال الجانى فيهما حراً طليقاً من دون عقاب، وقد شاءت الأقدار أن يكون الضحيتان فى هاتين الجريمتين مواطنين ليبيين، شغلا منصب وزير خارجية ليبيا، هما صالح مسعود بويصير، ومنصور رشيد الكخيا، ذهب الأول شهيداً فى حادث إسقاط إسرائيل الطائرة المدنية الليبية فى رحلتها رقم 114 من بنغازى إلى القاهرة صباح يوم 21 فبراير 1973، «المعروفة إعلامياً بطائرة سلوى حجازى مذيعة التليفزيون المصرى، التى استشهدت أيضاً فى الحادث» وذلك بعد استدراجها إلى سيناء، المحتلة آنذاك، وذهب الثانى شهيداً على يد العقيد الليبى معمر القذافى فى 11 ديسمبر 1993، بعد استدراجه وخطفه من القاهرة ونقله إلى ليبيا بواسطة سيارة تحمل لوحات دبلوماسية، فقد التقى القذافى وإسرائيل على تصفية المعارضين لسياستهما من المناضلين من أجل حرية الأوطان، لذا لم يكن غريباً أن يجتمعا بعد تنفيذ كل منهما جريمته على الحيلولة دون إجراء تحقيق، وعرقلة أى مسعى فى هذا الاتجاه، لإخفاء معالم الجريمة، وطمس الحقيقة للإفلات من العقاب. أما منصور الكخيا «63 سنة عند اختفائه»، فقد أصبح قبل اختفائه بفترة وجيزة يشكل بالنسبة للقذافى الخطر الرئيسى على بقاء نظامه، فوزير الخارجية الأسبق المستقيل من منصبه عام 1974، ومن منصبه كرئيس وفد ليبيا بالأمم المتحدة عام 1980، احتجاجاً على سياسات القذافى وممارساته الدموية، ونتيجة لقناعته بأنه لا جدوى من العمل على إصلاح مثل هذا النظام من داخله، فقد أسس تنظيماً معارضاً للقذافى، وسعى إلى توحيد فصائل المعارضة كلها فى تنظيم واحد، ونجح فى التقدم خطوات فى هذا الاتجاه، بل شمل 7 فصائل فى فصيل واحد، تحت اسم «التحالف الوطن الليبى»، ومن المؤسف أن القاهرة التى شهدت ولادة التحالف فى نوفمبر 1987 قبل عامين من عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وليبيا عام 1989، هى التى شهدت اختفاءه المريب بعد أربع سنوات من عودة العلاقات.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة